الصحة المستدامة

التعليم عن بعد في زمن كورونا.. تحديات وإيجابيات وسلبيات

التعليم عن بعد Distance education، هو أحد طرق التعليم الحديثة نسبيا وقد ظهر في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، ويعتمد مفهومة الأساسي علي وجود المتعلم في مكان يختلف عن المصدر الذي قد يكون الكتاب أو المعلم أو حتي مجموعة الدارسين.

ويتلقى الطلاب عن بعد علومهم بالإفادة من تجهيزات بعيدة عنهم حيث تكون في مدينة أو ربما دولة أخرى، ويستفيد الطلاب من هذه التجهيزات ويتلقون دروسهم باستخدام وسائل الاتصالات المختلفة.

مع الكارثة الصحية التي اجتاحت العالم كله بات موضوع التعليم عن بعد يفرض نفسه على 80% من طلاب العالم حالياً

وقد تشتمل هذه الوسائل في صورتها البسيطة على مواد مطبوعة ترسل بالبريد، أو ربما تشتمل في صورتها المتقدمة على محاضرات ترسل بالحاسوب عبر الشبكة العنكبوتية العالمية. ويتطلب التعليم عن بعد أن يبذل الطالب جهداً أكبر من ذلك الذي يتطلبه التعليم التقليدي. فالمعلم في التعليم عن بعد مرشد أكثر منه مدرساً نظامياً.

خطأ شائع

وهناك خطأ شائع يقوم على اعتبار أن التعليم عن بعد هو مرادف للتعليم عبر الانترنت، و في واقع الأمر فإن التعليم من خلال الانترنت هو أحد وسائل التعليم عن بعد ولكن نظرا لانتشار الأول فانه أعتبر في أحيان كثيرة مرادفا لتعلم عن بعد.

ومع الكارثة الصحية التي اجتاحت العالم كله بداية من شهر ديسمبر عام 2019 وهي جائحة فيروس كورونا بات موضوع التعليم عن بعد يفرض نفسه على 80% من طلاب العالم حالياً.

وبحسب منظمة اليونسكو، فإن مليار و37 مليون طالب لا يذهبون إلى مدارسهم بسبب الحجر الصحي، وقد أطلقت المنظمة تحالفاً عالمياً للتعليم من أجل دعم الدول في توسيع نطاق أفضل حلول التعلّم عن بُعد والوصول إلى الأطفال والشباب الأكثر عرضةً للخطر. فقد ألحق إغلاق المدارس بسبب الفيروس الضرر بأكثر من مليار ونصف المليار متعلّم موزّعين في 165 بلداً.

وقالت المديرة العامة لليونسكو، أودرى أزولاى، فى هذا السياق: «لم يسبق لنا أبداً أن شهدنا هذا الحد من الاضطراب في مجال التعليم»، وأضافت قائلة: «إنّ إقامة الشراكات هو سبيلنا الوحيد للمضي قدماً».

تحت عنوان “اضطراب التعليم بسبب فيروس كورونا الجديد والتصدي له”، ذكر تقرير لـ”اليونسكو” أن “انتشار الفيروس سجل رقمًا قياسيًّا للأطفال والشباب الذي انقطعوا عن الذهاب إلى المدرسة أو الجامعة.

تحول التعليم عن بعد من أسلوب “التلقين” إلى أسلوب “تفاعلي” مصحوب بمؤثرات بصرية وسمعية، تجعل من العملية التعليمية “الجامدة” عملية أكثر جذبًا

أسلوب تفاعلي

وبكل ما يمتلكه من موارد سمعية وبصرية ورسوم توضيحية وصور متحركة، تحول التعليم عن بعد من أسلوب “التلقين” إلى أسلوب “تفاعلي” مصحوب بمؤثرات بصرية وسمعية، تجعل من العملية التعليمية “الجامدة” عملية أكثر جذبًا، وتساعد الطلاب على الدخول إلى المحتوى دون التوقف عند عتبات رائحة الأوراق.

وتشير منظمة “اليونسكو” إلى أن ثروة الموارد التعليمية الرقمية قدمت طلبات جديدة على أنظمة ومؤسسات التعليم العالي، التي تشمل تطوير مناهج ابتكارية وبرامج دراسية ومسارات تعليمية بديلة وطرق التعليم العالي، وكل ذلك يمكن تيسيره عبر الإنترنت والتعليم عن بُعد والدورات القصيرة القائمة على المهارات.

