الصحة المستدامة

الصحة العالمية: ارتفاع مصابى فقدان السمع لـ194 مليون نسمة بالعالم العربي بسبب الأمراض المعدية والوراثية

كشفت الدكتورة هالة صقر، المستشار الإقليمي للعنف والإصابات والإعاقة بمنظمة الصحة العالمية، أن أحدث البيانات في المنطقة العربية أظهرت أن حوالي 78 مليون شخص يتعايشون مع فقد السمع.

وأضافت د. هالة ” أنه من المتوقع أن يزداد رقم من يعيشون بفقدان السمع في الإقليم إلى 194 مليون شخص. 80% منهم يعيشون في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، وعادة الغالبية لا يحصلون على الخدمات اللازمة فيما يتعلق بالرعاية المناسبة للأذن وللسمع. وتكلفة عدم العلاج تكون باهظة لأنها تكبّد المجتمعات ما يصل إلى 30 مليار دولار

وحول أسباب فقدان السمع، ولماذا عدد فاقدي السمع في تصاعد قالت د. هالة “التحضّر، أي الانتقال إلى المدن والكثافة السكانية في المدن والتكنولوجيات الحديثة والتعامل معها، وزيادة الضجيج والضوضاء يؤدي إلى فقدان في السمع للأسف يبدأ في مرحلة مبكرة، كمرحلة الشباب، أو الضوضاء الناتجة عن مواقع العمل ومواقع البناء”.

وأضافت: هناك أسباب أخرى لفقدان السمع، مثل بعض الأمراض المعدية، وبعض الأمراض الوراثية أو الجينية، وبعض المضاعفات التي قد تحدث للأم خلال فترة الحمل والولادة. واستخدام بعض الأدوية بدون استشارة أو تعليمات من الأطباء، هذا من المشكلات التي تؤثر على الصحة العمومية في العالم بأسره، بعض هذه الأدوية تكون سامة للأذن وتؤدي إلى فقدان السمع على مستخدميها.

وعن تأثير استخدام سماعات الهاتف وخاصة الأطفال والشباب الصغار أوضحت د. هالة صقر” الحقيقة تأثير ذلك رهيب، لأن ما يحدث هو رفع مستوى الصوت، سواء للاستماع إلى الموسيقى أو حتى في المكالمات الهاتفية. لذا فإن التكنولوجيا والأصوات العالية للأجهزة المختلفة من أهم الأسباب.

من جانبه يقول الدكتور أحمد سامح فريد، الأمين العام للاتحاد العربي لجمعيات الأنف والأذن والحنجرة والأستاذ بطب قصر العينى: إن غياب الوعى المجتمعى بأهمية الكشف المبكر عن احتمالات الإصابة خاصة بين المواليد يؤدى إلى تفاقم المشكلة الصحية وتأخر فرص التعلم والتغلب على الإعاقة مبكراً. ويعد نقص التوعية هو العائق الأساسي الذي يمنع الأسر من طلب المساعدة لعلاج مشاكل السمع لدى أطفالهم، بالإضافة إلى المفاهيم المغلوطة السائدة في الثقافة الشعبية حول التعامل مع هذه الإعاقات. وبالنسبة للأطفال المبتسرين فإنه من الوارد خلال تواجدهم لفترات طويلة بالحضانة أن يتسبب الإفراط فى منح بعض العلاجات الدوائية والمضادات الحيوية فى التأثير على حاستى السمع والإبصار وهو ما تم رصده بإحدى الدراسات التى أجريت بطب قصر العينى وأوصينا بتفعيل البروتوكولات العلاجية للمبتسرين وضرورة الكشف والمتابعة الدورية لحاستى السمع والإبصار خلال تواجدهم بالحضانات لتجنب إصابتهم بأى إعاقة. إلى جانب ذلك فإنه من المهم تفعيل الفحص الإلزامى للسمع للأطفال خاصة فى السنة الأولى من العمر لاكتشاف حالات ضعف السمع مبكرا وتجنب العديد من المشكلات الصحية والنفسية على الطفل وأسرته وكذلك تكلفة تهيئة وتدريب الطفل للانخراط فى المجتمع.

الاعتناء بالأذن

وعن كيفية الاعتناء بالأذن وتجنب الصمم أفادت د. هالة صقر: في الحقيقة منظمة الصحة العالمية توصي بإجراءات مختلفة، أهمها الحفاظ على الصحة العامة، التغذية الصحيحة، تجنب أنماط الحياة الضارة أو غير الصحية مثل التدخين وما إليه، تجنب الضوضاء، بما في ذلك الحفلات الموسيقية الصاخبة أو استخدام الهاتف بصوت عالٍ. أو الضوضاء في مكان العمل، لا بد من استخدام كافة الأجهزة الواقية من الضوضاء في أماكن العمل التي يتعرّض لها الناس.

الإشراف الطبي

هذا بالإضافة الى عدم تناول الأدوية دون استشارة الأطباء، ودون إشراف الأطباء، لأن بعض هذه الأدوية قد تكون ضارّة أو سامة للأذن وتتسبب في فقدان السمع. من الأهمية تجنّب الأمراض المعدية التي يكون من آثارها فقدان السمع مثل التهاب السحايا، وما إليه. لهذه الأمراض لقاحات أو تطعيمات لابدّ من أخذها للوقاية منها، ولا بد من علاج التهاب الأذن الوسطى بشكل مبكر، فالكشف الدوري مهم جداً لأن كل ذلك من الممكن أن يؤدي إلى فقدان للسمع. الاهتمام بنظافة الأذن وعدم إدخال أي جسم غريب فيها مهم للغاية أيضاً.

زر الذهاب إلى الأعلى