الدمج الاجتماعي والتعليميالدمج والإعاقة

الصيام والاضطرابات العصبية: دليل شامل لصيام آمن دون مخاطر

يُعد شهر رمضان فرصة عظيمة لتعزيز الروحانيات والانضباط الذاتي، لكنه قد يشكل تحديًا للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عصبية أو حسية، مثل الصرع، التصلب المتعدد، مرض باركنسون، واضطرابات الجهاز العصبي الأخرى. يمكن أن يؤثر الامتناع عن الطعام والشراب لساعات طويلة على مستويات الطاقة، توازن السوائل، ووظائف الدماغ، مما قد يزيد من خطر حدوث مضاعفات صحية. لذا، هل يمكن للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عصبية أو حسية الصيام بأمان؟ وما هي الإرشادات التي يجب اتباعها لضمان سلامتهم خلال الشهر الكريم؟

التحديات التي تواجه الأشخاص المصابين باضطرابات عصبية أو حسية أثناء الصيام

يعتمد الجهاز العصبي على توازن دقيق بين العناصر الغذائية، الأكسجين، والماء ليعمل بكفاءة. في حالة اضطرابات الجهاز العصبي، قد يؤدي الصيام إلى بعض التحديات مثل:
1️⃣ انخفاض مستويات السكر في الدم، مما قد يؤثر على وظائف الدماغ ويزيد من خطر حدوث نوبات أو تشنجات.
2️⃣ الجفاف وقلة الترطيب، مما قد يؤدي إلى تفاقم أعراض الصداع، الدوخة، والتعب الشديد.
3️⃣ تأثير الصيام على امتصاص الأدوية، حيث يتطلب العديد من العلاجات العصبية جدول جرعات منتظم للحفاظ على استقرار الحالة الصحية.
4️⃣ اضطراب النوم، حيث يمكن أن يؤثر تغيير مواعيد الأكل والنوم على مرضى الصرع أو مرض باركنسون، الذين يحتاجون إلى روتين منتظم.

هل يستطيع الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عصبية أو حسية الصيام؟

تعتمد إمكانية الصيام على نوع الاضطراب العصبي أو الحسي ومدى استقرار الحالة الصحية للمريض. لذا، من الضروري استشارة الطبيب قبل بدء الصيام لتقييم مدى القدرة على تحمل فترات الامتناع عن الطعام والشراب، وتعديل مواعيد الأدوية بما يتناسب مع الصيام.

👩‍⚕️ الحالات التي يمكنها الصيام بشروط:
✔ مرضى الصرع الذين يتم التحكم في نوباتهم بالأدوية ولديهم جدول علاجي ثابت.
✔ مرضى التصلب المتعدد في الحالات غير النشطة، مع مراقبة الأعراض.
✔ مرضى الشلل الرعاش (باركنسون) إذا كانت الأدوية منظمة بطريقة لا تؤثر على الصيام.

🚫 الحالات التي قد تحتاج للإفطار:
❌ المرضى الذين يعانون من نوبات صرع غير مسيطر عليها أو يعتمدون على أدوية تُؤخذ على فترات متقاربة.
❌ مرضى التصلب المتعدد الذين يتعرضون لنوبات حادة أو يعانون من إجهاد مفرط.
❌ المرضى الذين يعانون من اضطرابات عصبية تؤثر على قدرة البلع أو تسبب انخفاضًا خطيرًا في ضغط الدم.

نصائح لصيام آمن للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عصبية أو حسية

استشارة الطبيب قبل الصيام: لضبط جرعات الأدوية وتحديد ما إذا كان الصيام آمنًا أم لا.
الحفاظ على الترطيب: شرب 8-10 أكواب من الماء بين الإفطار والسحور للوقاية من الجفاف، الذي قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض العصبية.
تناول وجبات متوازنة: يجب أن تحتوي الوجبات على البروتينات الصحية، الكربوهيدرات المعقدة، والدهون المفيدة لدعم وظائف الدماغ والأعصاب.
مراعاة مواعيد الأدوية: يمكن للطبيب المساعدة في إعادة توزيع الجرعات لتناسب أوقات الإفطار والسحور دون التأثير على فعاليتها.
تجنب المنبهات والكافيين: مثل القهوة والشاي، لأنها قد تؤدي إلى الجفاف وزيادة القلق أو اضطراب النوم.
الحصول على قسط كافٍ من النوم: لأن قلة النوم قد تزيد من خطر التشنجات أو تفاقم الأعراض العصبية.

متى يجب كسر الصيام؟

يجب التوقف عن الصيام فورًا في الحالات التالية:
🚨 الشعور بدوخة شديدة أو فقدان التوازن.
🚨 نوبة صرع أو رعشة غير طبيعية.
🚨 جفاف حاد مع تشنجات عضلية.
🚨 صداع شديد لا يتحسن بعد الإفطار.
🚨 انخفاض حاد في مستوى السكر في الدم أو ضغط الدم.

يمكن للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عصبية أو حسية الصيام في بعض الحالات، ولكن يجب استشارة الطبيب أولًا لضبط الأدوية وضمان عدم حدوث أي مضاعفات. يجب التركيز على الترطيب، التغذية المتوازنة، والنوم الجيد للحفاظ على استقرار الجهاز العصبي خلال رمضان. الأهم هو الاستماع إلى إشارات الجسم والتوقف عن الصيام إذا ظهرت أي أعراض خطيرة، لأن الحفاظ على الصحة يأتي دائمًا في المقام الأول.

زر الذهاب إلى الأعلى