الامراضالصحة المستدامة

كيف يساهم التوتر المزمن في تسريع تطور سرطان القولون: اكتشاف جديد ودور ميكروبات الأمعاء

توصلت دراسة حديثة إلى أن التوتر المزمن قد يؤدي إلى تعطيل توازن ميكروبات الأمعاء ويُسرّع تطور سرطان القولون والمستقيم. وقد جرى الكشف عن هذا الاكتشاف خلال فعاليات الجمعية الأوروبية لأمراض الجهاز الهضمي، مؤكدة أن التوتر المزمن لا يقتصر على التأثيرات النفسية، بل يمتد إلى تعطيل صحة الجهاز الهضمي، ويزيد من خطورة السرطان.

التوتر والميكروبات النافعة: كيف يؤثر التوتر المزمن على الأمعاء؟

التوتر المزمن يُسبب التهابات في الجسم ويقلل من فعالية الجهاز المناعي، وهو ما يجعل الجسم أقل قدرة على محاربة الخلايا السرطانية. كما يؤدي التوتر إلى زيادة إفراز هرمون الكورتيزول، الذي يُثبط الاستجابة المناعية ويزيد من حدة الالتهابات، مما يُسهم في تسريع تطور سرطان القولون والمستقيم.

وفي الدراسة، لاحظ الباحثون أن التوتر المزمن يقلل من نسبة بكتيريا “اللاكتوباسيلوس” المفيدة في الأمعاء، وهي بكتيريا تُعزز مناعة الجسم وتساعد في مكافحة الأورام السرطانية. وكان التوتر قد تسبب في نقص هذه البكتيريا، مما أضعف قدرة الجسم على مواجهة سرطان القولون.

التجارب على الفئران: كيف تم التوصل إلى هذا الاكتشاف؟

أجريت التجارب على فئران تم تعريضها للتوتر المزمن، ووجد الباحثون أن الفئران التي تعرضت للإجهاد كانت أقل قدرة على مقاومة نمو الأورام، مع نقص ملحوظ في بكتيريا الأمعاء المفيدة. وقام الباحثون باستخدام مضادات حيوية للقضاء على جميع الميكروبات في أمعاء الفئران، ثم أعادوا زرع ميكروبات برازية للتحقق من دور تلك البكتيريا في تطور سرطان القولون والمستقيم.

وكانت النتائج واضحة: الإجهاد المزمن أدى إلى تسريع نمو الورم في الفئران، وانخفاض بكتيريا “اللاكتوباسيلوس” المفيدة زاد من ضعف استجابة الجسم المناعية، مما جعل الفئران أكثر عرضة لتطور السرطان.

العلاج المحتمل: دور بكتيريا “اللاكتوباسيلوس” في مكافحة السرطان

من خلال إعطاء الفئران مكملات بكتيريا “اللاكتوباسيلوس” أثناء تعرضها للتوتر المزمن، لاحظ الباحثون انخفاضًا ملحوظًا في تكوين الأورام. ومن خلال تحليل البراز، وجدوا أن هذه البكتيريا تلعب دورًا هامًا في تعزيز وظيفة الخلايا المناعية التائية CD8+ التي تساعد في محاربة السرطان.

ويشير الباحثون إلى أن هذه النتائج قد تفتح الباب أمام استراتيجيات علاجية جديدة تجمع بين الأدوية المضادة للأورام ومكملات البكتيريا النافعة، مما يوفر للمرضى الذين يعانون من سرطان القولون والمستقيم المرتبط بالتوتر المزمن فرصة أكبر للشفاء.

الآفاق المستقبلية: نحو علاج أكثر فعالية لسرطان القولون والمستقيم

هذه الدراسة تمثل خطوة مهمة نحو فهم أعمق لدور ميكروبات الأمعاء في محاربة السرطان، وتسلط الضوء على أهمية الحفاظ على صحة الأمعاء للوقاية من الأمراض. ومع الجمع بين الأدوية التقليدية والمكملات التي تعزز صحة الأمعاء، قد تكون هناك فرص أكبر لتطوير استراتيجيات علاجية أكثر فعالية لمرضى سرطان القولون والمستقيم الذين يعانون من التوتر المزمن.

زر الذهاب إلى الأعلى