البيئة والطاقة المستدامة

مصر تستثمر في المحميات الطبيعية: سياحة بيئية جديدة في الأفق

تعمل مصر على تطوير عدد من المحميات الطبيعية للاستفادة منها سياحيًا، بما في ذلك “سيوة” في الصحراء الغربية، و”نبق” في جنوب سيناء، و”وادي الجمال” في البحر الأحمر، و”العميد” في الساحل الشمالي غرب الإسكندرية.

أكدت وزيرة البيئة المصرية، الدكتورة ياسمين فؤاد، أهمية دمج الحفاظ على التنوع البيولوجي في القطاع السياحي في مصر. ووصفت المشروع الذي أعدته الوزارة بأنه “فرصة استثمارية بيئية فريدة” تساهم في حماية الموارد الطبيعية وإدارتها بشكل جيد، بالإضافة إلى حماية التنوع البيولوجي.

وأشارت الوزيرة، في بيان صدر يوم الثلاثاء، إلى أن المشروع ربط بين الأنشطة السياحية البيئية وزيارات الأفراد للمحميات، مما أدى إلى زيادة الإقبال على زيارة المحميات والاهتمام بحمايتها. كما ساهم المشروع في دمج المجتمعات المحلية في تطوير المحميات وحماية تراثها الثقافي والبيئي، ليصبح منتجًا سياحيًا فريدًا.

تضم مصر 30 محمية طبيعية مسجلة، من بينها رأس محمد وسانت كاترين في سيناء، ووادي الريان وبركة قارون في الفيوم، والعلاقي في أسوان، ووادي دجلة والغابة المتحجرة في القاهرة، والصحراء البيضاء، وأحدث محمية طبيعية “نيزك جبل كامل” في الوادي الجديد بصحراء مصر الغربية.

أوضح مدير مشروع دمج التنوع البيولوجي في السياحة البيئية، محمد عليوة، أن هناك خطة لإدارة أربع محميات هي سيوة ونبق ووادي الجمال والعميد من خلال تحديث خط الأساس وخطط إدارة الزوار.

تعد محمية واحة سيوة في مرسى مطروح واحدة من الأماكن الفريدة والمشهورة كوجهة سياحية بيئية، حيث تضم أكثر من 40 نوعًا من النباتات الرعوية والطبية، وأشجار السنط والأثل، وحوالي 28 نوعًا من الحيوانات البرية الثديية، و32 نوعًا من الزواحف، و164 نوعًا من الطيور.

أشار عليوة إلى تزويد المحميات بمعدات للرصد والمتابعة ولوحات إرشادية، بالإضافة إلى تقديم الدعم الفني لإعلان محمية بحرية جديدة في البحر الأحمر، بما في ذلك دراسة المواقع المحتملة.

تتميز محمية نبق في سيناء، التي تغطي مساحة 600 كيلومتر مربع، بأنظمتها البيئية المتنوعة من الشعاب المرجانية والكائنات البحرية والبرية، والعديد من الطيور المهاجرة والمقيمة، مما يجعلها وجهة سياحية جذابة لمحبي الغوص والسفاري.

نجح المشروع في خلق هوية بصرية جديدة للمحميات الثلاث عشرة التي تروج لها حملة “إيكو إيجيبت”، بالإضافة إلى إعداد كتيبات تعريفية محدثة لبعض المحميات مثل سيوة ونبق ووادي الجمال.

تقع محمية وادي الجمال على مساحة 7450 كيلومترًا مربعًا، وتحتوي على أحد أكبر وديان الصحراء الشرقية، التي تتميز بازدهار وتنوع المجتمعات النباتية فيها، بالإضافة إلى جزر هامة دوليًا لتكاثر الطيور والسلاحف البحرية.

شاركت مصر في ورشة عمل إقليمية حول السياحة البيئية بالتعاون مع الأردن في أغسطس الماضي، حيث نوقش نهج إقليمي جديد يهدف إلى تقديم منتج سياحي يراعي البعد البيئي ويقدم نموذجًا متميزًا لخدمة دول المنطقة. تم عرض التجربة المصرية في تأسيس البنية التحتية للسياحة البيئية في مصر، ومشاركة القطاع الخاص والمجتمع المدني والشباب لتعزيز الاستثمار في المحميات الطبيعية والسياحة البيئية.

زر الذهاب إلى الأعلى