كيف تقي نفسك من “الجلطات” الخطيرة؟
تؤدي زيادة “لزوجة” الدم” إلى حدوث ما يُعرف طبيا بـ “الجلطات الدموية”، حيث تتحول كتلة من الدم من الحالة السائلة إلى الحالة شبه الهلامية، أو شبه الصلبة، ويسمى هذا التحول “التجلّط”.
وتعدّ هذه العملية الطبيعية مسألة صحية ضروريةً لمنع نزيف الدم، في الكثير من الحالات، مثل عند الإصابة بجرح أو نزيف حاد، وعندما تتكوّن الإصابة في أحد العروق، فإن الدم لن يتوقف عن النزف من تلقاء نفسه إلا إذا حدث تجلط، ويمكن أن تؤدي إلى تفاقم الوضع ليصبح خطيرًا للغاية، وأن تهدّد حياة الشخص المصاب.
وعادةً ما تكون الجلطات غير متحرّكة وثابتة في مكانها، وغير ضارة نسبيًا، لكن تبدأ مرحلة الخطر عندما تتحرك هذه الجلطة من مكانها؛ إذ إنّه عندما تتكسّر الجلطة وتتحرّك من مكانها، يمكن أن تصل إلى القلب أو الرئتين، ويمكن أن تقف هذه الجلطات في أي مكان وتمنع تدفق الدم إلى أعضاء الجسم.
وقد تتكوّن الجلطات الدموية في الأوردة أو الشرايين، وعندما تحدث في أحد الشرايين تسمّى “الجلطة الشريانية”، ويسبّب هذا النوع من الجلطات آلامًا حادةً، أو شللًا في جزء أو عدّة أجزاء من الجسم، ويمكن أن تؤدي إلى حدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية، أما الجلطة الدموية التي تحدث في الأوردة تسمّى الجلطة الوريدية، ويتراكم هذا النوع من الجلطات ببطء مع مرور الوقت، ويعدّ تهديدها للحياة أقلّ خطورةً من تهديد الجلطات الشريانيّة، ويسمّى النوع الخطير من الجلطات الوريدية بـ “الجلطات الوريدية العميقة”.
أعراض الجلطة الدموية
تنقسم الجلطات إلى نوعين رئيسين، هما:
- الجلطات الوريدية العميقة التي تحدث في أحد أوردة الجسم العميقة، وعادةً ما تتكوّن هذه الجلطات مع مرور الوقت في الساقين أو الذراعين.
- الجلطات الشريانية التي تتكون فجأةً في أحد الشرايين وتهدّد الحياة، وتختلف الأعراض المصاحبة لكل نوع من أنواع الجلطات.
الأعراض الرئيسة للجلطات
تشتمل الجلطات الوريدية العميقة، أعراض الجلطات الوريديّة، على هذه العوارض: التورّم في ساق واحدة، أو في ذراع واحدة. الشعور بألم في الساق، وعادةً ما يوصف هذا الألم أنّه شعور بالخدر، أو التقلّصات، أو الضعف في الساق. تغيير لون الجلد إلى اللون الأزرق أو الأحمر. سخونة الساق أو الذراع المصابة بالجلطة.
الجلطات الشريانية تشتمل أعراض الجلطات الشريانيّة على ما يأتي: قصر مفاجئ في النَّفَس. الشعور بألم حاد في الصدر مشابه لألم الطعن. تسارع نبض القلب. السعال المفاجئ المصحوب بمخاط مخلوط بالدم. أسباب تكوّن الجلطات الدموية تتكوّن الجلطات الدموية عندما تصبح الصفائح الدموية وبروتينات البلازما أكثر سمكًا، وتكون كتلةً شبه صلبة، وقد يثير تخثر الدم وتجلّطه حدوث إصابة، ويمكن أن تحدث الجلطة داخل الأوعية الدموية دون وجود إصابة.
أسباب تجلّط الدم:
تكون الجلطات يعود إلى العديد من العوامل والأسباب التي تؤدي إلى هي:
التصلّب العصيدي (تصلب الشرايين): هو تراكم للرواسب الدهنية التي تسمّى اللويحات داخل الشرايين وعلى جدرانها مسببًا تشكّل الجلطة، ممّا يقلّل من تدفّق الدم عبر الشريان الذي تشكلت فيه، وغالبًا ما تحدث هذه الحالة بسبب ارتفاع نسبة الكوليسترول. الرجفان الأذيني: هو أكثر أشكال عدم انتظام ضربات القلب شيوعًا، ويؤدّي إلى تسارع ضربات القلب أو تخطّيها، بالإضافة إلى وقف تدفق الدم، وعندما يحدث الرجفان الأذيني يمكن أن يسبّب تجمّع الدم في القلب، ممّا يؤدّي إلى تكوّن الجلطات التي يمكن أن تنتقل إلى الدماغ، وتؤدّي إلى حدوث السكتة الدماغية.
