الابتكارات في مجال الإعاقةالدمج والإعاقة

أول عملية زراعة وجه وعينين في العالم: إنجاز تاريخي يفتح آفاقاً جديدة في الجراحة

نجح فريق جراحي في تحقيق إنجاز تاريخي بإجراء أول عملية زراعة كاملة للوجه والعينين في العالم، مما يمثل قفزة هائلة في مجال الجراحة وزراعة الأعضاء. أُجريت هذه العملية الرائدة على المحارب القديم آرون جيمس، البالغ من العمر 46 عامًا من ولاية أركنساس، والذي تعرّض لإصابات خطيرة في الوجه والعينين جراء حادث كهربائي.

تفاصيل العملية الجراحية

بقيادة الدكتور إدواردو دي رودريغيز، المدير الطبي لبرنامج زراعة الوجه في مركز “لانغون هيلث” التابع لجامعة نيويورك (NYU Langone Health)، شارك أكثر من 140 متخصصاً طبياً في هذه العملية التي تُعتبر خطوة غير مسبوقة في عالم الجراحة. باستخدام تقنيات متطورة في الجراحة المجهرية للأوعية الدموية، تمكن الفريق من إعادة تدفق الدم إلى الوجه والعين المزروعين، مما يضمن استمرارية وظائفهما الحيوية.

تقدم كبير في مجال زراعة الوجه

في حين أن الهدف الأساسي للعملية لم يكن استعادة البصر، إلا أن العملية تمثل تطوراً مهماً في مجال زراعة “الأنسجة المركبة المُغذّاة بالأوعية الدموية” (VCA)، والتي تشمل زراعة أنواع متعددة من الأنسجة مثل الجلد، العضلات، الأعصاب، وحتى العظام. هذا التحدي الكبير يتطلب توفير تدفق دم مستمر إلى الأنسجة للحفاظ على وظائف الأعضاء المزروعة.

الابتكار في الجراحة

ركّز الفريق الجراحي على تحسين تدفق الدم إلى الأنسجة المزروعة، بما في ذلك العين، عبر تحويل مسار الأوعية الدموية. طوّر الأطباء تقنية تربط الأوعية الدموية القريبة بشرايين وأوردة العين، لضمان بقاء العين المزروعة بحالة جيدة حتى وإن لم يتمكن المريض من استعادة بصره.

ما وراء الزراعة: مستقبل جديد لزراعة العيون

على الرغم من أن المريض آرون جيمس لم يستعد بصره بعد، فإن العملية تؤكد أن زراعة العين بالكامل والحفاظ على وظائفها الحيوية للأمد الطويل أصبحا ممكنين. كما أشار الدكتور بروس جيلب، أستاذ مشارك في قسم الجراحة بكلية طب جروسمن بجامعة NYU، إلى أن هذا الإنجاز الكبير يمهد الطريق لإمكانيات مستقبلية في زراعة العيون وإعادة الرؤية للمرضى.

تمثل هذه العملية التاريخية نقطة تحول في عالم الجراحة، حيث تفتح أبواب الأمل لمزيد من التطور في عمليات زراعة الوجه والعينين. النجاح في الحفاظ على استمرارية وظائف الأنسجة المزروعة يعد إنجازاً مهماً ليس فقط على المستوى الطبي، ولكن أيضاً على مستوى تحسين جودة حياة المرضى الذين فقدوا الأمل في استعادة مظهرهم ووظائفهم الحياتية.

زر الذهاب إلى الأعلى