“رواد صغار: 50 قصة في الريادة الاجتماعية تحت 18”.. أحدث إصدارت الدكتور مجدي سعيد
تأتي هذه السلسلة من المقالات التي يضمها هذا الكتاب, للدكتور مجدي سعيد, والتي حملت عنوان: “رواد صغار” امتداداً لسلسلة مقالات “قصص ومعان” والتي تم جمعها في كتابين، والتي كانت بدورها امتداداً لسلسلة “نقاط مضيئة” والتي خرجت في 3 كتب، وهي سلاسل ضمها جميعاً وسم (هاشتاج) #نقاط_مضيئة على صفحات الفيسبوك.
ومن ثم فهي سلاسل بعضها من بعض، يكمل بعضها بعضا، في إطار من السعي إلى تقديم الأفكار والتجارب الملهمة، سواء أكانت تجارب أفراد، أم مبادرات ومؤسسات وحركات، أملاً في أن تساهم تلك الأفكار والتجارب في إلهام أجيال من صناع التغيير في بلادنا.
بدأ الدكتور مجدي سعيد الكتابة في هذا السلسلة تحديداً “رواد صغار”، منذ شهر مارس 2018، وانتهى منها في شهر يناير 2021، أي ما يقرب من 3 سنوات. وكان لهذه السلسلة قبل ذلك بذرة، كما كان لها في بدايتها شرارة إلهام.
يقول الدكتور مجدي سعيد: أما البذرة فقد جاءت في إطار الجزء الأول من سلسلة “قصص ومعان” والتي كنت أنشرها حينها في موقع هاف بوست عربي، وذلك حينما كتبت قصة الطفلة رائدة الأعمال الأمريكية ميكائيلا أولمر، والتي بدأت عملها في السن الرابعة، وكانت تبلغ حينما كتبت عنها الحادية عشرة، وقد آثرت إعادة نشرها في السلسلة الجديدة.
يضيف د. مجدي, أما شرارة إطلاق هذه السلسلة فقد جاءتني حينما التقيت بأول قصة من قصصها، وهي قصة الصبي البريطاني فيمي أوليد-كومب، والتي كان لها فضل إلهامي ببدء هذه السلسلة، وقد حافظت على جعل هذه القصة أولى قصص الكتاب حينما أعدت ترتيب القصص استعدادا لجمعها في كتاب.
يستطرد: منذ البداية كان لدي تعريف واضح لكمة صغار التي وضعتها في العنوان، وأنهم أولئك الذين تقل أعمارهم – حينما بدأوا مسيرتهم فيما قاموا به – عن 18 عاما.
يضيف د. مجدي, أما كلمة رواد، فحينما بدأت كان لدي فكرة أوسع قليلا مما انتهيت بوضعه في الكتاب، لكن الجوهر الأساسي لمعناها كان واضحا لدي، وهي أنهم أولئك الذين قاموا بعمل متميز، سواء أكان هادفا للربح، أم غير مستهدف ذلك. وأنهم أولئك الذين كان دائما في أذهانهم، وفي مسيرة أعمالهم بعد يتجاوز الاهتمام أو التعبير عن ذواتهم، إلى دائرة المجتمع الأوسع. لكنني وخلال تلك المدة الطويلة من جمع القصص تجاوزت أحيانا عن هذا الشرط الثاني، فاخترت قصص صغار موهوبين أو متميزين دون أن يظهر في أعمالهم ذلك البعد الاجتماعي، ومن ثم آثرت حينما شرعت في جمع مادة الكتاب وترتيب قصصه إلى استبعاد ما يخالف ذلك الشرط الثاني لتعريف “الريادة”، التزاما بنيتي الأصلية، وأضفت من القصص البديلة ما يتوافق مع الشرطين معا.
يقول د. مجدي: ومن خلال استقرائي للقصص التي جمعتها في هذا الكتاب – والتي لا تعدو أن تكون نماذج لآلاف القصص التي يمكن أن تقابلكم إما في حياتكم العملية أو من خلال تصفحكم للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي – أستطيع أن أضع بعض القواعد التي وجدتها متكررة في القصص:
أولا من حيث الدوافع: كثيرا ما يكون الدافع للقيام بتلك الأعمال المتميزة هو الشغف بشيء ما مثل البرمجة أو العلوم مثلا، أو حب شيء ما كالطيور والحيوانات. بينما كان التعاطف هو القسيم الآخر المحفز للقيام بتلك الأعمال، سواء أكان اهتماما بإنسان عزيز لديهم، أو بكائنات يحبونها، أو بحالة إنسانية عامة تستحق التعاطف. وكان تشجيع الأهل في كثير من الحالات هو زناد الإطلاق.
ثانيا أن هناك ثلاثة حواضن رئيسية للرواد الصغار: تأتي الأسرة في مقدمة تلك الحواضن، خاصة للأطفال الصغار، وتأتي المدرسة في المقام الثاني وذلك من خلال وجود برامج أو أجواء عامة، أو من خلال برامج قاصدة لغرس قيم ومهارات وسلوكيات الريادة، أما المجتمع فهو الحاضنة الثالثة، سواء أكان ذلك هو المجتمع المحلي، أو المجتمع الأوسع متمثلا بشكل خاص في المسابقات والإعلام المهتم، والمؤسسات الراعية والحاضنة.
ومن ثم فإن هذه السلسلة وهذا الكتاب موجهين بالأساس للقائمين على تلك الحواضن، للفت الانتباه، والإلهام، وإدراك أهمية هذا الدور التشجيعي والتحفيزي والتربوي، وأهمية أن يكون هناك برامج تخرج الصغار من دائرة الاهتمام الأنانية الضيقة، إلى الدائرة الاجتماعية الأوسع، فكما يقال “ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط”. وهذه السلسلة وهذا الكتاب موجه بالدرجة الثانية للصغار، فربما يجدون في بعض ما يتضمنه الكتاب من قصص مثالا يودون محاكاته.
إضاءات
يضيف د. مجدي: والقصص والحكايات الموجودة بالكتاب كما سترون هي مجرد “إضاءات” بسيطة، وقصيرة في الغالب استقيتها من مصادرها، وقد حرصت أثناء الكتابة على وضع أسماء أبطال القصص باللغات الأجنبية لمن يريد البحث والاستزادة وتتبع تطور القصص، كما أضفت قائمة بمصادر المعلومات ومصادر الاستزادة في نهاية كل قصة أيضا لنفس الغرض.