الصحة المستدامةصحة الاطقال

كيف يتعلم الأطفال بسهولة دون تركيز؟ دراسة نفسية تكشف السر!

هل يحتاج الأطفال إلى التركيز للتعلم؟ دراسة جديدة تفاجئنا بالإجابة!

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Psychological Science نهاية ديسمبر الماضي أن الأطفال يمتلكون قدرة فريدة على التعلم، بغض النظر عن مدى تركيزهم أثناء التعرض للمعلومات. وأوضح باحثون من جامعة تورنتو أن هذه المهارة تمثل ميزة خاصة بالأطفال، حيث يمتصون المعلومات المحيطة بهم بشكل تلقائي، بخلاف البالغين الذين يعتمدون على الانتباه الانتقائي للتركيز على مهمة محددة.

التعلم باللعب: نهج الأطفال الفطري

أكدت الدراسة أن الأطفال يتعلمون باستخدام جميع حواسهم، حتى في أوقات اللعب أو الانشغال بأنشطة أخرى. على سبيل المثال، قد يمتص الطفل المعلومات من كتاب مصور، حتى أثناء الركض أو اللعب، من خلال ملاحظته الصور وسماعه الأصوات المحيطة.

وللتحقق من هذه الظاهرة، أجرى الباحثون تجربتين على مجموعتين: الأولى شملت أطفالًا تتراوح أعمارهم بين 7 و9 سنوات، والثانية ضمت بالغين تتراوح أعمارهم بين 17 و23 عامًا. طُلب من المشاركين التركيز على رسومات معينة في تجربة، وتجاهلها تمامًا في تجربة أخرى. وكانت النتيجة مثيرة؛ حيث أثبت الأطفال قدرتهم على تعلم وتذكر المعلومات في كلتا الحالتين، بينما كان أداء البالغين مرتبطًا بمدى تركيزهم.

الأطفال مقابل البالغين: الفرق يكمن في آلية الانتباه

تُفسر هذه النتائج ببطء تطور آلية الانتباه الانتقائي لدى الأطفال، والتي تتيح لهم استقبال ومعالجة كمّ هائل من المعلومات دون الحاجة إلى تصفية المشتتات. وهذا ما يجعلهم قادرين على اكتساب مهارات متعددة بسهولة، مثل تعلم اللغات بلكنتها الأصلية، بمجرد الاحتكاك ببيئات متعددة اللغات، على عكس البالغين الذين يحتاجون إلى جهد موجه.

فوائد بيئة تعليمية متعددة الوسائط

أوصت الدراسة بضرورة الاستفادة من هذه النتائج في تصميم المناهج الدراسية للأطفال، خاصة قبل سن المراهقة. حيث أكدت أهمية استخدام وسائط متعددة مثل الصور، والألعاب التفاعلية، والأنشطة الممتعة في عملية التعلم. أما في مراحل المراهقة، فقد ركزت التوصيات على وضع أهداف واضحة ومهام محددة لتحقيق نتائج أفضل.

تعيد هذه الدراسة التفكير في الطريقة التي نتعامل بها مع التعليم في المراحل العمرية المختلفة. فبينما يستفيد الأطفال من بيئة تعليمية غنية بالتجارب المتنوعة، يحتاج البالغون إلى استراتيجيات تعليمية أكثر تركيزًا ووضوحًا لتحقيق أهداف محددة. فهل حان الوقت لتغيير أساليب التعليم لتلائم احتياجات كل فئة عمرية؟

زر الذهاب إلى الأعلى