دراسة أمريكية: الصيام لساعات طويلة يعالج العديد من الأمراض ويطيل عمر شباب الجسم
دراسة طبية حديثة بعنوان “الغذاء بدلاً من الدواء” صدرت مؤخراً فى جامعة كاليفورنيا الأمريكية أكدت أن الصيام “الجوع” لساعات طويلة يعالج العديد من الأمراض ويطيل عمر شباب الجسم.
وفى مصر عكف الدكتور مصطفى نوفل سنوات طويلة يدرس فى مجال الأغذية انطلاقا من الحديث النبوي الشريف “ما ملأ بنى آدم وعاءً شراً من بطنه” ونشرت أبحاثه فى المجلة المحكمة التي تصدر عن منظمة الصحة العالمية، وأنطلق أطباء العالم يدرسون فى العلاقة بين الامتناع عن الطعام لساعات طويلة “الصوم” وبين الصحة، ليتأكد للعالم صحة ما حدده الرسول صلى الله عليه وسلم من فوائد للصوم وعلاقته بالصحة “صوموا تصحوا” وفى حديث آخر “المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء” أي أن المعدة والطعام هما أساس كل الأمراض، والشطر الثاني من الحديث يقصد به أن “الحمية” –أي الرجيم- وهى الامتناع عن الطعام أو ضبطه كماً ونوعاً، ليتوافق مع احتياجات الجسم فقط ولا يزيد عن هذه الاحتياجات، هذا هو أقصر الطرق للشفاء من الأمراض والوقاية منها.
الزبيب: صديق المعدة والكبد ويحسن الذاكرة ويزيل الحموضة.
والصوم كما يؤكد الأطباء يفيد كل أعضاء الجسم، فالدكتور طارق خليل استشاري القلب بمستشفى السلام الدولي- يؤكد أن الصيام يفيد صحة القلب إفادة عظيمة، فعندما تكون المعدة خاوية طوال النهار، فإن القلب يستريح ويعمل فى أحسن حالاته، فيما عدا الذين يعانون من اختلال فى دورة الشرايين التاجية.
ومن نعمة الله سبحانه وتعالى على المسلمين، أنه سبحانه خلق لهم أغذية لها فوائد غذائية وعلاجية عديدة وأوحى للمسلمين أن تكون هذه الأغذية هى غذاءهم المفضل فى الشهر الكريم.. وأهمها وأكثرها شهرة على المائدة الرمضانية “ياميش رمضان”- الذي يضم البلح والزبيب واللوز والتين.. إلي آخره- الذى قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم “نعم الطعام الزبيب، يطيب النكهة، ويذهب البلغم”.
اللوز: يحتوى على نسبة عالية من الفوسفور والكالسيوم والحديد وفيتامين “ب”.
وقال حكماء العرب القدامى أن الزبيب صديق المعدة والكبد ويفيد الكلى والمثانة، ويخفف آلام الأمعاء، ويحسن الذاكرة.. وأضافت الدراسات الحديثة فوائد أخرى تم اكتشافها وهى أن الزبيب مزيل للحموضة، ويخفف آلام النزلات الصدرية الخفيفة.
أما اللوز فيحتوى على نسبة عالية من الفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم والحديد والنحاس وفيتامين “ب” ونسبة من الأحماض الأمينية التى تساعد فى عملية الهضم، ويساهم فى تكوين بروتينات الدم.
وللوز منافع أخرى كثيرة، فهو يساعد على تخفيف آلام الظهر والكلى ويستخدم الزيت المستخرج منه كملين لحالات الإمساك وخاصة عند الأطفال، ونظراً لخوله من النشا فإنه غذاء جيد لمرض البول السكري.
ويدخل اللوز المر فى صناعة الأدوية التى تعالج أمراض الرئة وعسر الهضم ويكسبها رائحة محببة.
البلح: تناوله مع الحليب يمنح الجسم كل ما يحتاج إليه من غذاء.. ويساعد على التفوق الدراسي.
أما التمور ففائدتها لا تحصى ولا تعد، ويعتبر الحليب والتمر وجبة غذائية متكاملة ولا يحتاج الجسم معها أى أغذية أخرى.
ومؤخراً أوصت دراسة حديثة أجراها الباحثان عمر راضى مسعود وأسامة إبراهيم النحاس فى معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية باستخدام البلح الحياني مضافاً إليه مبشور جوز الهند والسمسم وبروتين العدس الصيفي فى وجبة تلاميذ المدارس، الدراسة أكدت أن هذا المزيج يحتوى على نسبة عالية من الأحماض الأمينية الأساسية والأملاح المعدنية الضرورية، وتم اختبارها فثبتت قدرتها على مساعدة التلاميذ على التركيز والتحصيل الجيد، وبالتالي التفوق الدراسي.
فالبلح والتين من الأغذية الرمضانية التى أنعم الله بها على المسلمين وأوحى لرسوله أن ينصحهم بها فضلاً عن ذكرها فى القرآن الكريم .
