الدمج والإعاقة

ابتكار تقنية ثورية وخارقة من شأنها القضاء على الشيخوخة

تعتبر الشيخوخة حقيقة بيولوجية ولها طريقتها المعينة في الحدوث خارج نطاق التحكم البشري. وتحدث الشيخوخة على مستوى التغيرات الجسدية كنتيجة لتراكم كميات كبيرة من نواتج تفاعلات الجزيئات والخلايا بمرور الوقت؛ مما يؤدي إلى تضاؤل تدريجي في القدرات الجسدية والنفسية، وزيادة احتمالية الإصابة بالأمراض، ولكن هذه التغييرات ليست حتمية، فقد يصل بعض الأشخاص إلى عمر السبعين وهم يتمتعون بصحة جيدة، بينما بعضهم يصيبهم الوهن ويحتاجون إلى رعاية الآخرين. ومؤخراً تمكن فريق علمي من جامعة كامبريدج البريطانية من ابتكار تقنية ثورية وخارقة من شأنها أن تقضي على الشيخوخة وتعيد الكهول ليصبحوا شباباً من جديد، وهو ما يمكن أن يشكل طفرة طبية جديدة على مستوى العالم.

وقال العلماء إنهم نجحوا في إعادة برمجة خلايا جلد لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 38 و53 عاما لجعلهم «أصغر سنا» بمقدار 30 عاماً، حسب ما نقلت جريدة «دايلي ميل» البريطانية.

وحسب الباحثين ستساهم هذه الطريقة في إعادة عقارب الساعة القديمة إلى الوراء أكثر من طرق إعادة البرمجة السابقة، من دون الإضرار بالخلايا، حيث استطاع العلماء استعادة الوظائف التي فقدت في الخلايا القديمة.

وأظهرت نتائج البحث الأولية أن هذه التقنية يمكن أن تحدث ثورة في الطب التجديدي، خاصة إذا أمكن تكرارها في أنواع الخلايا والأنسجة الأخرى في الجسم، كما يزعم الباحثون. وأصبحت الخلايا المسنة في التجارب الجديدة أشبه بخلايا الجلد المسماة الخلايا الليفية التي تنتج الكولاجين، وهو بروتين يربط الجسم ببعضه البعض ويحافظ على قوته.

ويتناقص عدد الخلايا الليفية في جلد الإنسان تدريجيا مع تقدم العمر، وتصبح هذه الخلايا أيضا ذابلة مع تقدمنا في السن.

وتم إجراء البحث الجديد في معهد بابراهام، وهو معهد لبحوث علوم الحياة في كامبريدج، ونشر في مجلة «eLife».

وقال الدكتور ديلجيت جيل من معهد بابراهام حيث تم إجراء البحث: «تمثل نتائجنا خطوة كبيرة إلى الأمام في فهمنا لإعادة برمجة الخلايا، لقد أثبتنا أن الخلايا يمكن أن تتجدد دون أن تفقد وظيفتها وأن التجديد يسعى لاستعادة بعض الوظائف للخلايا القديمة».

وأضاف جيل: «حقيقة أننا رأينا أيضا انعكاسا لمؤشرات الشيخوخة في الجينات المرتبطة بالأمراض تعد واعدة بشكل خاص لمستقبل هذا العمل».

وينشغل الباحثون والعلماء في عمل مضني من أجل التوصل إلى علاج للشيخوخة، حيث كان فريق علمي في كوريا الجنوبية قد أعلن في العام 2020 اكتشاف إنزيم جديد مضاد للشيخوخة من شأنه أن يطيل عمر الإنسان ويكافح الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، وتمت تجربته بنجاح في المختبرات.

وقام الفريق التابع للمعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا بتعديل إنزيم مضاد للشيخوخة بنجاح وتجربته على الديدان المخبرية، ونجح الباحثون في التحكم بعمر هذه الديدان المخبرية عن طريق زيادة أو إنقاص نسبة هذه الإنزيمات في أجسامها، ما يمثلا تطورا كبيرا من شأنه أن يفتح آفاقا واسعة في مجال تصنيع العقاقير المؤخرة لأعراض وأمراض الشيخوخة.

ويسمح الإنزيم الذي تم تعديله من قبل الباحثين للديدان المستديرة بتحويل السكر إلى طاقة عندما تنخفض الطاقة الخلوية، واستطاع الفريق إيجاد طريقة للسيطرة عليه.

وحسب البحث فقد نجح العلماء في زيادة أعمار الديدان المستديرة في المختبرات، وهي ديدان خيطية طويلة يتم استخدامها بشكل شائع في الاختبارات المعملية، حيث نجحوا في إطالة أعمارها بعد القيام بعدة تعديلات على البروتينات المشاركة في إنتاج الطاقة في الخلايا.

زر الذهاب إلى الأعلى