الصحة المستدامة

وافقت عليه هيئة الغذاء والدواء الأمريكية.. “Opzelura” أول علاج للقضاء على البهاق

عرف مرض البهاق منذ سنة  1000 قبل الميلاد من الحضارة الهندية والبوذية حيث كان هناك تحفظ في كل الحضارات من حاملي المرض، وفي الغالب كان يتم نفيهم خارج المجموعة السكانية. والبهاق, مرض مكتسب عَرَضُه الوحيد بقع فاتحة اللون على الجلد، نسبة انتشاره 1% بين مجموع السكان في جميع أنحاء العالم دون علاقة لأصل أو لجنس، يبدأ المرض لدى أكثر من 50% من المصابين قبل عمر 20 سنة.

خلال العقود الأخيرة يعيش مرضى البهاق حالة من التوتر والقلق، فيومًا بعد آخر يتوغل المرض في جسدهم ووجوههم وذلك دون اكتشاف علاج للقضاء نهائيًا على المرض، لكن مؤخراً, تجدد الأمل لهم من جديد بعدما أعلنت السلطات الصحية في الولايات المتحدة عن علاج ثورى للبهاق لدى البالغين والأطفال، قد يكون الأول من نوعه لعلاج هذا المرض الذي يصيب الملايين عالميًا، بحسب شبكة “سكاى نيوز عربية”.

ومنحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الموافقة على كريم “Opzelura” الذي تنتجه شركة “إنسايتس”، كعلاج موضعى للبهاق غير المفصلى لدى البالغين والأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 عامًا وما فوق ومع هذا التطور العلمي الكبير، أصبح كريم “أوبزيلورا” أول علاج لإعادة تصبغ البشرة من مرضى البهاق، يحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء، وفقًا لموقع “فارماسوتيكال إنداستريز”.

وبحسب ما نشر موقعى ” rxlist” و dermatologytimes” جاء هذا الدواء الجديد لبعث الأمل في نفوس مرضى البهاق، كعلاج لهذا المرض، يختلف عن الأدوية السابقة فالمرضى الذين يعانون من مرض نشط غير مستقر أو مرض مزمن أو حراري أو لديهم تصبغات في الرأس والرقبة هم المرشحون المثاليون للدواء الجديد.

ويطرح توسيع أفق العلاج سؤالاً ملحًا: هل ستكون هذه العلاج الجديد ميسورة التكلفة ويمكن الوصول إليها؟، لكن قال الخبراء إن الأدوية الجديدة من المحتمل أن تكون باهظة الثمن.

كريم Opzelura OPZELURA هو دواء يستخدم على الجلد (موضعي) من أجل: -علاج أعراض الإكزيما (التهاب الجلد التحسسي). يمكن استخدام Opzelura بمفرده أو مع أدوية أخرى. وعلاج نوع من البهاق يسمى البهاق غير المقطعي لدى البالغين والأطفال بعمر 12 سنة وما فوق.

الجرعة وطريقة الاستعمال

يطلب من المرضى وضع طبقة رقيقة من OPZELURA مرتين يوميًا على المناطق المصابة بنسبة تصل إلى 20٪ من مساحة سطح الجسم. لا تستخدم أكثر من 60 جرامًا في الأسبوع.

فى مرضى البهاق غير المفصلي، تمت الموافقة على استخدام الكريم الجديد موضعيا وبشكل مستمر على البقع غير المصطبغة من الجلد، مرتين في اليوم، ولا يجب استخدامه على أكثر من 10 بالمئة من مساحة سطح الجسم، ولاحظت الشركة أن استجابة المريض للعلاج قد تحتاج إلى تطبيق كريم “أوبزيلورا” لأكثر من 24 أسبوعًا.

وتم إجراء تجارب على أكثر من 600 شخص مصاب بالبهاق غير المفصلي، بعمر 12 عاما أو أكبر، ووفقا للنتائج في الأسبوع 24، حقق ما يقرب من 30 بالمئة من الأشخاص الذين تلقوا الكريم الجديد تحسنًا في لون بشرتهم بنسبة 75 على الأقل في مناطق البهاق.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة “إنسايتس”، هيرفي هوبينوت: “الحصول على الموافقة لاستخدام علاج أوبزيلورا، تقدم شركتنا علاجا للمرضى ذوي الاحتياجات الطبية العالية، والذين لم يكن لديهم سابقا علاجات معتمدة”.

تجربة حية

ومن تجارب المرضى للدواء الجديد يحكى بيراردو ريفاس إنه اكتشف البهاق عندما ظهرت عليه بقعًا بيضاء على ركبتيه وصدره في سن العاشرة تقريبًا، وقال إنه جرب الفيتامينات، والكريمات الموضعية، والعلاج بالأشعة فوق البنفسجية، بعضها ساعد، بينما كان للبعض الآخر لا فائدة منه.

وكان تصبغ وجهه وذراعيه ويديه أكثر ما يحبطه خلال الفترة التي قضاها في البحرية حيث كان يعمل ريفاس في بيئة شديدة الضغط كمراقب جوي، وقال إن إزالة التصبغ انتشر بسرعة أكبر وعندما واجه قرار تجديد عقده مع الجيش، قال ريفاس إنه اختار حالته الصحية.

بحلول عام 2020، قال ريفاس إنه تخلى عن إيجاد علاج للبهاق، حتى علم بتجربة إنسيتي السريرية من صديقه وبدأ في استخدام كريمruxolitinib ، الذي قال إنه يمتص في الجلد في غضون دقائق.

بعد عام كامل من الدراسة السريرية مزدوجة التعمية، وعام آخر باستخدام كريم  ruxolitinib  أثناء تمديد التسمية المفتوحة للمشاركين في التجربة، قال ريفاس إن لديه أقل من 5٪ من التصبغ على وجهه وحوالي 20٪ على باقي جسده .

يعمل الدواء عن طريق قمع الجهاز المناعي المفرط النشاط لدى المرضى؛ يرتبط بمستقبلات كيناز (JAK) المرتبطة بـ Janus على سطح الخلية المناعية التي تهدف إلى تدمير خلايا الجلد أو الخلايا الصباغية بمجرد تثبيط الخلايا المناعية ، تصبح الخلايا الميلانينية الجديدة قادرة على النمو في المنطقة، وببطء وتعود الصبغة إلى جلد المريض.

بسبب عملية إعادة التصبغ فإن بعض المرضى يحتاجون إلى مزيد من الوقت لمعرفة فوائد كريم ruxolitinib. من ستة أشهر إلى سنة واحدة من الاستخدام، زادت نسبة المرضى الذين عانوا من إعادة صبغ الوجه بنسبة 75٪ على الأقل من 30 ٪ إلى ما يقرب من 50٪.

حتى الآن لم يعرف ما الذي سيحدث للمرضى إذا توقفوا عن استخدام الكريم أو استخدموه بشكل أقل تكرارًا من الاستخدام الموصوف مرتين يوميًا، وهو نظام قال يتطلب الانضباط والمواظبة عليه  وقد يكون من الممكن دمج الكريم مع علاجات أخرى، مثل العلاج بالضوء، لتسريع إعادة تصبغ الجلد.

زر الذهاب إلى الأعلى