غادة والي: رمز الريادة المصرية في تمكين المرأة وتحقيق التنمية المستدامة عالمياً
في عالم يتطلع إلى التنمية الاجتماعية والاقتصادية، تبرز الدكتورة غادة والي كأحد النماذج الرائدة في مسيرة تمكين المرأة المصرية والعربية نحو مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا. تجمع والي بين الخبرة المهنية والإحساس العميق بالمسؤولية الاجتماعية، مما جعلها واحدة من الشخصيات المؤثرة في مجال التنمية الاجتماعية على الصعيدين المصري والدولي. إن قصة والي لا تمثل فقط إنجازات فردية، بل تلهم أجيالًا من النساء لتحقيق الأثر الذي يساهم في تغيير العالم.
من الوزارة إلى الأمم المتحدة: مسيرة مليئة بالإنجازات
برزت الدكتورة غادة والي على الساحة المصرية أولاً كوزيرة للتضامن الاجتماعي، حيث قدمت خططًا مبتكرة للتنمية الاجتماعية ومبادرات لدعم الأسر الفقيرة وتمكين الفئات المهمشة. ساهمت والي في تحسين الحياة الاقتصادية والاجتماعية للعديد من المصريين، من خلال برامج التكافل والكرامة التي كانت خطوة حقيقية نحو تحقيق العدالة الاجتماعية وتقليل الفجوة بين الطبقات. وسعت جهودها كوزيرة للتضامن الاجتماعي لدعم الأسر والأفراد الأشد احتياجًا، مشجعةً على المشاركة في العمل المجتمعي، مما ساهم في إرساء مفاهيم التنمية المستدامة وتغيير النظرة المجتمعية تجاه حقوق النساء والفئات المهمشة.
وفي عام 2020، تولت غادة والي منصب المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، لتكون بذلك أول امرأة مصرية تتقلد هذا المنصب. وسرعان ما بدأت في إطلاق مبادرات جديدة لدعم السلام والأمن، مع التركيز على التحديات الاجتماعية والأخلاقية المرتبطة بمكافحة المخدرات والجريمة، وهي مجالات ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتمكين المجتمعات وضمان استدامتها.
التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة: الدور الأهم في حياة والي
كان تمكين المرأة محورًا رئيسيًا في عمل غادة والي، بدءًا من تشجيع النساء على التعليم والتوظيف وصولًا إلى إطلاق البرامج التي تدعم رواد الأعمال النساء. دعمت العديد من المبادرات التي توفر التدريب والتمويل للنساء الريفيات والفقيرات، مما يسهم في تحقيق الاستقلال المالي وتمكينهن من إعالة أسرهن. وتمثل هذه الجهود جزءًا مهمًا من أهداف التنمية المستدامة التي تسعى إلى تحقيق العدالة الاقتصادية وإزالة الحواجز التي تعيق وصول النساء إلى الفرص.
إيمان والي بقدرة المرأة على قيادة التغيير جعلها تستثمر في إعداد برامج تضمن للمرأة فرصًا متساوية للتعليم والعمل والرعاية الصحية، وتركز على إزالة الحواجز الاجتماعية التي تمنع النساء من تحقيق طموحاتهن. كما تعزز جهودها الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة، الذي يركز على تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات.
نساء مصر: تاريخ من الريادة والإلهام
غادة والي ليست استثناءً في مسيرة المرأة المصرية الملهمة؛ فقد أنجبت مصر عبر العصور شخصيات بارزة مثل هدى شعراوي، الناشطة النسوية البارزة التي أسست أول اتحاد نسائي مصري، وصفية زغلول، التي دعمت حقوق المرأة في الحياة السياسية. وفي المجال الأكاديمي والعلمي، تبرز أسماء مثل سميرة موسى، التي كانت من أوائل العالِمات في مجال الطاقة النووية، ولطيفة النادي، أول طيارة مصرية تحدت القيود المجتمعية.
كما أن المصريات الحديثات يسهمن في جميع المجالات. فقد نجحت نساء مثل دينا باخوم، المهندسة المعمارية، في كسر القيود الاجتماعية بتقديم تصاميم عصرية تراعي تراث مصر، ومنال عوض، أول امرأة تشغل منصب محافظ في مصر، وفريدة عثمان، بطلة العالم في السباحة، اللواتي يقدمن أمثلة حيّة على تفوق المرأة المصرية في مجالات تتطلب التحدي والصبر والإصرار.
نحو مستقبل مستدام بقيادة النساء
غادة والي، بإنجازاتها المحلية والدولية، تلهم الأجيال القادمة من النساء المصريات لتحقيق أهداف كبيرة تتعدى الحدود الجغرافية وتؤثر في المجتمع الإنساني بأكمله. لا يتوقف تأثير والي عند نجاحها الشخصي، بل يشمل إرثًا غنيًا يُمهّد الطريق أمام نساء أخريات لإحداث تغيير حقيقي في مجتمعهن والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ففي وقت يسعى العالم لتفعيل أجندة 2030 للتنمية المستدامة، تبقى المرأة المصرية واحدة من أعمدة المجتمع وقوة دفع نحو المساواة والتقدم الاجتماعي والاقتصادي، بدءًا من دعم التعليم وتمكين المجتمع، وصولًا إلى مواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ والفقر. إن قصة غادة والي تكشف عن إمكانية تحقيق الأحلام بجهود صادقة ومبادرات قوية، وتعد مثالاً حيًا على قدرة المرأة المصرية على التأثير الإيجابي في حياة الملايين من خلال القيادة الحقيقية والإيمان بالتغيير.