السكري: من الممكن أن يؤدّي مرض السكري إلى حدوث تغيرات في الدم تجعله أكثر عرضةً للتخثّر، ووفقًا لجمعية القلب الأمريكية فإنّ ما يصل إلى 80% من مرضى السكري معرّضون لخطر الوفاة نتيجة تجلط الدم.
الراحة والجلوس فترةً طويلةً: من الممكن أن تسبّب الرّاحة والجلوس لفترات طويلة تجمّع الدم في الساقين، ممّا يمكن أن يؤدّي إلى حدوث تجلّط في الأوردة العميقة، ويمكن أن تسبّب هذه التجلّطات حدوث حالات أخطر، مثل الانسداد الرئوي.
العمليّة الجراحيّة: من المرجح أن تتكون الجلطات الدموية أثناء العملية الجراحيّة أو بعدها؛ بسبب الخمول والاستلقاء لفترات طويلة في السرير أثناء التعافي، كما يمكن لبعض الأنواع من الجراحة أن تزيد من خطر الإصابة بالجلطات، مثل: الجراحات التي تنطوي على قطع الشرايين والأوردة أو إصلاحها، ويمكن للعمليات التي تتضمن إيقاف القلب أن تزيد أيضًا من خطر الإصابة بالجلطات الدموية، مثل جراحة تغيير شرايين القلب.
السرطان: من الممكن للسرطان نفسه أو بعض أدوية العلاج الكيميائي المستخدمة لعلاجه أن تؤدّي إلى زيادة تخثّر الدم. اضطرابات تجلّط الدم الوراثيّة: من الممكن أن تسبب بعض اضطرابات تجلط الدم الوراثية ارتفاع نسبة خطر الإصابة بالجلطات الدموية، ونادرًا ما تسبب العوامل الوراثية جلطات الدم الشريانية، لكنّها تعدّ أكثر شيوعًا للتسبّب بالجلطات الوريدية العميقة.
التدخين: إذ يؤدّي التدخين مع مرور الوقت إلى تلف بطانة الأوعية الدموية، ممّا يزيد من خطر احتمالية تكوّن الجلطات.
العلاج بالهرمونات: من الممكن لبعض أشكال العلاج التعويضي بالهرمونات -خاصّةً العلاجات التي تحتوي على هرمون الإستروجين- أن تزيد من خطر تجلط الدم.
حبوب منع الحمل: من الممكن أن تزيد حبوب منع الحمل التي تؤخذ عن طريق الفم من خطر الإصابة بالجلطات؛ لاحتوائها على الإستروجين.
طرق الوقاية من الجلطات
إنّ أهم خطوة يمكن اتخاذها للوقاية من الجلطات الدموية معرفة إمكانيّة تعرّض الشخص للجلطات ونسبة الخطر، عن طريق معرفة التاريخ العائلي الوراثي للجلطات الدموية، ومعرفة إذا وُجدت عوامل خطر يمكن أن تعرّض الشخص للجلطة، كما يجب معرفة الأعراض التي تظهر عند الإصابة بجلطة دموية. ومن أهم طرق الوقاية من الجلطات:
- ارتداء الملابس والجوارب والملابس الداخلية الفضفاضة.
- شرب الكثير من المياه.
- رفع القدمين فوق مستوى القلب من وقت إلى آخر.
- ممارسة التمارين الرياضية التي يُوصي بها الطبيب.
- عدم الجلوس لفترات طويلة، وتغيير وضعية الجسم من وقت إلى آخر، خاصّةً أثناء الرّحلات الطويلة.
- عدم الجلوس لمدّة تزيد عن ساعة واحدة بصورة متصلة.
- حماية القدمين من الصدمات والجروح وعدم ثنيهما.
- عدم وضع وسائد تحت الركبتين. رفع أسفل السرير قليلًا فوق مستوى بقيّته.
- تناول الأدوية الموصوفة من قِبَل الأطبّاء، خاصّةً أدوية ارتفاع ضغط الدم.
- الإقلاع عن التدخين.
- الحفاظ على الوزن الصحي.