الدمج والإعاقة

خفض السعرات الحرارية فى النظام الغذائي يبطئ من أعراض الشيخوخة

لوحظ ان ثمة اختلافات فى تحديد السن الذي تبدأ عنده الشيخوخة. وتراوح هذا السن بين 55, و 65 سنة ولكن مع تقدم وسائل المعيشة الحديثة وارتفاع الوسائل الصحية أصبح سن 55 غير مقبول – كسن لبدء الشيخوخة – وأصبح الاتفاق عاماً (أو شبه عام) على أن سن بدء الشيخوخة هو سن الستين.

وهذا هو ما اصطلح عليه الدارسون للشيخوخة. فسن الستين – كما ترى هيرلوك – هو الحد الفاصل بين مرحلة الكهولة والشيخوخة.

ولا يعد العمر الزمنى وحده معياراً دقيقاً لتقسيم حياة الكبار إلى مراحل. فالعمر الزمني الذي تظهر عنده التغيرات البيولوجية والنفسية والاجتماعية الخاصة بكبر السن يختلف من فرد لأخر. بل إن الشخص الواحد قد يختلف عمره الزمني عن عمره البيولوجي عن عمره السيكولوجي. ولكنه بالرغم من هذا يستخدم العمر الزمني كإطار مفيد فى بعض الحالات, وخاصة بالنسبة للمتوسطات العامة لمظاهر الحياة.

أصبحت الشيخوخة تدرس حاليًا كعلم يتناول النواحي الثقافية والاقتصادية ودراسات الوعي والتغيرات الاجتماعية والديمغرافية أما النواحي الفيزيولوجيا فتوصف بعملية هرم.

وإذا كانت مرحلة الطفولة قد حظيت باهتمام واضح على المستوى القومي والدولي، إلا أن مرحلة الشيخوخة لم تحظ بنفس القدر من الاهتمام وخاصة في البلاد النامية.

ونظراً لارتفاع نسبة كبار السن في العالم نتيجة لانخفاض نسبة وفيات الأطفال وارتفاع معدلات توقعـات الحيـاة، سيؤدي إلى انعكاسات على التنمية الاجتماعية والاقتصادية مما يحتم الاهتمام بقضية الرعاية المتكاملة لكبار السن.

ومن هذا المنطلق كان لابد للمجتمعات أن ترعى هذه المرحلة العمرية الهامة والحرجة، التي نصت مبادئ الأمم المتحدة ضرورة إتاحة الحياة الكريمة والمريحة لكبار السن وذلك بتوفير ما يكفي من الغذاء والماء والمأوى والملبس والرعاية الصحية، وأن يوفر لهم مصدر للدخل ودعم أسري ومجتمعي ووسائل للعون الذاتي، وأنه ينبغي إيلاء اهتمام خاص لمشاكل كبار السن وتقديم المساعدة إليهم لضمان دمجهم في المجتمع، كما ينبغي للدول أن تقدم إعانات لكبار السن المحتاجين في حدود الموارد المتاحة لها.

الحماية من الشيخوخة

كشف فريق من الباحثين الأمريكيين أن خفض السعرات الحرارية في النظام الغذائي للإنسان بمعدل 15% لمدة عامين يبطئ أعراض الشيخوخة والتمثيل الغذائي، ويحمي الإنسان من الأمراض المرتبطة بتقدم العمر. جاء في دراسة نشرتها دورية “سيل ميتابوليزم” -وتُعد من أولى الدراسات التي تتناول تأثير الحد من السعرات الحرارية على صحة البشر.

تقول الباحثة “لين ريدمان” -الأستاذ المساعد في العلوم الإكلينيكية بمركز أبحاث الطب الحيوي في بنينجتون بجامعة ولاية لويزيانا الأمريكية “إن هناك عدة عوامل تؤثر على التمثيل الغذائي، مثل العمليات المضادة للأكسدة والعوامل الغذائية والبيولوجية، كما أن هناك العديد من المؤشرات التي تتنبأ بالتمثيل الغذائي للبشر وأهمها الجنس (إذ يكون التمثيل الغذائي أعلى لدى الرجال) والسن (إذ يقل معدله مع تقدم العمر) وأيضًا الوزن (إذ يرتفع نسبيًّا لدى الأشخاص الأكبر وزنًا)”.

تتكرر التوصية في البلدان المتقدمة على ضرورة السماح لكبار السن بالاستمرار في العمل بقدر ما يرغبون هم أنفسهم في ذلك أو يقدرون عليه. ويمكن أن يكون لذلك تأثير بالغ على دخولهم، وعلى عنصر العرض في سوق العمل، وعلى خطط المعاشات أو الضمان الاجتماعي.

وتضيف أن “النشاط البدني يُسهم بنسبة 20% فقط، وربما أقل، في كم السعرات الحرارية التي نحرقها يوميًّا. وكلما كان التمثيل الغذائي أبطأ لدى الشخص، كان حرق الطاقة لديه أعلى، فما يحدث عند الحد من السعرات هو انخفاض كم الطاقة المستخدم للحفاظ على الوظائف الطبيعية للجسم. ولإتمام هذه المهمة، يعمل الجسم على تحسين العمليات الحيوية لزيادة كفاءة الطاقة، مما ينعكس بصورة إيجابية على صحة الإنسان”.

ممارسة التمارين الرياضية

تشير دراسة نشرتها دورية “كلينيكال براكتيس”، إلى أن الأشخاص الذين يمارسون الرياضة لمدة 52 ساعة على الأقل خلال 6 شهور بمعدل نصف ساعة في كل مرة تحسنت لديهم مهارات التفكير. وفي المقابل، فإن مَن مارسوا الرياضة لنحو 34 ساعة فقط خلال الفترة نفسها لم يطرأ عليهم أي تغيير فيما يتعلق بقدراتهم الذهنية. تقول “جويس جوميز أوزمان” – الأستاذ المساعد في العلاج الطبيعي وعلم الأعصاب بكلية طب “ميامي ميلر” بولاية فلوريدا الأمريكية، والباحثة الرئيسية في الدراسة- في تصريحات لـ”للعلم”: “إن النتائج التي توصلنا إليها تؤكد أن ممارسة الرياضة على المدى الطويل قد تكون أمرًا أساسيًّا للحصول على تلك الفوائد”.

الإكثار من تناول الخضراوات

كما أظهرت دراسة أن تناول وجبة واحدة من “الخضراوات الورقية” يوميًّا يعمل على حماية الدماغ من الشيخوخة. انتهت الدراسة إلى هذه النتيجة من خلال إخضاع 960 شخصًا تتباين معدلات تناولهم للخضراوات لاختبارات الذاكرة ومهارات التفكير. كشفت هذه الاختبارات أن المجموعة التي تناول أفرادها الخضراوات الورقية كان معدل التراجع في التفكير والذاكرة لديهم أبطأ من أولئك الذين كان معدل تناولهم أقل، وكان الفرق ما يعادل 11 عامًا في سن أصغر.

ورغم وجود عوامل كثيرة قد تكون مؤثرةً على صحة الدماغ، ذهبت الدراسة التي نشرتها مجلة “نيورولوجي” إلى أن نتائجها تظل صالحةً حتى مع وجود عوامل مثل التدخين وارتفاع ضغط الدم والسمنة ومستوى التعليم وكمية الأنشطة البدنية والمعرفية. تقول مؤلفة الدراسة د. مارثا كلير موريس إن دراستها وإن تناولت المرحلة العمرية من 58 إلى 99 عامًا، فهناك أدلة جيدة على أن نتائجها تنطبق على البالغين أيضًا.

زر الذهاب إلى الأعلى