ابتكاراتالبيئة والطاقة المستدامة

الهجرة بمساعدة البشر: خطة لإنقاذ الفراشات الملكية من تغير المناخ

تواجه الفراشات الملكية، إحدى عجائب الطبيعة، تحديات كبيرة تهدد بقاءها بسبب تغير المناخ والاحتباس الحراري. إذ تؤدي هذه التغيرات إلى اضطراب مواطنها الشتوية في جبال وسط المكسيك، حيث تقضي هذه الفراشات فصل الشتاء بعد هجرة عظيمة تقطع خلالها 4800 كيلومتر من شمال الولايات المتحدة وجنوب كندا.

مشكلة الموائل التقليدية وتهديد المناخ

غابات التنوب المقدس، الملاذ الطبيعي للفراشات الملكية، تواجه خطر الزوال التدريجي نتيجة لارتفاع درجات الحرارة. يتوقع الباحثون أن تنتقل هذه الغابات إلى قمم الجبال خلال العقود القادمة، ما يترك الفراشات بدون مواطنها الطبيعية. ومع محدودية المساحة في المرتفعات، أصبح من الضروري البحث عن حلول مبتكرة.

الهجرة المعززة بالبشر: استراتيجية الإنقاذ

يقترح الدكتور كيوتيموك ساينز-روميرو من جامعة ميشواكانا حلاً جديداً عبر “الهجرة بمساعدة البشر”، من خلال زراعة شتلات التنوب المقدس في ارتفاعات أعلى من الموائل الحالية. يهدف المشروع إلى توفير ملاذات بديلة تتكيف مع المناخ المتوقع في المستقبل.

في عام 2017، بدأ الفريق البحثي بجمع بذور التنوب المقدس من المحميات الطبيعية للفراشات، وزرعوا الشتلات على منحدرات بركان “نيفادو دي تولوكا” بارتفاعات تتراوح بين 3400 و4000 متر، بهدف تهيئتها للظروف الجديدة.

نتائج التجربة وتحدياتها

على مدار عامين، تم مراقبة نمو الشتلات ومعدل صمودها في المواقع المختلفة. أظهرت النتائج أن الشتلات المزروعة على ارتفاعات أعلى من 3600 متر نمت بوتيرة أبطأ بسبب الصقيع وانخفاض درجات الحرارة، لكن معدل صمودها كان مشجعاً في بعض المواقع، ما يعطي أملاً في إمكانية استخدامها كموائل بديلة للفراشات.

تكامل الجهود للحفاظ على الفراشات

يؤكد ساينز-روميرو أن هذه الجهود يجب أن تكمل مساعي الحفاظ على الغابات التقليدية، حيث بدأ بالفعل تسجيل محاولات من الفراشات الملكية للبحث عن مواقع بديلة حول “نيفادو دي تولوكا”.

بين تحديات المناخ وحلول الإبداع العلمي، تظل الهجرة المعززة بالبشر أملاً مشرقاً لاستمرار هذه الظاهرة الطبيعية المدهشة. من خلال التعاون بين العلم والطبيعة، يمكن للفراشات الملكية أن تظل رمزاً للصمود والجمال في وجه تغيرات العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى