“زينب علي محمد”.. حُرمَت من نعمة البصر وتمكنت من حفظ القرآن كاملاً وإجادته بالقراءات العشر
داخل إحدى قرى محافظة بنى سويف، ولدت “زينب على محمد” فاقدة لنعمة البصر في بيتٍ جميع من يقطنه حاملاً لكتاب الله، الأمر الذى شجعها على حفظه وبالقراءات العشر.
لم تقف “زينب على” عند هذا الحد بل صعدت سُلَّم الترقي مع كتاب الله عز وجل، لتصبح حياتها أكثر سعادة واستقرارًا، وانضمت رغم الصعاب التي واجهتها إلى أصحاب الهمم الذين يصنعون المعجزات، من خلال الإيمان والعزيمة. تخرجت زينب من كلية أصول دين جامعة الأزهر منذ 4 سنوات بتقدير عام جيد جدًا، كان سلاحها الذي تمتلكه وحملته لتحفظ القرآن الكريم كاملاً “الهمة، والإرادة، والعزيمة”، وحصلت على العديد من شهادات التقدير، والجوائز المالية، ومراكز متقدمة في مُسابقات حفظ القرآن الكريم.
كان لشقيقها إبراهيم، دور كبير في حفظها القرآن؛ إذ كان لسماعها تلاوة شقيقها لآيات الذكر الحكيم بصوته سببًا وهي في التاسعة من عمرها، في الإقبال على قراءته، حتى ختمت حفظه، وهي في سن الثانية عشرة من عمرها.
وهي تبلغ من العمر 9 سنوات، لاحظ شقيقها إبراهيم وهو يحفظ القرآن الكريم، رغبة شقيقته الطفلة الكفيفة “زينب” في تلاوة القرآن وقدرتها الكبيرة على الحفظ، مما دفعه إلى اصطحابها معه إلى كُتاب الشيخ علي عويس بالقرية لتحفظ القرآن الكريم، حيث أظهرت نبوغًا في حفظه وتلاوته، حتى ختمت القرآن الكريم كاملًا وهي في سن 12 عامًا.
يقول شقيقها إبراهيم: “لاحظت قدرة زينب الكبيرة على حفظ القرآن، إلا أنني لم أكن أتوقع حفظها كاملًا في عمرها الصغير، وكانت تطلب زيادة الآيات المُطالبة بحفظها، حتى تمكنت من حفظ القرآن كاملًا خلال 3 سنوات فقط”.
بعد أن أتمت زينب حفظ القرآن الكريم، راودتها رغبة شديدة في الالتحاق بالأزهر الشريف لاستكمال تعليمها، وتم عقد اختبار لها في حفظ القرآن الكريم بمنطقة الأزهر، وبعد نجاحها في الاختبار تم التحاقها بالصف الأول الإعدادي، حيث لم تكن قد درست قبل ذلك في المرحلة الابتدائية، وتفوقت في دراستها حتى التحقت بكلية الدراسات العربية والإسلامية ببني سويف بجامعة الأزهر شعبة أصول دين تخصص حديث نبوي.
كانت إدارة الكلية تخصص لها عاملة في الكلية، لكي تكتب لها في الامتحانات، وأثّر ذلك على تقديري في الفرقة الأولى والثانية؛ بسبب سوء خط العاملة، وبعد أن تم تغيير العاملة حصلت “زينب” على تقدير جيد جدًا في الفرقة الثالثة والرابعة، وحصلت على تقدير جيد جدًا، ثم حصلت علي إجازة حفص في حفظ القرآن الكريم.
بعد “زينب” على أن حصلت علي المؤهل الجامعي بتقدير جيد جدًا، ذهبت إلى جامعة الأزهر ومنطقة الأزهر الشريف، وتقدمت بأوراقها لمنحها فرصة عمل وللأسف الشديد دون جدوى، ثم ذهبت إلى إدارة شئون الإعاقة في ديوان عام محافظة بني سويف، وبعد أن قدمت لهم صورًا من أوراقها، قالوا لا توجد تعيينات وفوجئت باتصال من مديرية التضامن الاجتماعي ببني سويف، يطلب منها الحضور للمديرية للعمل تحت التدريب، وفوجئت بأنه سيتم منحها مبلغ 100 جنيه كل 6 أشهر، وهذا المبلغ لا يكفى للانتقالات من قريتي للمديرية في بني سويف.
مناشدة شيخ الأزهر
وناشدت زينب ، فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وكذلك الدكتور محمد هاني محافظ بني سويف، بمساعدتها في منحها فرصة عمل، لتحفيظ القرآن الكريم في المعاهد الأزهرية، للإنفاق على نفسها، حيث إن والدها متوفٍ منذ 10 سنوات وشقيقها الوحيد يعمل باليومية، كما أنه متزوج ويعول والدته وزوجته وأبناءًا صغارًا وليس لها مصدر رزق تعتمد عليه.