اعتبارات يجب الأخذ بها عند تصميم الأنشطة الخاصة بالمعوقين فكرياً
تضم المدارس الابتدائية بالتعليم العام العديد من التلاميذ الذي لا يستفيدون بشكل مناسب من البرامج التربوية التى تقدم لهم فى فصولهم, وذلك إما عجزاً أو قصوراً فى قدراتهم العقلية أو التحصيلية مما يترتب عليه مشاكل فى التحصيل التعليمي والدراسي ومتابعة المعلم, الأمر الذي يترتب عليه تكرار رسوبهم واستبعادهم من المدارس. ولكن حين ظهر ميدان التربية الخاصة تلقى هؤلاء التلاميذ الرعاية المناسبة, حيث تم تشخيص مشاكلهم الأكاديمية والسلوكية فى مراحلها الأولى وتم تقديم الخدمات العلاجية والتربوية الملائمة فى نطاق المدارس أو الفصول الخاصة أو البرامج الملحقة بمدارس التعليم العام.
اهتمت الدول المتقدمة بالمعوقين باعتبارهم مواطنين لهم الحق فى التعليم وجزء من المجتمع, وأصبح تأهيلهم وتدريبهم وتحديداً فئة القابلين للتعلم واجباً وطنياً وحقاً طبيعياً لهم يتساوون من أقرانهم العاديون فى الفرص التعليمية والتربوية.
وعند الحديث عن المعوقين فى هذا التقرير فنحن نقصد هنا فئة التلاميذ القابلين للتعلم من ذوي الإعاقة الفكرية البسيطة والمستوى الأعلى من فئة الإعاقة الفكرية المتوسط. وعادة ما يكونوا عاديين فى مظهرهم ولا تبدوا عليهم دلائل مرضية او إصابات بيئية.
أسباب الفشل الدراسي والعلاج
يرجع فشل المعوقين فكرياً فى اجتياز مناهج وبرامج التعليم العام المقررة فى صفوف التعليم العام عند التحاقهم بالمدارس العادية إلى أن هذه المناهج والأنشطة غير مناسبة لقدراتهم, فقد تم إعدادها وفقاً لمتوسطي قدرات التلاميذ العاديين, لذا فإنهم بحاجة لخدمات التربية الخاصة وإلى تدخل فريق العمل بالمدرسة المكون من معلمي التربية الخاصة والأخصائي النفسي ومدير المدرسة والأخصائي الاجتماعي والمرشد الطلابي وولي أمر التلميذ, وقد يواجه معلم التربية الخاصة صعوبات عند تصميمه أنشطة تعليمية مشوقة ومبتكرة لتلاميذه, بسبب التباين فى قدرات وحاجات تلاميذه وفى هذه السطور سنذكر بعض الاعتبارات التى يجب تطبيقها فى الأنشطة المصممة للمعوقين فكريا.
من الأهمية بمكان تحديد الأهداف الرئيسية عند تصميم الأنشطة, ومناسبتها وارتباطها بالأهداف السلوكية, ويجوز أن يخدم النشاط الواحد عدة أهداف وأن يكون للهدف الواحد عدة أنشطة, ولهذا فإن تصميم الأنشطة التعليمية يجب أن تكون هادفة ومشوهة.
ومن الاعتبارات يجب تطبيقها فى الأنشطة المصممة للمعوقين فكريا. وضوح النشاط التعليمي وقلة عناصره خاصة فى الأنشطة الجديدة, وأن تكون معظمها من خبرات المعوق التى طبقها ومر بها.
كما يجب أن تكون الأنشطة مختصرة ووفق نقاط محددة ينتهي منها التلاميذ فى حدود 15 إلى 30 دقيقة لضمان اشتراكهم فى العناصر المهمة, ويفضل أن تنتهى الأنشطة مبكراً حتى لا يُضطر إلى تكملته فى وقت آخر.
كما يجب تسلسل الخطوات فى الأنشطة المقدمة, وتقديم المهارات القبلية بناء على ما سبق تعليمه. ومن الأهمية بمكان ونحن نتحدث عن الاعتبارات التى يجب تطبيقها فى الأنشطة المصممة للمعوقين فكريا, تصميم الأنشطة بطريقة يستطيع التلميذ النجاح فيها, الأمر الذي سيعزز ثقة التلميذ فى نفسه ويحفزه لمواصلة الأداء الجيد الذي سينعكس عليه بصورة إيجابية, فتكرار الفشل والإخفاق مشكلة تواجه المعوقين فكرياً عند أداء المهارة.
ويجب أن تشتمل الأنشطة على ألعاب وتدريبات تعليمية متنوعة. وان تربط الأنشطة كل مادة بالمهارات الوظيفية التى يحتاجها التلميذ فى حياته العادية, فهناك القراءة الوظيفية والرياضيات الوظيفية المرتبطة بالاستقلالية ومهارات الحياة اليومية للتلميذ وهكذا في بقية المواد كالكتابة والعلوم والمواد الدينية..
ومن الأهمية بمكان وجود فاصل زمني بين كل نشاط وآخر, لكسر حالة الملل وتعميم الخبرة وتحفيز التلميذ وإثارة عملية التعلم لديه.
ويجب أن يقدم النشاط فردياً أو فى مجموعات متجانسة خاصة تلك التى يستمتع أفرادها بتفاعلهم مع بعضهم البعض, حيث يفضل بعض التلاميذ العمل بمفردهم, وعلى المعلم مراعاة الفروق الفردية بين تلاميذه.
وفى الأخير, يجب مراعاة أن تكون الأنشطة التعليمية ذات صبغة ترفيهية بقدر الإمكان, وقد أثبتت الدراسات ان التعليم بالترفيه من أفضل طرق التعليم التى يستمتع بها التلميذ, حيث يكتسب التلميذ المهارات التعليمية بطريقة محببة ومشوقة.