الصحة المستدامةالصحة النفسية

تقنيات الصحة النفسية: أجهزة مبتكرة لرصد القلق والسيطرة على التوتر

التكنولوجيا في خدمة الصحة النفسية

يشهد قطاع التكنولوجيا تقدماً كبيراً في تقديم حلول مبتكرة للصحة النفسية، حيث باتت الشركات المتخصصة تطلق أجهزة وتقنيات تهدف إلى تحسين جودة الحياة من خلال رصد القلق، وتقليل التوتر، والسيطرة على نوبات الهلع. في معرض لاس فيغاس للإلكترونيات، الذي يفتح أبوابه أمام الجمهور غداً، يُعرض عدد من الابتكارات التي تلقي الضوء على مستقبل الصحة النفسية بفضل التكنولوجيا.

أجهزة مبتكرة لرصد القلق والتوتر

“كورتيسنس” (cortiSense): قياس الكورتيزول في دقائق

قدمت شركة “نوتريكس” السويسرية جهاز “كورتيسنس”، الذي يعتبر ثورة في مراقبة مستويات التوتر. يتميز الجهاز الأسطواني الصغير بقطعة قادرة على جمع اللعاب بسهولة وتحليل مستوى هرمون التوتر الكورتيزول.

  • سهولة الاستخدام:
    يمكن للمستخدم الاطلاع على النتائج مباشرة عبر تطبيق الهاتف المحمول بعد دقائق من التحليل.
  • دور الجهاز:
    يساعد في تشخيص أولي للمشكلة، مع إمكانية التواصل مع متخصصين لتقديم حلول مناسبة.

“إنليسنس” (EnLiSense): جهاز استشعار العرق

يعتمد هذا الجهاز على رقعة قماشية تمتص بضع قطرات من العرق، يتم تحليلها بواسطة قارئ محمول يعرض النتائج عبر تطبيق.

  • ميزة فريدة:
    يوفر الجهاز نظرة شاملة على مستويات التوتر والصحة العامة للمستخدم.

أدوات تكميلية للحد من التوتر

“بي مايند” من “باراكودا”

جهاز متقدم مزوّد بكاميرا قادرة على رصد مؤشرات التوتر والتعب واقتراح أوقات للاسترخاء، مع عرض صور وموسيقى هادئة لتحسين المزاج.

“كالمي غو”: السيطرة على نوبات الهلع

يشبه هذا الجهاز الصغير جهاز استنشاق مرضى الربو، ويعمل على تهدئة نوبات الهلع من خلال تقنيات تنفس مخصصة لكل فرد باستخدام الذكاء الاصطناعي.

  • تحفيز الحواس:
    يعتمد الجهاز على إشارات ضوئية واهتزازات جسدية وروائح مهدئة لتنشيط الجهاز العصبي السمبثاوي، مما يساعد في السيطرة على المشاعر السلبية.
  • نتائج مشجعة:
    أظهرت دراسة على محاربين قدامى انخفاضاً في القلق وأعراض اضطراب ما بعد الصدمة بعد أسابيع قليلة من استخدام الجهاز.

دور الروبوتات في الصحة النفسية

“رومي”: الرفيق الذكي

طورت شركة “ميكسي” روبوتاً صغيراً يدعى “رومي” يساعد في التخفيف من مشاعر القلق والوحدة.

  • كيف يعمل؟
    يرد “رومي” على مشاعر الإحباط لدى المستخدم بمزحات واقتراحات للاسترخاء، مثل مشاهدة فيلم أو الاستماع إلى الموسيقى.
  • رؤية متباينة:
    ترى عالمة النفس جولي كولزيت أن هذه الأجهزة تقدم دعماً نفسياً مكملاً لكنها ليست بديلاً عن التواصل الإنساني الحقيقي.

الصحة النفسية والابتكار التقني

تُظهر الأجهزة الحديثة مثل “كورتيسنس” و**”كالمي غو”** إمكانيات واعدة في تحسين الصحة النفسية. ومع زيادة توافر هذه الأدوات، قد يصبح من الأسهل تشخيص المشكلات النفسية بشكل أولي واتخاذ خطوات استباقية لحلها.

ومع ذلك، تؤكد المتخصصون أن التكنولوجيا ليست الحل الكامل. فبينما تقدم هذه الأجهزة دعماً مهماً، يبقى العنصر البشري ضرورياً لتوفير إرشاد وفهم عاطفي يفتقر إليه الذكاء الاصطناعي حالياً.

زر الذهاب إلى الأعلى