شاهد بالفيديو.. آلة حصاد مصرية لثمار الجاتروفا والجوجوبا وزيت الزيتون
تعتبر الحصادات أو الدّراسات من الناحية الاقتصادية واحدة من أهم الابتكارات الموفرة للعمالة، فيمكن بواسطتها لمجموعة صغيرة من العمال إنجاز مهام زراعية ضخمة.
المبتكر الأمريكي “هيرام مور” هو صاحب أول ابتكار لحصّادة في الولايات المتحدة وذلك عام 1834، بعد أن كانت تستخدم حصادات تجرها مجموعة من الخيل أو البغال. وفي عام 1835 قدم مور نسخة كاملة وفي عام 1839، استعملت في حصد ما يربو على 50 فدانًا (تقريبًا) من المحاصيل. وبحلول عام 1860 ظهرت في المزارع الأمريكية حصادات بقطع يبلغ عرضه عدة أمتار. وفي عام 1882، كان للأسترالي هيو فيكتور ماكاي فكرة شبيهة لها فقام في عام 1885 بتصميم أول حصادة تجارية وتسمى حصّادة صن شاين.
الحصادة المصرية
مؤخراً طور باحثون مصريون آلةً لحصاد ثمار الجاتروفا والجوجوبا من أشجارهما، وصُممت لتناسب الواقع المحلي، متجاوزةً بمزاياها مساوئ الآلات المستورد، بل ثمة فرص جيدة لتسويقها في الإقليم، لا سيما أنه يمكن إدخال تعديل عليها لقطف ثمار الزيتون، المنتشرة زراعته في حوض المتوسط.
بدأت قصة تطوير هذه الحصادة قبل نحو تسع سنوات، وقتها لفت انتباه الباحثين أن حصاد أشجار الجاتروفا والجوجوبا بإحدى المزارع يعتمد على الأيدي العاملة، ونظرًا لقلة عددها وارتفاع تكلفة الاستعانة بها، يضيع أغلب إنتاج المزرعة، لتتراوح إنتاجية الشجرة من كيلو جرام واحد إلى اثنين على الأكثر، وهو ربع الإنتاجية العالمية لهذين المحصولين.
الحل السهل والبسيط للمشكلة، هو التفكير في الاستيراد، بإرشاد مسؤولي المزرعة إلى الآلات التي تستخدمها بعض الدول المنتجة لهذين المحصولين في الحصاد، ولكن باحثي المركز القومي للبحوث وجدوا أنه من الأفضل العثور على حل محلي، بتصميم آلية مصرية لحصاد المحصولين، ليكلل جهدهم الشهر الماضي بالحصول على براءة اختراع لهذه الآلة من مكتب براءات الاختراع بأكاديمية البحث العلمي المصرية.
والحلول المتاحة بالخارج، هي آلة شفط الثمار المتساقطة علي سطح التربة، أو آلة لهز جذع الشجرة وتجميع الثمار المتساقطة نتيجة الهز على حصيرة، وأخيرًا آلة ذاتية الحركة تقوم بعملية الحصاد عن طريق احتضان الشجرة بالكامل، وعن طريق زوج من المضارب الرأسية مثبتة عليها أصابع بلاستيكية يدور بعضها عكس بعض، يجري ضرب فروع الشجرة بالكامل، فتسقط الثمار على سيور استقبال متحركة، ومنها إلى التجميع.
كل هذه الحلول، رغم أنها مطبقة، إلا أن فيها مشكلات حاولنا تجاوزها بابتكار مصري يعتمد على خامات محلية، ويمكن تصنيعه في ورش بسيطة جدًّا متخصصة في الميكنة الزراعية“، وفق إفادة لشبكة scidev.net أدلى بها هاني محمد مهنا، أستاذ الهندسة الزراعية المساعد بالمركز القومي للبحوث، ورئيس الفريق مبتكر الآلة.
وتكمن مشكلة تقنية الشفط -كما يقول مهنا- في حدوث شفط للأوراق والأتربة مع الثمار المتساقطة، وبالتالي ستكون هناك حاجة إلى عملية فصلها بعد الحصاد، ويؤدي ذلك إلى زيادة تكاليف الحصاد وقلة جودة المنتج، أما تقنية هز الشجرة فلا تحقق الدقة الكبيرة المطلوبة، ويحدث تساقط على التربة في أثناء عملية الحصاد، مما يتطلب إعادة جمعه من على سطح التربة مرة أخرى، إما يدويًّا أو باستخدام تقنية الشفط، وأخيرًا فإن الآلة ذاتية الحركة، تكلفتها مرتفعة، وتتطلب المقاييس التي تعمل عليها ألا يزيد ارتفاع الأشجار عن مترين، مما يستلزم عمليات تقليم خاصة أو التخلص من الأشجار عند عمر 3 سنوات وزراعتها مرةً أخرى، وتحتاج هذه الآلات إلى مزارع ذات مساحات كبيرة.
تلك المشكلات تجاوزتها الآلة المصنعة محليًّا، باعتمادها في الحصاد على التعليق بالجرار ونقل الحركة من عمود الإدارة الخلفي له إلى صندوق تروس خاص بالماكينة، يزيد سرعتها إلى النصف، وينقلها إلى عمود دوران رأسي مثبت عليه أصابع مطاطية تعمل على التصادم مع فروع الأشجار في أثناء الحركة الأمامية للجرار، مما يعمل على تساقط بذور الجاتروفا والجوجوبا على وحدة استقبال، ومنها إلى وحدة تجميع.
ويوضح مهنا أن هذا التصميم البسيط يجعل هناك إمكانية لتصنيع الآلة محليًّا، مما يدعم تمكين التصنيع المحلي للآلات الزراعية، كما أن التصميم يلائم جميع ارتفاعات شجرتي الجاتروفا والجوجوبا بأعمارها المختلفة، ويعطي كفاءةً في عملية الحصاد دون الحاجة إلى عمليات فصل أتربة أو تجميع المتساقط تحت الأشجار بعد عملية الحصاد.
ويضيف أن تكلفة خامات التصنيع تبلغ حوالي 25 ألف جنيه (1600 دولار أمريكي)، ويمكن أن تصل عند التصنيع مع إضافة هامش الربح إلى 70 ألف جنيه، وهي قيمة بسيطة جدًّا لا تقارن بثمن الآلة المستوردة الأقرب شبهًا (الذاتية الحركة)، والتي تعادل قيمتها مليون جنيه مصري.
ويتوقع مهنا أن تمنح هذه المزايا فرصةً جيدةً لتسويق هذه الآلة، ليس فقط محليًّا، ولكن خارج مصر أيضًا، في إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ودول أخرى، إذ يوجد توجه عالمي للاستفادة من زيوت ثمار شجرتي الجاتروفا والجوجوبا في إنتاج الوقود الحيوي، وهو ما بدأ ينعكس على زيادة المساحات المزروعة بها، وزيادة الاهتمام الرسمي بهذه الأشجار.