علوم وتكنولوجيا

فرص خيالية ومكان للحالمين.. “نيوم”.. انطلاقة واثقة لتقدم البشرية

“نيوم هي الحلم الجريء والطُّموح الشجاع. هي الرؤية التي ستُشكّل المستقبل الجديد (وبالفعل؛ فكلمة نيوم ترمز لـ: “المستقبل الجديد”). هي مواجهة تحدي التغيير الذي لم يجرؤ أحد على خوضه من قبل، في زمن يحتاج فيه العالم للتفكير بطريقة مبتكرة وإيجاد حلول جديدة”. هكذا جاء تعريف مشروع “نيوم” على الموقع الرسمي له.

“نيوم”,‏ هو مشروع سعودي لمدينة مخطط لبنائها عابرة للحدود، أطلقه ولى العهد السعودي, الأمير محمد بن سلمان آل سعود، يوم الثلاثاء 4 صفر 1439 هـ الموافق 24 أكتوبر 2017 ويقع المشروع في أقصى شمال غرب السعودية، ويمتد 460 كم على ساحل البحر الأحمر. ويهدف المشروع ضمن إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030 بتحويل المملكة إلى نموذجٍ عالمي رائد في مختلف جوانب الحياة, من خلال التركيز على استجلاب سلاسل القيمة في الصناعات والتقنية داخل المشروع وسيتم الانتهاء من المرحلة الأولى لـ”نيوم” بحلول عام 2025م.

يتلقى المشروع العملاق الدعم من قبل صندوق الاستثمارات العامة السعودي بقيمة 500 مليار دولار، والمستثمرين المحليين والعالميين. وتتولى “شركة نيوم” التي تأسست في يناير 2019 عمليات تطوير منطقة نيوم والإشراف عليها، وهي شركة مساهمة مقفلة برأس مال مدفوع بالكامل وتعود ملكيتها إلى صندوق الاستثمارات العامة.

وستعمد الشركة إلى إنشاء مدن جديدة وبنية تحتية كاملة للمنطقة تشمل ميناءً، وشبكة مطارات، ومناطق صناعية، ومراكز للإبداع لدعم الفنون، ومراكز للابتكار تدعم قطاع الأعمال، إضافة إلى تطوير القطاعات الاقتصادية المستهدفة.

وفي أكتوبر 2018 أعلن الرئيس التنفيذي للمشروع المهندس نظمي النصر عن تشغيل أول مطار في نيوم قبل نهاية 2018، ثم تسيير رحلات إسبوعية إليه مع بداية عام 2019، على أن يكون المطار واحداً من شبكة مطارات عدة سيتضمنها المشروع. وقد استقبل المطار الذي يحمل رمز مطار منظمة الطيران المدني الدولي والواقع في “شرما” أول رحلة للخطوط السعودية في 10 يناير 2019، عبر طائرتين تجاريتين من طراز إيرباص (آيه 320) تقلان 130 موظفا في المشروع.

منصة لريادة الأعمال

أُنشئت “نيوم” على ساحل البحر الأحمر شمال غرب المملكة العربية السعودية لتكون ميداناً حيّاً ونابضاً بالتجارب، وتصبحَ منصّة عالمية ترسمُ فيها ريادةُ الأعمال والابتكار معالمَ المستقبل الجديد. ستفتح نيوم أبوابَها لتكون موطناً ووجهةً لأصحاب الأحلام الكبيرة، ولكل من يطمح أن يُسهم في بناء نموذج جديد لاستدامة الحياة والعمل والازدهار.

وُلد مشروع نيوم كرؤيةٍ للأمير محمد بن سلمان، إذ يُعد ركناً أساسياً من رؤية المملكة 2030 من أجل النمو وتنويع مصادر دخل الاقتصاد السعودي حتى تتبوأ المملكة مكانة ريادية في التنمية العالمية. صحيح أن المملكة العربية السعودية هي التي تقود وتُموّل مشروع نيوم منذ انطلاقته الأولى، إلا أنه مشروع عالمي سيشارك في قيادته وتمويله والعيش فيه أطيافٌ مختلفة من الناس حول العالم.