اليونسكو تسعى لتشجيع التجربة بدول العالم مع استمرار الوباء

ووضعت المنظمة مجموعة من البرامج التي تساعد على التعلم عن بعد، ومنها تطبيق “بلاك بورد” (Black Board)، وهو تطبيق يعتمد على تصميم المقررات والمهمات والواجبات والاختبارات وتصحيحها إليكترونيًّا، والتواصل مع الطلاب من خلال بيئة افتراضية وتطبيقات يتم تحميلها عن طريق الهواتف الذكية.

وفي ظل جائحة كورونا فإن المغرب ومصر والأردن والجزائر وتونس وسوريا ودول الخليج وأخرى ، كلها بلدان استنجدت بالتعليم عن بعد لمحاولة إنقاذ الموسم الدراسي، معلنة عن مواقع خاصة تتيح للتلاميذ والطلبة متابعة دروسهم، أو عن الاستعانة بوسائل الإعلام الجماهيري كالقنوات والإذاعات الحكومية.

تشير منظمة “اليونسكو” إلى أن ثروة الموارد التعليمية الرقمية قدمت طلبات جديدة على أنظمة ومؤسسات التعليم العالي، التي تشمل تطوير مناهج ابتكارية وبرامج دراسية ومسارات تعليمية بديلة

ورغم أن دولاً عديدة استنجدت بالقنوات الحكومية التعليمية لتعميم الدروس، إلا أنه لا توجد أرقام حول حقيقة الإقبال على هذه القنوات التي لم تكن تحقق أرقام متابعة كبيرة في الأيام العادية، ولا يزال التعامل مع التلفزيون يتم على أساس أنه جهاز ترفيه.

التجربة السعودية واسعة وثرية

المملكة العربية السعودية كانت في مقدمة دول المنطقة والعالم التي طبقت نظام وآليات التعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا ، حيث قامت المملكة بالاستفادة بشكل كامل من تجربة التعليم عن بعد وفوائده العديدة كنظام تعليمي منتشر حول العالم، يوفر هذا النظام الوقت والتكاليف وتمنح تجربته فرصة لتحويل المناهج إلى الأسلوب الإلكتروني، حيث يعتبر التعليم عن بعد من الأساليب الحديثة والتي أثبتت جدارتها، حيث تعتمد المملكة ووزارة التعليم السعودية عدة أنظمة مساندة لتنظيم العملية التعليمية عن بعد، والتي تشمل نظام نور ونظام فارس ونظام مدرستي، بالإضافة إلى نظام تواصل لتسهيل التواصل مع الوزارة والعاملين بها.

المملكة العربية السعودية كانت في مقدمة دول المنطقة والعالم التي طبقت نظام وآليات التعليم عن بعد في ظل جائحة كورونا

منصات تعليمية سعودية مجانية

وقد تم اعتماد منصات تعليمية في السعودية تكون بمثابة بدائل رقمية للتعليم عن بعد، بحيث تكون مجانية وسهلة لتوفر الحلول المناسبة للتعليم في هذه الفترة:

منصة مدرستي:

وهي منصة قامت بالإعلان عنها وزارة التعليم السعودية للتعليم عن بعد، حيث تقدم هذه المنصة محتوي تعليمي ومجموعة من الأنشطة التعليمية مما يجعلها منصة تفاعلية، كما تقدم خدمات تعليمية ومحتوى رقمي يسهم في الحفاظ على استمرار المسيرة التعليمية خلال هذا الفصل الدراسي عن بعد.

منصفة vschool: وهي منصة تعليمية متوفرة مجاناً في السعودية، حيث تحتوي على المواد التعليمية والأدوات المناسبة لتقديم الاختبارات والفروض الدراسية.

بوابة التعليم الوطنية عين: وهي أيضاً منصة مجانية توفر أدوات ومحتوى تعليمي مناسب.

منصة Vschool:

تعرف بمنصة المدرسة الافتراضية، وهي واحدة من المنصات المعتمدة من وزارة التربية والتعليم في السعودية، لتكون من الطرق البديلة لتوفير التعليم والمناهج الدراسية للطلبة عن بعد، حيث تتمتع هذه المنصة بقدرتها على تسهيل التواصل بين الطالب والمعلم، وكذلك بين أولياء الأمور وإدارة المدرسة، وهي من المنصات التي توفر المناهج والخدمات التعليمية بسهولة للطالب في أي وقت عبر الإنترنت.

