مشاركة عربية رائدة: أمين عام مجلس العالم الإسلامي للإعاقة والتأهيل يمثل المغرب في أكبر مؤتمر عالمي لتحليل السلوك بلشبونة
من المعرفة إلى الممارسة… تدريب الأسر يفتح أبواب الاستقلالية لأطفال التوحد وهو الطريق لنتائج مستدامة

في أكبر مؤتمر دولي لتحليل السلوك بلشبونة، شارك أمين عام مجلس العالم الإسلامي للإعاقة والتأهيل بصفته مستشارًا بدار الاستشارات، من خلال تسليط الضوء على أهمية تعليم وتدريب أسر الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد في ندوة علمية دولية جمعت خبراء من المكسيك والهند وأرمينيا. إلى جانب حضور من مختلف الدول. هذه المشاركة جسدت حضورًا قياديًا للعالم العربي في النقاشات العالمية حول دعم الأسر وتعزيز التدخلات السلوكية.
لقد احتضن فندق ألتيس غراند (Altis Grand Hotel) هذا المؤتمر الدولي الثاني عشر لجمعية تحليل السلوك الدولية (ABAI) خلال الفترة من 11 إلى 13 نوفمبر 2025، جامعًا نخبة من الباحثين والممارسين من أعرق الجامعات والمؤسسات الأكاديمية حول العالم، وحضور من 50 دولة. لم يكن الحدث مجرد لقاء أكاديمي، بل شكّل فضاءً للتواصل الثقافي والإنساني، حيث تلاقت التجارب العلمية مع القيم المجتمعية في نقاشات ثرية حول مستقبل التدخلات السلوكية.
على مدار أيام المؤتمر، توزعت الفعاليات بين جلسات مدعوة ألقاها خبراء عالميون، وورش عمل عملية لتدريب المشاركين على أحدث الأدوات، إضافة إلى جلسات ملصقات عرض فيها الباحثون الشباب ابتكاراتهم. كما تميز المؤتمر بأنشطة خاصة للتواصل وبناء الشراكات، مما جعله منصة متكاملة تجمع بين العلم والتطبيق.
أحد أبرز عناصر المؤتمر كان تنوع المحاور العلمية التي غطت مختلف جوانب تحليل السلوك، مما يعكس شمولية الحدث وغناه. وقد توزعت الجلسات على مجالات رئيسية، منها:
- التوحد (AUT) – التدخلات والأبحاث في مجال التوحد.
- السلوك اللفظي والعمليات المعرفية (VBC).
- علم الأدوية السلوكي وعلم الأعصاب (BPN).
- الطب النفسي والعلاج الأسري السلوكي (CBM).
- القضايا المجتمعية والاجتماعية والاستدامة (CSS).
- الإعاقات النمائية (DDA).
- التحليل التجريبي للسلوك (EAB).
- التعليم (EDC).
- النمو السلوكي عبر مراحل الحياة (LBD).
- تحليل النظم السلوكية والتنظيمية (OBM).
- القضايا الفلسفية والمفاهيمية والتاريخية (PCH).
- الممارسة العملية (PRA).
- التنوع والإنصاف والشمول (DEI).
- القضايا العلمية العامة (SCI).
- السلوك الحيواني التطبيقي (AAB).
هذا التنوع يعكس أن المؤتمر لم يقتصر على جانب واحد، بل جمع بين المختبرات العلمية، القضايا المجتمعية، التطبيقات الطبية، والتعليم، مما جعله حدثًا غنيًا وشاملًا بحق.
يتوقع أن يترك المؤتمر أثرًا ملموسًا في تعزيز التعاون الأكاديمي بين المؤسسات من مختلف الدول، وفتح آفاق جديدة لتطوير خدمات تحليل السلوك. كما يساهم في دعم جهود التنمية المستدامة والدمج الاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة، عبر تبادل الخبرات وتبني أفضل الممارسات العالمية.
المؤتمر الدولي الثاني عشر لجمعية تحليل السلوك لم يكن مجرد حدث علمي، بل جسد رؤية أوسع: العلم كجسر للتواصل بين الثقافات، وأداة لبناء مستقبل أكثر شمولًا وعدالة.

