“صاحبة الجلالة الالكترونية”.. مبادرة خلاقة للتواصل مع فئة الصم والبكم
بسبب عدم توافر المعرفة الكافية بلغة الإشارة، تعاني فئة الصم والبكم من صعوبة التواصل مع الآخرين وانعدامه أحيانا، مما يشكل عزلة قاسية بالنسبة لهم. وفى محاولة منها لكسر تلك العزلة تم فى مصر تدشين مبادرة خلاقة تمثلت فى إطلاق أول منصة رقمية موجهة لهذه الشريحة، تحمل اسم “صاحبة الجلالة الالكترونية”، وتهدف لدمج ودعم ذوي الإعاقة السمعية من الصم وضعاف السمع، في مصر والشرق الأوسط وإفريقيا أيضا.
وتعمل منصة “صاحبة الجلالة” على ترجمة الأخبار السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفنية والدينية إلى لغة الإشارة التي يتعامل بها نحو 7 ملايين مصري لا يعرفون القراءة العادية، ولا يستطيعون متابعة المحتوى التلفزيوني المرئي لعدم وجود لغة إشارة مصاحبة له.
ووفقاً لما ذكرته منظمة الصحة العالمية (2018) يعانى 360 مليون شخص عالمياً أى نحو 5% من سكان العالم يعانون من فقدان السمع المسبب للعجز، و32 مليون منهم من الأطفال، ويتعرض 1.1 مليار شاب “تتراوح أعمارهم بين 12 و35 سنة” لخطر فقدان السمع بسبب ضوضاء الموسيقى.
وذكرت إحصائية أخرى أصدرتها الأمم المتحدة أن عدد الصم والبكم فى مصر يبلغ نحو 7.5 مليون نسمة.
وأكدت الإحصائيات أيضاً أن ثُلث الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً يعانون من فقدان السمع المسبب للعجز خاصة فى أفريقيا وآسيا والمحيط الهادى.
قصور المحتوى المرئي للصم والبكم
يقول رئيس مؤسسة صاحبة الجلالة، رئيس تحرير المنصة، الصحفي أيمن فاروق، إن فكرتها خطرت له بسبب وجود قصور في وصول المحتوى المرئي لعالم الصم والبكم، موضحا أن المنصة تضم العديد من المحررين المتخصصين لتقديم خدمة إخبارية متميزة بلغة الإشارة.
ويوضح فاروق أن المنصة تعمل على وضع حياة الصم تحت الأضواء، وكشف كواليس عالمهم الصامت بإيجابياته وسلبياته وقضاياه المختلفة، إضافة إلى عدد آخر من الخدمات الصحفية والإعلامية المختلفة، التي تخدم المتعاملين بلغة الإشارة في مصر والدول العربية على وجه الخصوص.
وينوه إلى أن المنصة “خطوة لوضع سياسة تحريرية متخصصة تساهم في رفع الوعي بين الصم والبكم، فضلا عن التواصل الجيد مع هؤلاء المحرمين من أبسط حقوقهم الإنسانية، خاصة في ظل انتشار جائحة كورونا، التي منعت الكثيرين منهم من التعليم أو تلقي الدورات التدريبية لتنمية مهاراتهم”.
وتضيف من المنتوقع أن تفتح المنصة المجال لتنمية مهارات ذوي الإعاقة السمعية وستعبر عن احتياجاتهم الخاصة، وتغوص في هذا العالم للبحث عن المواهب المختلفة التي لم تجد طريقها للنور، فضلاً عن تطوير سبل اكتساب تعليم لغة الإشارة.
كمال ستعمل المنصة على تقديم عناصر إعلامية مميزة من المتخصصين في لغة الإشارة، وستساهم في البحث عن المواد الإخبارية المناسبة لهذه النوعية من المتابعين، لافتا إلى أن الخدمة التي تقدمها لا تتوفر على القنوات الفضائية.
تأتي هذه المنصة لتُضاف المنصة الخاصة بالصم والبكم إلى العديد من مساعي المجتمع المدني لدعم التواصل مع هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تحرص وزارة الأوقاف على ترجمة خطبة الجمعة إلى لغة الإشارة، وكذلك تقدم القنوات التلفزيونية الحكومية ترجمة إلى لغة الإشارة أثناء إذاعة النشرات الإخبارية الرئيسية.