منصة بياناتي:

هي منصة مخصصة لوزارة الخدمة المدنية في المملكة العربية السعودية، وهي عبارة عن قاعدة بيانات تحتوي على المعلومات الصحيحة والدقيقة لكل الأشخاص المنتسبين إلى الوزارة، وهي منصة تم تجهيزها للمواطنين الذين يعملون ضمن وظائف خاضعة لنظام التقاعد المدني، حيث تساعد هذه المنصة المواطنين على إدخال جميع معلوماتهم الوظيفية والتأكد من صحة المعلومات.

نظام نور:

وهو نظام قامت بإعداده وزارة التعليم في السعودية من أجل إدخال درجات الطلاب والطالبات وتدقيقها إلكترونياً، ويغطي النظام جميع المدارس التي تشرف عليها الوزارة، ويهدف إلى إيجاد نظام معلوماتي شامل للعملية التعليمية بأحدث التقنيات والأساليب التكنولوجية، حيث يوفر نظام نور إمكانية تسجيل الطلبة في الصف الأول الابتدائي إلكترونياً، كما يسهل على المدراء وموظفي المدارس التحكم بعملية القبول والاختبارات، كما يسمح لأولياء الأمور بتقديم طلبات التسجيل للطلبة في المدارس الابتدائية.

التعليم عن بعد يتيح خيارات متعددة في المقررات الدراسية وتبادل الخبرات

نظام مدرستي:

هو النظام الأول في المملكة العربية السعودية الذي يساعد المدارس للانتقال إلى النظام الرقمي والتعليم عن بعد، حيث يتوفر على شكل تطبيق يحتوي على العديد من المميزات التعريفية والتفاعلية للطلبة بطريقة احترافية، تسهل التواصل بين المعلم والطالب وأولياء الأمور دون الحاجة إلى زيارة المدرسة.

نظام فارس:

نظام فارس للخدمة الذاتية هو نظام مرتبط بالخدمة المدنية في وزارة التعليم السعودية، وهو مخصص للموظفين والموظفات والمعلمين والمعلمات، ليستفيدوا من الخدمات الخاصة بهم كالترقية والبدلات والإجازات أو طلبات التقاعد إلكترونياً دون الحاجة للذهاب إلى أي مكان، كما يسهل على المعلمين وموظفي التعليم الحصول على كشف حساب الراتب وخدمات تمديد الإجازات وغيرها.

وقد كشف وزير التعليم في السعودية رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للتعليم الإلكتروني حمد آل الشيخ، أن التعليم الإلكتروني بعد أزمة كورونا لن يكون كما هو الحال قبلها، مشيداً بدور المركز الوطني للتعليم الإلكتروني قبل وخلال هذه الأزمة.

وأكد حمد آل الشيخ أن المركز سيكون له دورٌ أكبر خلال الفترة المقبلة، خاصة مع المستجدات الأخيرة، ومع التوجه العالمي المتسارع نحو التعليم الإلكتروني وتقنياته باعتباره خياراً مستقبلياً، وليس مجرد بديلٍ للحالات الاستثنائية، داعياً إلى ضرورة توثيق تجربة التعليم الإلكتروني في السعودية خلال هذه الفترة، سواء التعليم الجامعي أو العام.

التجربة المصرية

وفي مصر سارعت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بالتوجه إليه من خلال بنك المعرفة المصري كوسيلة للتغلب على تعليق الدراسة بها لمدة أسبوعين.

وكذلك منصة “إدمودو” (Edmodo)، وهي منصة اجتماعية مجانية توفر للمعلمين والطلاب بيئةً آمنةً للاتصال والتعاون، وتبادل المحتوى التعليمي وتطبيقاته الرقمية، إضافة إلى الواجبات المنزلية والدرجات والمناقشات. وتطبيق “إدراك”، المعني بتعليم اللغة العربية عبر الإنترنت، وتطبيق “جوجل كلاسروم” (Google Classroom)، الذي يسهِّل التواصل بين المعلمين والطلاب سواء داخل المدرسة أو خارجها، وقد لجأت بعض الكليات المصرية –ومنها كلية الصيدلة بجامعة القاهرة- إلى توفير الاشتراك به (مجانًا) لكل طلابها كوسيلة للتعلم عن بعد، وتطبيق “سي سو” (seesaw)، وهو تطبيق رقمي يساعد الطلاب على توثيق ما يتعلمونه في المدرسة وتقاسمه مع المعلمين وأولياء الأمور وزملاء الدراسة، وحتى في العالم، وتطبيق Mindspark، الذي يعتمد على نظام تعليمي تكيُّفي عبر الإنترنت، يساعد الطلاب على ممارسة الرياضيات وتعلمها.

