الدمج والإعاقة

تحدت عجز نطقها ومشيها بالإبداع.. “عالية الشامان”.. الفن وسيلتها لتجاوز الإعاقة

رغم معاناتها من شلل دماغي جراء نقص فى الأكسجين, مما أفقدها التحكم فى أطرافها إذ تستخدم إصبعاً واحداً للكتابة والرسم على الكمبيوتر بيدها اليسرى فى حين أن اليد اليمني حركتها بطيئة جداً. كل ذلك لم يمنعها من التميز.

هى الشابة السعودية “عالية الشامان”, موهبة بالغة الروعة في كتابة القصص الأدبية وقصص الأطفال بالإضافة للرسوم الكرتونية، لا تستطيع الوقوف أو الحركة وتستخدم كرسياً متحركاً.

ولدت “عالية” في الولايات المتحدة الأمريكية بولاية تكساس، وتلقت تعليمها الابتدائي في الرياض بدار للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة حتى الصف السادس، ثم انتقلت لمنطقة تبوك بعمر الثانية عشرة وعملت جاهدة لتطوير موهبتها في الكتابة والرسم.

تمتلك “عالية” الكثير من الأحلام والطموحات العظيمة فتطمح لنشر مجموعة قصصية وأن تصل إلى العالمية في كتابة قصص وسيناريوهات أفلام الرسوم المتحركة لتكون أول سعودية تحقق هذا الإنجاز.

أدب الإعاقة

ورغم إعاقتها الشديدة تشارك بشجاعة في تأسيس “أدب الإعاقة” وذلك بروايتها وقصصها, لا تملك من التواصل مع العالم إلا لوحة مفاتيح الكمبيوتر, حيث أصيبت بشلل دماغي كامل, ويشكل جسدها كتلة هامدة لا يتحرك بها شيء، ما عدا سبابة اليد اليسرى التي تكتب بها عبر الكمبيوتر, وتعلن بهذه الكتابات التحدي ضد الإعاقة فكان لها العديد من الأعمال الأدبية والفنية والمشاركات الدولية وداخل المملكة. كان من أبرزها أن رُشحت لجائزة الفكر العربي عن قصة “أميرة الخيال”, والتي كتب مقدمتها الأمير سلطان بن سلمان.

لعبت أسرتها أدوار كبيرة في رعايتها وتعليمها, حيث رزقها الله بأسرة متعلمة متفتحة العقل تعاملها بكل الحب والاحترام, فوالدتها وقفت بجانبها ومنحتها الثقة الكاملة في حرية التصرف بعالم الإبداع.

البحث عن الهدف

كانت عالية بصحبة أسرتها في أحد الأماكن العامة وفجأة سمعوا صراخ امرأة, كانت عالية تظن ان المرأة رأت شيئاً غريباً جعلها تصرخ, هكذا.. ولكن السبب الحقيقي هو إعاقة “عالية”!… تقول عاليا “لم أكن أعرف أن الإعاقة جرم في نظر البشر., في اليوم الثاني كنت أتذكر ذلك الموقف ونظرت إلى كل كائن حي, وجدت أن لديهم طموحاً بالنجاح وأنا الوحيدة التي ليس لها طموح, ومن هنا بدأت أبحث لنفسي وعن هدف أعيش من أجله, فقد كنت أكتب الخواطر على ورق عقلي, ولم تكن المشكلة ليست محدودة فقط بي, كوني لم أتعلم, بل كانت مشكلة كل المعاقين, لهذا.. قررت بعد هذا الحادث أن أكون محامية المعاقين أطالب بحقوقهم بالعلم لأنه عمود أساسي في تكوين الحياة الكاملة لأي إنسان وكان الحل, أن أتعلم, حتى أطرح قضيتي إلى العالم من خلال الأدب, وكان أمامي طريقان الأول أن استسلم لليأس وأعيش عالة على الحياة والآخر أن اتحدى المستحيل, مهما كانت الصعوبات ووجدت الحل, بأن أكون محامية المعاقين”.

كان هناك طموح واحد يشغل تفكير “عالية”.. ولكنها تعلمت بأنه يجب على الإنسان أن يكون له أكثر من طموح.. وقد أصبح لها ثلاث أهداف في عالم الأدب. إن ترفع اسم الدين الإسلامي عالياً, وأن تزيد من مجد بلادها وتثبت للجميع أن المعاق لديه مهارات مدهشة, وتحرص بكل كتابتها على تذكير الناس بحب الله, وحلمها أن تكون أعظم أديبة في العالم العربي..

وتمتلك عالية الكثير من الأحلام والطموحات العظيمة فتطمح لنشر مجموعة قصصية وأن تصل إلى العالمية في كتابة قصص وسيناريوهات أفلام الرسوم المتحركة لتكون أول سعودية تحقق هذا الإنجاز.

الحق فى الزواج

وتحمل “عالية” على عاتقها المطالبة بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة ومنها تأسيس هيئة لرعاية مواهبهم وتقديم الدعم لهم، كما تدافع عن حقهم في الزواج، وهي القضية التي تتبناها إذ تطرقت لها في فيلم لها ينتمي لفئة الرسوم المتحركة، بعنوان “نظرة تفاؤل” عرض على قناتها بموقع يوتيوب، وعبرت من خلاله عن حق الفتيات من ذوات الاحتياجات الخاصة في الزواج كغيرهن من الفتيات، كما دشنت هاشتاج #زواجنا_حق_برغم_إعاقتنا على موقع تويتر وناقشت هذه القضية في عدة مقالات.

وتقول عالية في مقال لها مدافعة عن قضيتها: “لا المنطق ولا النصائح سيستطيعان أن يوقفان ذوي الاحتياجات الخاصة من أن يأملوا في الزواج برغبة شديدة أكيدة في العاطفة والإنجاب لأنها فطرة أوجدها الله في كافة البشر”.

المشاركات الأدبية

شاركت “عالية” في مسابقة أدبية في لندن, ثم رشحت لجائزة الفكر العربي, عن قصة “أميرة الخيال”, والتي كتبت مقدمتها الأمير سلطان بن سلمان, ثم شاركت بورقة قصة بنجاح, تحت عنوان (الواقع والمأمول في مدينة الرياض),  كما شاركت بملتقى التربية الخاصة في تبوك تحت عنوان.. (يد بيد نحو مستقبل أفضل).

ومن أعمالها, هناك كتاب قصصي يحمل عنوان (أميرة الخيال), ورواية “عاشق العدالة”, وقصة “القلم”.

وهناك كتاب إشاري بعنوان “لا للمستحيل” حيث ابتكرت أكثر من مائتي كلمة عربية وانجليزية برسوم توضيحية, لتمكين المعاق من التحدث والتواصل.

ومن أبرز لوحاتها الفنية لوحة الملك عبد العزيز, بعنوان “ملك الصحراء” ولوحة الشهيد أحمد ياسين بعنوان, “رجل التحدي”, ولوحة بعنوان “مسجد السلام”.

زر الذهاب إلى الأعلى