تمنى الموت ذات يوم للخلاص من معاناته .. بالفيديو: “عبد الرحمن” المولود بلا كفيّن.. يحصد الميدالية الذهبية
وُلد الشاب المصري عبد الرحمن وحيد، 18 سنة، طالب في كلية الحقوق جامعة القاهرة، بتشوه خلقي نتيجة تناول والدته بعض الأدوية دون علمها بحملها، ما أصابه بعيب خلقي، وجعل يديّه تنتهي عند مفصلي المرفق، بلا كفيّن، فضلاً عن تشخيص خاطئ لشرخ دماغي وتشنجات.
أجرى “عبد الرحمن” عدة جراحات في المخ للتخلص من التشنجات، ولكن لم يمنعه ذلك من مواصلة حلمه ليكون عداءً محترفاً، حتى أصبح بطل الجمهورية في الجري لثلاث سنوات، وفاز بالميدالية الذهبية في الجري والوثب.
الأوقات العصيبة
كان عبد الرحمن” حلم منذ طفولته أن يلتحق بكلية الحقوق، ويصبح محامياً، وأن يتحدث باسم كل فرد من ذوي الاحتياجات الخاصة، فاجتهد والتحق بالكلية التي كان يتمناها.
تغلب على كافة الصعاب فى حياته والانتكاسات بالأمل والتفاؤل حتى عبر ممر الضيق إلى أفق السماء بعد تحقيق أحلامه، وها هو الآن سائر يمضى طريق التفوق الدراسى والرياضى، بعد منحنيات أوصلته فى يوم من الأيام إلى عزل نفسه فى حجرة منزله بعيدا عن أعين الناس. وفى تلك الأوقات العصيبة تمنى الموت، ولكن هناك دائما بابا مفتوحا فى آخره شمعه مضيئة أخذ يسلك طريقه فيها.
ويقول “عبد الرحمن”، “أنا من ذوى الهمم أتولدت إيديا اليمين والشمال مش مكتملين، وصوابع رجلى مش مكتمله وقلبى فى جهة اليمين، وعندى شرخ فى الجمجمة وعملت كذا عملية فى دماغى وشلولى جزء من عظم دماغى، علشان كان بيجلى تشنجات وانا صغير بسبب الشرخ إلى فى دماغى ده”.
وتابع: “ومن صغرى كان حلمى ادخل كلية الحقوق علشان نفسى اطلع محامى وأدافع عن المظلومين واتكلم باسم كل واحد من ذوى الاحتياجات الخاصة، والحمد لله حققت حلمى ونجحت فى الثانوية العامة بمجموع 83%، ودخلت الكلية إلى كنت بحلم بيها من صغرى ، وأنا دلوقتى فى الفرقة الأولى”.
وأردف: “أنا لما بدأت أنزل الشارع وبدأت أتعامل مع الناس واجهت التنمر من صغرى غير طبيعى قاسى ومجحف بكل معنى الكلمة، من أصدقائى إلى معايا فى المنطقة واللى فى الشارع كانوا بيضحكو عليا واللى يقولى يا أبو إيد مقطعوة واللى يقولى يا أبو دماغ، كنت بضايق جدا من كدا وكنت بطلع اعيط فى البيت وبصراحة كان بيصعب عليا نفسى وكان نفسى أموت واخلص من الناس وكلام الأشخاص عليا وكمان فى المدرسة كنت بتعرض للتنمر بطريقة بشعة”.
واستطرد، “بضايق من نظرات الناس ذى نظرات الاستغراب والاستعطاف والاستحكار والسخرية، مستكملا، فى مرة كنت راكب فى المواصلات وبناول الأجرة لى واحد كان قاعد قدامى فا بديها الأجرة وبعدها صواتيت ولمت الميكروباص عليا والناس سألتها بصت عليا وسألوها فى إيه مالك، كنت فى اللحظة ديه بتمنى الأرض تتشق وتبلعنى شعور مرعب ومخزى حسيته، وفجأة ردت عليهم قلتلهم خفت منو أصل شكلو يخوف، ساعتها فى اللحظة دى كنت بعيط من جوايا ولسه فى قصص كتير مع الناس فى الشارع بس مش عاوز أطول عليكم ولا أزعلكم بيها أكتر من كده”.
واستكمل: “ولما فكرت أدخل نادى وألعب زى باقى الأطفال والشباب، بعض الأشخاص قالولى تلعب إية انتا واحد معاق إذاى هتلعب انتا المفروض تقعد فى البيت، وفعلا كنت هسمع كلامهم السلبى وكنت هقعد فى البيت علشان كل ما اروح نادى من حواليا فى المنطقة يقولولى مش بنقبل ناس معاقة، بس أنا مستسلمتش وفضلت أدور على نادى لغاية لما لقيت نادى إسمو _ نادى زينهم _ دا كان أول نادى ادخلو فى حياتي”.
وأضاف: “مكنتش عارف هلعب إيه، لقيت الكابتن بيقولى أجرى رحت جريت، لقانى الكابتن إنى انا هيبقا ليا مستقبل فى العبة ديه ومن سعتها وانا بعلب جرى وبحقق مراكز أولى فيها، وحققت مراكز فى ألعاب القوى جرى ١٠٠م و ٢٠٠م، والوثب الطويل والتنس طاولة، وحصلت على مركز أول 3 أعوام متتالية لعام ٢٠١٧ و 2018 و2019 فى ألعاب القوى، وحاصل على المركز الثالث على مستوى الجامعات لعام 2019م”.
وتمنى، “طبعا حلمى أن تُوفر لى أطراف علشان تساعدنى فى حياتى، ونفسى بعد ما أتخرج أتوظف وفى مجال الرياضة نفسى أدخل المنتخب وأكون بطل أفريقيا وبطل عالم، بس كدا يا إخواتى هيا دى قصتى بس هيا أطول من كدا بس أنا مش عايز أطول عليكم محتاج تشجعكم”.