التجربة الإماراتية

وفي دولة الإمارات العربية المتحدة أطلقت وزارة التربية والتعليم حزمة مبادرات فوفرت الوزارة منصات تعليمية وبرامج تضمن سير العملية التعليمية بنظام “التعلم الهجين”.

وأكدت الوزارة على انخراط المدارس الخاصة في دورات تدريبية بهدف ضمان العودة الآمنة للطلبة في ظل الظروف الاستثنائية، والحفاظ في الوقت نفسه على أمن وسلامة طلبتنا والمجتمع المدرسي، وعملت الوزارة على تحسين تجربة التعليم عن بُعد في الدولة وتطويرها واستحداث «التعلم الهجين»، من خلال إضافة حلول ذكية وتطبيقات تفاعلية لمختلف المراحل الدراسية.

وطورت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي عقود أولياء الأمور لتتماشي مع الظروف الاستثنائية التي يمر بها التعليم خلال جائحة كوفيد – 19، حيث أتاح العقد الجديد لأولياء الأمور مرونة في اختيار الأسلوب التعليمي المفضل لأبنائهم سواء بمواصلة تعليمهم عن بُعد، أو اختيار أساليب تعليمية بديلة مع بداية العام الدراسي الجديد، ومن خلال هذا العقد، يؤكد أولياء الأمور خياراتهم بشأن الأسلوب التعليمي المفضل لأبنائهم، وتلقى أولياء الأمور رسالة نصية أو بريداً إلكترونياً لتأكيد اختياراتهم وذلك قبل انطلاقة العام الدراسي.

وجاءت صياغة العقد بين ولي الأمر والمدرسة، ليضمن للطرفين مسؤولياتهم وواجباتهم، ويصب في مصلحة المدارس وعائلات الطلبة، إذ يحكم العلاقة بينهما بأحكام وشروط واضحة في صيغ تلزم الطرفين بكل شفافية ووضوح، من شأنها ضمان تقديم خبرات تعليمية فعالة للطلبة تنطلق من توفير التنشئة السليمة لهم.

كما بدأت مدارس خاصة باستخدام الكتب الإلكترونية بشكل كامل، عوضاً عن الورقية، وذلك ضمن خطط تطوير نظام التعلم عن بعد، حيث دعت هذه المدارس، أولياء الأمور إلى تحميل تطبيق ما يعرف بـ «e book»، ضمن سياسة متبعة للتحديث المستمر للنموذج التعليمي، الذي بدأته منذ سنوات قليلة، مؤكدة أن هذه الخطوة، تأتي أيضاً في سياق تعليمات الجهات المعنية، والإجراءات الوقائية والاحترازية.

رغم انتشار استخدام الانترنت في المنطقة، إلّا أن العديد من الدول لم تختبر سابقاً التقنيات التي يتيحها التعليم الإلكتروني، ولا تزال التجارب العربية متواضعة جدا

شكوك وقلق الخبراء

غير أن شكوكاً كبيرة تراود المتابعين لهذه العملية، ليست الشكاوى على المنصات الاجتماعية إلا تجلياَ لها، وأكبر العراقيل ضعف الأوضاع المعيشية لجزء كبير من السكان وعدم وصول تغطية الانترنت إلى كل المناطق في البلاد، وعدم قدرة وسائل الإعلام الجماهيري على خلق تفاعل شبيه بما يجري في الفصول التقليدية، فضلاً عن مشاكل هيكلية تعاني منها الأنظمة التعليمية العربية التي يقبع غالبها في أسفل السلم بمؤشرات التعليم الدولية..

فرغم انتشار استخدام الانترنت في المنطقة، إلّا أن العديد من الدول لم تختبر سابقاً التقنيات التي يتيحها التعليم الإلكتروني، ولا تزال التجارب العربية متواضعة جدا، ولا تتركز الناجحة منها جزئياً إلّا في بعض الدول النفطية الغنية، بل لم تستطع دول عربية كثيرة حتى إدخال التعليم عن بعد في النظام الجامعي، رغم أن جامعات عريقة عبر العالم اعتمدت المحاضرات الرقمية منذ أكثر من عقد.

