هل تؤثر الأجهزة اللوحية على صحة الأطفال العقلية؟ دراسة تربط بين وقت الشاشة وزيادة خطر التوحد

في دراسة حديثة أجريت في أستراليا، أُثيرت تساؤلات جديدة حول تأثير وقت الشاشة على صحة الأطفال العقلية، حيث أظهرت النتائج وجود ارتباط محتمل بين قضاء الأطفال وقتًا طويلاً أمام الشاشات، وزيادة خطر الإصابة بالتوحد.
تفاصيل الدراسة
تابع الباحثون أكثر من 5000 طفل ابتداءً من سن الثانية، حيث استُجوب الآباء والأمهات حول المدة التي يقضيها أطفالهم أمام شاشات الأجهزة اللوحية أو التلفاز. بعد مرور 10 سنوات، عاد الباحثون للتواصل مع الأسر لمعرفة ما إذا كان قد تم تشخيص أطفالهم بالتوحد.
النتائج الرئيسية
- من بين المشاركين، تم تشخيص 145 طفلاً بالتوحد.
- الأطفال الذين أمضوا أكثر من 14 ساعة أسبوعيًا أمام الشاشات في سن الثانية كانوا أكثر عرضة للإصابة بالتوحد في سن الـ12 مقارنةً بمن قضوا وقتًا أقل أمام الشاشات.
توصيات الباحثين
أوصى الفريق البحثي بأن يضمّن الأطباء استفسارات حول مدة استخدام الأطفال للشاشات عند تقييم نموهم في مراحل الطفولة المبكرة. يمكن أن تكون هذه المعلومات مؤشرًا مفيدًا لتحديد الأسر التي تحتاج إلى دعم إضافي لتقليل وقت الشاشة وتشجيع الأنشطة التفاعلية الأخرى.
الجدل العلمي
على الرغم من أن النتائج تثير القلق، إلا أن العديد من الخبراء حذروا من التسرع في تفسيرها كعلاقة سببية بين وقت الشاشة والتوحد.
- قال الدكتور جيمس فيندون من جامعة كينغز كوليدج لندن: “الدراسة تظهر ارتباطًا، لكنها لا تثبت أن وقت الشاشة يسبب التوحد”.
- الباحثون أكدوا أن الدراسة كانت رصدية، مما يعني أنها لا تقدم دليلًا قاطعًا على وجود علاقة سببية.
سياسات دولية بشأن وقت الشاشة
- السويد: توصي وكالة الصحة العامة بعدم السماح للأطفال دون سن الثانية باستخدام الأجهزة اللوحية أو مشاهدة التلفزيون، وتحديد وقت الشاشة للأطفال بين 2 و5 أعوام إلى ساعة يوميًا كحد أقصى.
- الدنمارك: وضعت إرشادات تقضي بعدم استخدام الأجهزة للأطفال دون سن الثانية إلا في “حالات خاصة”، مثل الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم.
على الرغم من الجدل المحيط بهذه الدراسة، فإنها تسلط الضوء على أهمية مراقبة وقت الشاشة في الطفولة المبكرة. يشير الخبراء إلى أن تقليل التعرض للشاشات وتشجيع الأنشطة البدنية والاجتماعية قد يكونان مفتاحًا لدعم تطور الأطفال بشكل صحي. هل حان الوقت لإعادة التفكير في عادات أطفالنا الرقمية؟