السمنة البطنية: الخطر الخفي خلف الوزن الطبيعي

مع تزايد الاهتمام بالصحة العامة، غالبًا ما يُعتمد على مؤشر كتلة الجسم (BMI) كمعيار رئيسي لتحديد السمنة. ومع ذلك، تشير الدراسات الحديثة إلى أن هذا المقياس قد يخفي مخاطر كبيرة مثل السمنة البطنية (السمنة المركزية)، حتى لدى الأشخاص الذين يتمتعون بوزن طبيعي وفقًا لمؤشر BMI.

تعريف السمنة البطنية وأهميتها

تُعرف السمنة البطنية بتراكم الدهون في منطقة البطن، وهي تختلف عن السمنة العامة التي تشير إلى زيادة الوزن الكلي. تكمن خطورة السمنة البطنية في أنها قد تحدث لدى أشخاص ذوي وزن طبيعي، ما يعرف بـ “الوزن الطبيعي مع السمنة البطنية” (NWCO).

تشير الأبحاث إلى أن هذا النوع من السمنة يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية، السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم.

دراسات تؤكد الخطورة

وفق دراسة نُشرت في مجلة “جاما” (JAMA Network Open) عام 2019، فإن السمنة البطنية ترفع خطر الوفاة بأمراض القلب والسرطان بغض النظر عن مؤشر كتلة الجسم. كما أفادت دراسة صينية عام 2023 بأن السمنة البطنية تزيد خطر ارتفاع ضغط الدم لدى الأفراد ذوي مؤشر كتلة جسم طبيعي.

طرق قياس السمنة البطنية

1. محيط الخصر (WC):
   يتم قياسه أعلى السرة. وفقًا للمعاهد الوطنية للصحة (NIH)، سمنة البطن تبدأ عندما يتجاوز محيط الخصر:
   • 102 سم للرجال.
   • 88 سم للنساء.
2. نسبة الخصر إلى الورك (WHR):
   • أقل من 0.95 للرجال.
   • أقل من 0.80 للنساء.
3. نسبة الخصر إلى الطول (WHtR):
   الطبيعي أن تكون النسبة أقل من 0.5.

عوامل الخطر المرتبطة بالسمنة البطنية

1. أنماط الحياة غير الصحية:
   • قلة النشاط البدني.
   • تناول وجبات غنية بالدهون.
2. المتلازمة الأيضية (Metabolic Syndrome):
   تشمل:
   • مقاومة الإنسولين.
   • ارتفاع الدهون الثلاثية.
   • ارتفاع ضغط الدم.
3. اختلاف توزيع الدهون:
   الدهون البطنية (الصفراء) أكثر خطورة من الدهون الموجودة في الأرداف (البيضاء).

الوقاية والعلاج

1. النشاط البدني:

• ممارسة التمارين الهوائية الخفيفة مثل المشي.
• تقليل الجلوس لفترات طويلة.

2. تحسين النظام الغذائي:

• تقليل تناول الدهون المشبعة.
• زيادة استهلاك الألياف.

3. متابعة طبية:

• قياس محيط الخصر بانتظام.
• إجراء الفحوصات المرتبطة بضغط الدم ومستويات الكوليسترول.

السمنة البطنية خطر صامت قد يختبئ خلف وزن طبيعي. لذا، يتعين علينا النظر إلى مقاييس أخرى مثل محيط الخصر ونسبة الخصر إلى الطول بجانب مؤشر كتلة الجسم لضمان تقييم أكثر دقة لصحة الجسم.