أما عن إيجابيات وسلبيات التعلم عن بعد يمكن القول بأن إيجابيات هذا النظام أكثر بكثير من سلبياته، وهذا يعد دليل على أنه يُعد أحد الإنجازات الهامة التي أتاحت فرص عديدة ومختلفة للأفراد لاكتساب المهارات المعرفية، حيث تتوضح إيجابيات التعلم عن بعد فيما يأتي:

إيجابيات التعلم عن بعد

 تكمن إيجابيات التعلم عن البعد بالميّزات التي يحصل عليها المتعلم خلال هذه التجربة والتي لا تكتمل إلا بعد أن يقوم المعلم أو المحاضر بالعمل على إيصال المعلومة عن بعد بالطريقة السليمة:

  1. توفر دورات مختلفة ومتنوعة تعرض معلومات وتدريب قد لا تكون متوفرًا أو متاحًا محليًا.
  2. عدم التقيد بموعد المحاضرة أو وقت استراحة معين، مما يتيح للطالب فرصة لتحديد الوقت والزمن الذي يتناسب مع ظروفه في التعلم.
  3. تكلفته أقل فلا يحتاج الطالب لدفع تكاليف المواصلات أو الحاجة إلى تغيير مكان السكن تبعًا لموقع الجامعة، وبالتالي تحمل أعباء تلك التغيرات.
  4. قد يتيح التعلم عن بعد فرصة للتعرف على أشخاص من مناطق وجنسيات مختلفة، وذلك إذا دعت الحاجة إلى تنفيذ مشاريع معينة بمشاركة الأشخاص المنضمين إلى الدورة أو المحاضرة.
  5. يمكن التسجيل في الدورات المختلفة حسب رغبة الشخص وميوله، فلا حاجة لأن يكون صاحب اختصاص أو صاحب خبرة بمجال معين. يمكن التواصل مع المدرس بشكل مباشر ومناقشته وطرح الأفكار والآراء المختلفة والمتنوعة ومناقشتها والتركيز على المهم منها، مما يعزز من تطوير مهارة حل المشكلات لدى الفرد، ويزيد من فرص الإنتاج والإبداع.

سلبيات التعلم عن بعد

 أما سلبيات التعلم عن بعد فمنها:

  1. انخفاض التفاعل بين الطلاب بعضهم البعض، وفقدان الجو العام للمحاضرات، وتفضيل بعض الطلاب المحاضرات التقليدية.
  • كما قد يجد البعض صعوبة في التعلم الذاتي، غير أن هناك أشخاص لا تتوفر لديهم الإمكانيات والدعم اللازمة للحصول على هذا النوع من التعليم.
  • وتسود مخاوف من أن يساهم التعليم عن بعد في تقوية التفاوت الطبقي بين السكان، فأبناء الطبقة الغنية يتوفرون على التجهيزات المطلوبة، وباستطاعتهم حتى الاستفادة من دروس خصوصية داخل منازلهم في أوقات الحجر الصحي (رغم محاولة عدة بلدان منع هذه الدروس خلال هذه الفترة)، وهو ما يُحرم منه أبناء الطبقة الفقيرة الذين لا يجدون سوى المدارس العمومية لأجل التعلّم، كما توجد إشكالية أخرى تتعلّق بالأطفال الذين يعانون مشاكل في النظر أو السمع، إذ لم يتم بعد توفير حل تقني يتيح لهم كذلك الاستفادة من التعليم عن بعد.

شروط نجاح التعليم عن بعد

 وتجدر الإشارة إلى أن هناك بعض الشروط التي يجب أن تتحقق من أجل نجاح التعلم عن بعد، والتي تؤثر بشكل مباشر على إثراء العملية التعليمية، ويمكن تلخيص شروط نجاح التعليم عن بعد كما يأتي:

  1. أن يكون النظام التعليمي المستخدم سهل الاستخدام.
  2. ان يكون المعلم ذو كفاءة عالية وعلم باستراتيجيات التدريس الفعال.
  3. توافق وانسجام الطلاب مع أسلوب المعلم .
  4. وجود دافع ورغبة لدى الطالب للتعلم. وضوح خصائص نظام التعلم عن بعد والتي تميزه عن التعلم التقليدي.

زر الذهاب إلى الأعلى