وبناء على ما سبق يشير د.أسامة الغنام –أستاذ المخ والأعصاب ، إلى أن الجوع طوال النهار ثم الاعتدال فى الطعام بعد الإفطار وتناول الأطعمة الرمضانية السابق ذكرها، من شأنه أن ينقى الجسم والدم ويساعد القلب على الراحة ويقلل من احتمالات الإصابة بتصلب الشرايين وضغط الدم والسكر.
ومن ناحية أخرى فإن الامتناع عن التدخين فى نهار رمضان يفتح الشهية للطعام، ويقلل نسبة الحموضة فى المعدة مما يؤدى إلى عملية هضم صحية وسهلة.
ويشير إلى أن المدخن فى فترة الصيام بامتناعه عن التدخين يعطى جهازه التنفس فرصة رائعة لمقاومة الفيروسات المرضية، وتقوية جهاز المناعة ضد أمراض البرد والأنفلونزا وأمراض العظام وضغط الدم والجهاز التنفسي.
الأمراض الجلدية والحساسية
يقول د. حسام الدين محمد أستاذ الأمراض الجلدية:، إن بعض الأمراض الجلدية تتحسن بالصوم ومنها “الأرتكاريا” ومن المعروف أن هذا المرض يظهر على شكل درنات مرتفعة عن سطح الجلد ومصحوبة بحكة، وربما تنتشر هذه الدرنات إلى داخل الجسم وتؤثر على الغشاء المخاطي للقصبة الهوائية مسببه صعوبة فى التنفس، و”للأرتكاريا” أسباب كثيرة منها ما نأكله وما نشمه وما يدخل الجسم عن طريق الأدوية وغيرها.
وعلاج “الأرتكاريا” سهل ولكنها تعود إلى الظهور مرة أخرى، لذلك يجب أن نعرف سببها، والغريب أنها قد تؤدى فى بعض الأحيان إلى دخول المريض المستشفى ليتناول الماء والسكر فقط لمدة أسبوع حتى تتلخص معدته وأمعاؤه من أى بقايا طعام ثم يبدأ الأطباء بإطعام المريض بصنف معين من الطعام ليروا مدى تأثيره، ويعتبر الصوم أفضل فرصة لهذه التجربة بالنسبة لمرضى “الأرتكاريا”.
يضيف د. حسام الدين: ومن الأمراض التى تستفيد من الصوم أيضاً حب الشباب، وهنا نقصد الصوم الذى لا يعقبه تخمة فى الإفطار لان ذلك يزيد كمية الدهون فى الجسم وبالتالي ازدياد حب الشباب.
ويؤكد د. حسام الدين: أن الصيام يوفر الراحة النفسية للصائم، وهذا يساعده على التخلص من بعض الأمراض الجلدية الناتجة عن التوتر العصبي، مثل الأكزيما العصبية التى تظهر فى مؤخرة الرقبة وفى أماكن أخرى من الجسم كذلك فإن عاداتنا فى رمضان قد تؤدى إلى أن تزداد بعض الأمراض الجلدية سوءاً ومن هذه العادات تناول المخللات الحريفة بكثرة رغم احتوائها على ملح الطعام بمعدلات عالية، ولقد أثبتت التجارب المعملية على الحيوانات أن تناول كمية كبيرة من الملح يجعلها شديدة التأثر بالعوامل المسببة للحساسية.
ويجب أن نجعل من رمضان شهر عبادة فى المقام الأول، مع جعل الطعام عادياً مثل باقى الأيام وبذلك نخرج من إطار البدع التى أستحدثها البعض ,وبإتباع العادات الغذائية السليمة يمكننا أن نجعل من شهر الصوم شهراً لعلاج الأمراض الجلدية.
أمرض الحقد والحسد
الدكتور أحمد عمر هاشم الأستاذ بجامعة الأزهر أكد أن هناك علاقة وثيقة بين الصوم وصحة الإنسان، فالصيام يعود بالمنفعة على الصحة ويحافظ عليها، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “المؤمن يأكل فى معئ واحد والكافر يأكل فى سبعة أمعاء” فينبغي على الإنسان أن يكتفى بملء ثلث معدته فقط بالطعام تاركاً الثلثين الآخرين للماء والهواء، ولابد للإنسان أن يتوقف عن الأكل قبل أن يشعر بالشبع والامتلاء.
وأضاف د. هاشم: ويجب على الصائم ألا يكثر من الطعام عند الإفطار، وإنما يأكل القليل، فقلة الطعام توجب رقة القلب وقوة الهضم وانكسار النفس وضعف الهوى بينما كثرة الطعام تحرك الجوارح إلى المعاصي، وتثقلها عن الطاعات والعبادات، ولأن الشيطان يجري من أبن آدم مجرى الدم من العروق فإن الصوم يضيق عليه مسالكه كما أن له فائدة روحانية كبيرة، وهى أنه يقي المجتمع أمراض الحقد والحسد.
