الدمج والإعاقة

حكاية أمل.. السبّاح “فيليب كروازون” يتحدى إعاقته ويجتاز 4 آلاف متر ذهابًا وإيابًا

شهد العالم على إنجازات الكثيرين من ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين أبهروا العالم بما قدموه، وكم كان لديهم إرادة قوية في تحقيق ما يتمنون، ووجدوا لهم هدفًا في الحياة يحيون من أجله ويسعون بكل طاقتهم لتحقيقه، رافعين شعار أنه مهما كانت الصعاب والتحديات؛ فبالتأكيد هناك سبل للوصول.

ومن هؤلاء الأبطال السباح الفرنسي “فيليب كروازون”، الذي كان ناجحًا ومستقرًا في حياته وعمله، وتزوج وأنجب طفلين؛ لكن الإعاقة أَبَتْ إلا أن تداهم فيليب وهو في السادسة والعشرين من العمر؛ إذ أصابته صاعقة كهربائية بلغت قوتها 20000 فولت أثناء قيامه بتركيب أحد الهوائيات فوق سطح منزله، مما أدى إلى بتر كلٍ من ساقيه ويديه، وعلى الرغم من أن فيليب أصيب بالإحباط، إلا أنه سرعان ما استعاد وعيه، وأدرك أن لديه ما يجعله ناجحًا.

لحظة التحول

أثناء فترة نقاهته في المستشفى، شاهد فيليب فيلمًا كان هو السبب في تغيير حالته النفسية، بل ومجرى حياته، وكان الفيلم عن قصة حياة أشهر سباح في العالم، فاتخذ القرار بأن تكون السباحة هدفه الذي يسعى لتحقيقه.

نجاحات

شارك كروازون خلال جولة سباحة ربطت قارات العالم بمختلف المراحل، وقطع فيليب خلال تلك الفترة مسافة 20 كيلو متر في المحيط الهادي، كما قام بعبور مضيق جبل طارق، وخليج العقبة بين كل من مصر والأردن.

كما سبح فيليب لمسافة 10 كيلومتر بمضيق بيرينغ بين كل من قارتي آسيا وأمريكا، والجدير بالذكر أن درجة الحرارة في مضيق بيرينغ كانت تحت الصفر؛ وهو ما يدل على العزيمة القوية التي تمتع بها فيليب عقب تعرضه لتلك الأزمة الكبيرة وهو في السادسة والعشرين من العمر.

استطاع فيليب خلال سنوات قليلة تحقيق إنجازات لم يستطع أن يحققها وهو سليم ومعافى، ويُذكر أن قصة كفاح كروازون قد انتهت عندما عبر مضيق جبل طارق كسباح معاق، ولكنه تحدى إعاقته، وحفر اسمه بحروف من نور، وأصبح قدوة لأمثاله، بل عمل على تحفيز الكثيرين حتى لا يستسلموا للإعاقة.

زر الذهاب إلى الأعلى