ارتفاع درجات حرارة البحر الأبيض المتوسط: مؤشر جديد على التغير المناخي وعواقبه المحتملة
يشهد البحر الأبيض المتوسط حالياً ظاهرة غير مسبوقة تتمثل في “اختلال” كبير بدرجات الحرارة، وهو ما يعد مؤشراً قوياً على التغير المناخي وتداعياته المحتملة. وفي مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية»، صرّح روماريك سينوتي، الخبير لدى هيئة «ميتيو فرنس» للأرصاد الجوية، بأن هذه الزيادة في درجات حرارة المياه قد تكون نذيراً لعواقب بيئية خطيرة.
ارتفاع قياسي في درجات حرارة البحر الأبيض المتوسط
في بداية هذا الأسبوع، تم تسجيل درجة حرارة سطحية تتجاوز 30 درجة مئوية في البحر الأبيض المتوسط، تحديداً قبالة سواحل موناكو. وعلى الرغم من أن السجلات الحالية للعوامات التي تقيس درجات الحرارة محدودة ببيانات منذ عام 2014، إلا أن هذا الارتفاع يُعد استثنائياً، حيث تتجاوز درجات الحرارة الحالية المعدل المعتاد بنحو 4 درجات مئوية. عادةً، تكون درجات حرارة مياه البحر الليغوري في هذا الوقت من السنة حوالي 26 درجة مئوية، ما يجعل هذه الظاهرة غير طبيعية وتستدعي الانتباه.
الأسباب وراء ارتفاع درجات حرارة البحر الأبيض المتوسط
هذا الارتفاع في درجات الحرارة يُعزى إلى موجات الحر المتكررة والمستمرة، حيث يؤدي التبادل الحراري بين الهواء والماء إلى تسخين المياه بشكل تدريجي. يعتبر البحر الأبيض المتوسط “نقطة ساخنة” للتغير المناخي، وهو مكان يظهر فيه التأثير المتزايد لهذا التغير بشكل جلي، خاصة فيما يتعلق بدرجات حرارة المياه التي تفوق المعدلات المعتادة.
العواقب البيئية المحتملة
تؤدي زيادة درجات حرارة البحر إلى العديد من التأثيرات الفيزيائية، بما في ذلك تمدد المياه وارتفاع مستويات البحر، وهو ما قد ينعكس على المناطق الساحلية. كما يؤدي ارتفاع درجة حرارة المياه إلى زيادة معدلات التبخر، ما يزيد من احتمالات هطول الأمطار الغزيرة، خاصة في مناطق مثل جنوب فرنسا.
إضافةً إلى ذلك، تمتص المحيطات والبحار نحو 90% من الحرارة الزائدة في الغلاف الجوي. وبالتالي، فإن احترار البحار يعزز من تطرف الظواهر الجوية، مثل العواصف العنيفة والأمطار الغزيرة، ما يجعل مراقبة درجات حرارة المحيطات أمراً بالغ الأهمية لفهم التغير المناخي وتوقع تأثيراته المستقبلية.