حكاية الزبيب واللوز والبلح
عرف العرب الزبيب قديماً، وبدأت زراعته فى فلسطين ومنها أنتقل إلى مصر والشام والعراق وغيرها من بلاد العالم القديم، وذلك فى العصر الحجرى الوسيط “عشرة آلاف عام قبل الميلاد”، وكان يعد عنصر حياة يتزن به الإنسان، إذ يؤلف جزءاً من حياته كما يؤلف الخبز، وعلى مدى تاريخ طويل كان يرمز إلى الشباب والحياة الخالدة، وذكر باحث أن الأقدمين أطلقوا عليه “إله” الكروم دلالة على كونه معين الخليقة الذي لا ينضب.
وقد اهتمت البشرية منذ القدم بصناعة تجفيف الفواكه وحفظها ومنها الزبيب، ويوجد نموذج منه هو الزبيب الأسود محفوظ بقسم الزراعة القديمة بالمتحف الزراعي المصري، ويرجع إلى عهد الأسرة الثامنة عشرة، وعثر عليه فى مقابر دير المدينة بالأقصر.
الصوم علاج للمعدة والسكري والجهاز التنفسي والأمراض الجلدية والحساسية.
وفي مصر توجد أصناف عديدة للعنب كالفيومى والشاويش والرومى الأحمر والبناتى والسلطاني والبلدي وغيرها، وأجود أنواعها التى تصلح للتجفيف هى البناتى الأبيض والسلفانى الأسود والبلاك مونكا ويتم التجفيف بترك العناقيد على الأشجار حتى يتم نضجها وتصبح كأكاليل من أزهار، بعد قطعها تجفف تواً أو تغمس فى محلول كاو لإزالة الطبقة الشمعية الموجودة على الحبات ويسبب تشقق هذه الطبقة الشمعية تبخر الماء الموجود بالحبات فى مدة قصيرة لا تتعرض فيها الثمار للأوساخ وقت نشرها تحت أشعة الشمس.
أما اللوز فيرجع إلى عصر الفراعنة والبابليين والكنعانيين، وقد استعملوه طرياً ويابساً وحلواً ومراً، والنوع الذي يؤكل يسمى اللوز تمييزاً عن نوع آخر سمى اللوز المر.
ويؤكل اللوز الحلو طرياً ومجففاً،. وعن الطرى جاء في تراثنا العربي: إذا أكل اللوز العاقد بقشره الأخضر الطرى، دبغ اللثة والفم، وسكن ما فيها من الحرارة بالبرودة والحموضة التى فى قشره بالخارج قبل أن يصلب ويشتد وإذا أكل قلب اللوز الأخضر من غير قشر وهو طرى أصلح المعدة، وجلي الأعضاء الباطنة ونقاها وساعد على التخلص من الرطوبة.
وبالإضافة إلى قيمته العلاجية، فهو يحتوى على عناصر غذائية سواء بالأكل المملح مثل الكفتة والكبسة، فضلاً عن استخداماته الشهيرة فى الكنافة والقطايف والكعك والخشاف وغيرها من الحلويات.
أما اللوز المر فلونه أصفر وأكثر كثافة من الحلو، ويضاف إلى الحلويات والأدوية ليكسبها رائحة مقبولة ويستخدم فى كثير من الأدوية، وحالات السعال وأمراض الرئة وعسر الهضم.
أما البلح الثمار الطيب الذي تنتجه النخلة سيدة الشجر فثمارها سيد الثمار، يقول تعالى: “فيهما فاكهة ونخل ورمان”، ويعلق أبو حاتم السجستانى صاحب كتاب النخيل يقول: “إنما أفردهما الله لتفضيلهما كما فضل جبريل وميكائيل على سائر الملائكة عندما أفردهما بعد جمع فى قوله “قل من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال.. إلى آخر الآية 98 من سورة البقرة.
ويحكي تراثنا العربي أن أحد ملوك الروم أرسل إلي عمر بن الخطاب رضى الله عنه قائلاً: بلغني أن ببلدك شجرة تخرج ثمرة كآذان الحمر, ثم تنشق عن أحسن من اللؤلؤ المنضد, ثم تخضر فتكون كقطع الزمرد,ثم تحمر ثم تصغر فتكون كشذور الذهب وقطع الياقوت , ثم تينع فتكون كأطيب الفالوذج, ثم تيبس فتكون قوتً للحاضر وزاداً للمسافر, فإن صدقت رسلي فلا شك أنها من شجرة الجنة.
فكتب إليه عمر: نعم صدقت رسلك, وإنها الشجرة التي ولد تحتها المسيح عليه الصلاة والسلام , فلا تدع مع الله إلهاً آخر.
والحياة في الصحراء تقوم كثيراً على معطيات النخيل, فالنخيل يتخذ من ثمارها الغذاء ومن جذوعها مواد للبناء ومن فروعها أثاثا وغطاء.