مكان تحتضنه الأرض ويرتقي إلى النجوم

مفهوم “نيوم” لا يقتصر على المكان فحسب، بل هو توجُّه فِكريّ ونمطُ حياة. سيجسّد سكان نيوم أخلاقياتٍ وقيماً تمثل روح الجماعة، كما سيعتمدون ثقافة تتبنى الاستكشاف والمغامرة والتنوع، مدعومين بنظام قانوني منسجم مع الأعراف الدولية، نظام لا يتوقف عن التطور ليثمر نمواً اقتصادياً ومجتمعاً مكللاً بالنجاح والازدهار. تخيل مكاناً يحتضن أصحاب الإنجازات والكفاءات من كل بقاع الأرض، على اختلاف معتقداتهم ومشاربهم، يعيشون جنباً إلى جنبٍ، مُتَّحدين متآزرين لتحقيق هدف مشترك.

ستقدم نيوم نموذجاً جديداً للاستدامة، وستغدو مكاناً يُركز على تطوير معايير جديدة لصحة المجتمع وحماية البيئة والاستخدام الأمثل للتقنية بفعالية وإنتاجية. تصميم هذا النموذج وإنشاؤه وإدارته قائم على أسلوب متحرر من المنهجيات القديمة للبنى التحتية الاقتصادية والبيئية التي تقيّدُ عادة البلدان.

موقع جغرافي مثالي

تحظى “نيوم” بموقع جغرافي مثالي يؤهلها لتحقيق هذه الأهداف. فوجودها على مفترق طرق العالم سيمكّن 40% من سكان العالم من الوصول إليها في أقل من 4 ساعات، كما أن قرابة 10% من تجارة العالم تمرُّ عبر البحر الأحمر، بل إن السفر من لندن إلى مطار نيوم الجديد سيستغرق 5 ساعات فقط، وساعتين من دبي أو القاهرة، و5 ساعات ونصف من زيوريخ.

نيوم: رؤية جريئة. عاصمة نابضة بالتجارب ومنصة للابتكار. منظومة متكاملة ومستدامة للعيش والعمل. نموذج للمستقبل الجديد.

من هنا جاءت التسمية

قسَّمت الكلمة إلى جزأين: الأول يشمل حروف (NEO) التي تعني بالإغريقية كلمة “جديد”، والثاني حرف (M) منفصلًا، ويشير بالعربية إلى كلمة “مستقبل”؛ أي أن (NEOM) كاملة تعني المستقبل الجديد. كما يشار لها بالعامية “نويسا” وذلك اختصارا للمصطلح الإنجليزي “North West Saudi Arabia” وهي إشارة إلى موقعها في شمال غرب المملكة.

“نيوم” ومكاسب المملكة

من المنتظر أن ينعكس هذا المشروع العملاق بصورة إيجابية على اقتصاديات المملكة، فمن المنتظر أن يزيد المشروع من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، ويعزز أهمية المنطقة عبر تطوير قطاعات اقتصادية تعالج مسألة التسرب الاقتصادي.

وسيقوم اقتصاد المشروع على مزيج من القطاعات التقليدية والمستقبلية، مع التركيز بصورة رئيسية على القطاعات المستقبلية بهدف زيادة الصادرات إلى المنطقة والعالم.

كما سيسهم في خلق فرص عمل في القطاع الخاص، مع تزايد الحاجة إلى العمالة الماهرة تحديداً. وتهدف المدينة كذلك إلى رعاية الابتكار ووضع المملكة على المسار الصحيح لتتبوأ مكانة رائدة في قطاعات المستقبل. وسيكون مشروع “نيوم” منطقة جاذبة للعيش وتحويل موقع الأعمال أو البدء بأعمال جديدة.

ومن أهم المكاسب الرئيسية للمشروع إعادة توجيه التسرب في الاقتصاد السعودي مجدداً إلى البلاد:

• الاستثمارات في الخارج: سيوفر المشروع فرصاً إضافية أمام المستثمرين السعوديين في القطاعات التي لم تكن متاحةً في المملكة، وذلك ضمن بيئة استثمارية ذات قوانين صديقة للأعمال، ومنظومة مصممة خصيصاً لتحقيق النمو. ونتيجةً لذلك، ستتم معالجة جزء من مشكلة تسرب الاستثمارات.

• إنفاق المستهلكين السعوديين في الخارج: من شأن العرض العالمي المستوي للمشروع أن يتيح الفرصة أمام المواطنين السعوديين للسفر إلى المدينة الجديدة بدلاً من البلدان الأجنبية مع بقاء الأموال داخل المملكة.

• صافي الواردات إلى المملكة: من شأن القطاعات التي سيتم تطويرها أن تعيد نحو 70 مليار دولار من إيرادات السلع المستوردة حالياً من الخارج مع إمكانية إنتاجها في مشروع “نيوم” (مثل السيارات، والآلات، ومعدات الاتصال).

زر الذهاب إلى الأعلى