الدمج والإعاقة

خالد الشمران كفيف سعودي أبدع في صناعة مصيدة الطيور

كانت الإعاقة تحدياً كبيراً بالنسبة له، ومنحته عزيمةً وإصراراً كبيرين من أجل النجاح وتحقيق دخل يعينه في الحياة، إنّه السعودي خالد الشمران الذي يملك بصيرة مميزة عوض به فقدانه للنظر.

الشمران الذي يعيش في محافظة طريف السعودية أصبح مقصداً لجميع الأشخاص الراغبين في الحصول على مصيدة طيور مميزة التي يحتاج إليها الصيادون الراغبين بصيد الصقور والطيور النادرة والغالية الثمن.

خالد بدأ بتعلم هذه المهنة منذ صغره، ورغم فقدانه للنظر إلّا أن حاسة اللمس ساعدته على إتقان المهنة وبدأ بصناعة مصايدة لا تقل جودة عن مصايد الصقور التي يصنعها الأشخاص المبصرون، بل حتى إنّه تفوق في الجودة عليهم بشكلٍ كبير، وهذا ما جعل اسم ينتشر في المحافظة التي يعيش فيها، قبل أن يذيع اسمه بشكل أكبر في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي.

وبات الشمران واحداً من الأشخاص الذين يقصدهم الصيادون من أجل الحصول على مصيدة طيور متقنة الصنع تساعدهم في رحلة صيدهم.

وقال الشمران إنه تعلم هذه المهنة على سبيل الهواية على يد كبار السن في محافظته، قبل أن يتخذها مهنة رئيسية تحدى بها إعاقته وأصبح يؤمن من خلالها دخلاً جيداً لعائلته.

وتزدهر أعماله في موسم هجرة الصقور في الفترة ما بين شهر أيلول (سبتمبر) وشهر تشرين الثاني (نوفمبر) فالصقور تعبر دول الخليج في هذه الفترة خلال رحلتها من شمال الكرة الأرضية إلى جنوبها، وتمر بصحراء الحماد في محافظة طريف شمال المملكة العربية السعودية، وهذا ما يجعل من هذه المحافظة مركزاً لتجمع الصيادين الراغبين بصيد الصقور بما فيها الطير الحر النادر والثمين.

ويصنع خالد الشمران شبكة الصيد الخاصة به من الأسلاك المعدنية الرقيقة وخيوط النايلون الحرير، ويتم وضعها على ظهر الحمامة التي تكون طعماً للصقر، وعندما يهم بالإمساك بها تعلق مخالبه بالشبكة.

وأشار إلى أنّ صناعة الشبكة الواحدة تتطلب منه نصف ساعة، وقال إنّه يصنع يومياً حوالي 5 إلى 6 شبكات صيد.

وباتت هذه المهنة وسيلة يؤمن بها قوت عيشه اليومي، ويؤمن دخلاً يساعد به عائلته، ليكون عنصراً منتجاً فعالاً في المجتمع رغم فقدانه لحاسة البصر.

زر الذهاب إلى الأعلى