البروفسير السعودي الكبير د. عبد الله الربيعة يلتقي السيامي المصري “حسن ومحمود” بعد سنوات من عملية فصلهما
في عام 2009 كان التوأم المصري “حسن ومحمود”, حديث العالم, حيث ولدا بالتصاق في بعض أعضاء الجسم, وأجريت لهما عملية ناجحة لفصل الالتصاقات في الأمعاء والمسالك البولية والتناسلية والحوض بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض. تحت قيادة البروفسير العالمي, السعودي الكبير د. عبد الله الربيعة, أحد رواد جراحات فصل التوائم السيامي, والذي استقبلهما مؤخراً (وهو حالياً المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية)، بمقر المركز في الرياض.
وعلى هامش هذا الاستقبال أكد الدكتور الربيعة أن المملكة ستظل الظل الوارف لكل المحتاجين والمتضررين في شتى أنحاء العالم، مبينًا أن برنامج فصل التوائم يعد امتدادًا لما تقوم به المملكة من جهود إنسانية كبيرة لرفع معاناة الإنسان أينما كان بتوجيهات كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله -.
وقدم والدا التوأم المصري الشكر والعرفان للمملكة حكومة وشعبًا على تسخير الجهود اللازمة لإجراء عملية فصل ابنيهما وعلاجهما على يد فريق طبي متخصص مشهود له بالكفاءة والمهنية، الأمر الذي أثمر عن تحسن وضعهما الصحي بشكل مضطرد، مشيدين بالرعاية السامية التي يحظى بها برنامج فصل التوائم السعودي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله -.
يذكر أن الدكتور الربيعة هو الوزير السادس عشر في تاريخ وزارة الصحة السعودية وقد تولى حقيبة الصحة من 14 فبراير 2009 إلى 21 أبريل 2014، وكان صاحب ألمعية في مجال تخصصه النادر واحتفاء العالم بنبوغه ومساهماته في جراحة فصل التوائم السيامية الدقيقة.
وبفضل الدكتور الربيعة برزت المملكة العربية السعودية كدولة رائدة في مجال فصل التوائم والذي تمت على يده أول عملية فصل توائم ملتصقة ناجحة في مستشفى الملك فيصل التخصصي، في 31 ديسمبر 1990، وكانت لتوأم سيامي ملتصق في منطقة البطن.
بعد ذلك واصل الدكتور الربيعة إجراء عمليات مماثلة فنجح بعد 18 ساعة متواصلة من الجراحة في فصل التوأم السوداني “سماح وهبة” اللتين كانتا ملتصقتين في البطن والحوض وأسفل الصدر، بعد ذلك أجرى عملية ثالثة وكانت لفصل التوأم السعوديتين “سمر وسحر” الملتصقتين في أسفل الصدر والبطن والحوض أيضاً.
بعد هذه النجاحات والتى كانت حديث العالم, انتقل الدكتور الربيعة إلى مدينة الملك عبدالعزيز الطبية لإجراء المزيد منها، فأجرى عمليته الرابعة وكانت للتوأم السعوديين “حسن وحسين” الملتصقين في أسفل البطن والحوض، وأتبعها بعملية خامسة لفصل التوأم السودانيتين “نجلاء ونسيبة” المشتركتين في الكبد. ثم استقبل التوأم الماليزي “أحمد ومحمد” وأجرى لهما عملية فصل ناجحة استغرقت 23 ساعة، وأتبعهما بعملية فصل التوأم المصريتين “تاليا وتالين”، والتي نقلت لأول مرة تلفزيونياً على الهواء مباشرة.
ثم قام بعملية لفصل التوأم الفلبيني “برنسس آن وبرنسس ماي”، والتي استغرقت 8 ساعات بدلاً من 16 ساعة كانت مقررة، فعملية فصل البولنديتين “أولغا وداريا”، فعملية فصل المصريتين “آلاء وولاء”، فالمغربيتين “حفصة وإلهام”، فالعراقيتين “فاطمة وزهرة”، فالكاميرونيين “فينبو وشفينبو” فالسعوديين “عبدالله وعبدالرحمن”، فالعراقيين “إياد وزياد”، فالمغربيتين “سعدية وعزيزة”، فالأردنيين “محمد وأمجد”، فالسعوديتين “ريم ورنا”، فالجزائريتين “سارة وإكرام”. ومن المعروف إن بعض العمليات التي أجراها الربيعة كانت لفصل توائم طفيلية غير مكتملة، لكن معظمها كانت لفصل توائم سيامية كاملة. كما واجهته حالات لم تكن قابلة للفصل.
الرقم القباسي
وبحلول ديسمبر 2019 كان الربيعة قد حطم الرقم القياسي في فصل التوائم السيامية، حيث نشرت قناة ABC News الأمريكية تقريراً قالت فيه إن الربيعة أجرى على مدار 30 عاماً 48 عملية من هذا النوع الأكثر تعقيداً في العالم لفصل توائم ملتصقة ولدت لعائلات فقيرة من مختلف دول العالم، كان آخرها عملية لفصل التوأم الليبي “أحمد ومحمد”.
وأضاف التقرير أنه لا يوجد جراح في العالم كله تجاوز الربيعة في عدد عمليات فصل التوائم، إلى درجة أن ابنتيه التوأم غير الملتصقتين تعتقدان أنهما ربما خضعتا لعملية جراحية من هذا النوع.
عن السيامي
والمعروف أن التوائم السيامية ظاهرة نادرة يقدر حدوثها ما بين 1 لكل 49 ألف ولادة و1 لكل 189 ألف ولادة معظمها في جنوب شرق آسيا وأفريقيا والبرازيل. كما أن المعروف أن ما يقارب نصف التوائم السيامية تموت في الرحم قبل الولادة، أما النصف الآخر فيولد مع تشوهات يصعب العيش معها بدليل أن معدل بقائها على قيد الحياة لا يتجاوز 25%.
ومما لوحظ في هذا النوع من العمليات تدرجها من السهل إلى الصعب اعتماداً على مكان التصاق التوأم والأعضاء الحيوية التي يشتركان فيها، لذا فإنها في الغالب الأعم محفوفة بالمخاطر، ما يتطلب في بعض الأحيان التضحية بأحد التوائم من أجل حياة الآخر خصوصاً في حال اشتراكهما في الرأس.
وجدير بالذكر ان مصطلح التوائم السيامية منسوبة إلى سيام وهو الاسم القديم لمملكة تايلاند التي شهدت أول حالة لولادة توأم ملتصق ــ إنغ وتشانغ ــ في مدينة ميلانغ على بعد 60 ميلاً إلى الغرب من بانكوك في مايو 1811، علماً أن إنغ وتشانغ عاشا ملتصقين من الصدر إلى السرة حتى وفاتهما عام 1874، وتزوجا بأختين وعملا في التجارة والفلاحة والعروض المسرحية وأنجبا أطفالاً بفارق ثمانية أيام عن بعضهما بعضاً وهاجرا للعيش في الولايات المتحدة.