يوم في مركز استقبال المعنفات
روبرتاج : سارة توكر
نحن لا ننسى الألم نتركه جانبا فقط،
كأني سمعتهن يرددن ذلك من قصيدة “انتظرها” للشاعر الفلسطيني محمود درويش، هن أيضا كن في قاعة الانتظار بمركز الاستماع : العيادة القانونية صباح يوم 17 من هذا الشهر. الملامح تعري جروح الداخل، تحيل على رحى عنف يطحن الإحساس بالأمان والسلم. لاشيء يدل على أن ما يجمعهن برجل” سكينة ومعاشرة بمعروف. لا أعرف لماذا صنفت معاناتهن في خانة العنف الزوجي قبل جلسة الاستماع؟ هل مرد ذلك إلى ملفات يحملنها كأنها سيرتهن القضائية طلبا للعدالة؟ أم لأن تقارير العنف التي صرت أحفظها عن ظهر قلب يتقدمها العنف الزوجي بأرقام تخجل مؤسسة الزواج : ماذا بعد؟.
يوم الاثنين 10 نونبر 2024 . المكان مكتب بمركزاستقبال نساء ضحايا العنف، فضاء يعتريه صمت وهدوء مصحات العلاج النفسي. فما بين المصحة النفسية ومركز الاستماع خيط رابط وناظم لعملهما معا وهو الإنصات أو الاستماع، كلاهما يعالج اعوجاجا في وضعية ما، ويبحث عن حل لأزمة إنسانية.
سميحة إناس وسميرة، أسماء بديلة لأسماء حقيقية اشترطن إخفاءها خوفا من أن يكشفن. النساء يعانين من العنف ويخفن تبعات الإفصاح عنه. حتى الشكوى محاصرة بالخوف والتردد، وتبرير ذلك ليس أقل حدة من جليد الصمت الذي تلجأ إليه الكثير من المعنفات : “ما بغيتش شي حد يعرف” :لا اريد أن يعرف أحد. يتحدثون المختصون عن أهمية الشجاعة لمواجهة الوضع، فلا سلوك عنيف يتغير بالكتمان والتستر والمهادنة. الإفصاح مرحلة مهمة من التغيير ومن العلاج. تذكرت حركة “Me too”،
وأنا أجرب إقناع المشتكيات بأخذ صور لهن ولو في وضعية تخفي وجوههن، ذكرتهن بأسماء مشهورة وعالمية تفاعلت مع المبادرة وكشفت عن جلادها وعنها . بدا لي الأمر مختلف هنا، كل شيء تحسب لعواقبه الاجتماعية ألف حساب، وتلك عقبة كبيرة في قضايا النساء، إنها عقبة الجرأة.
اغتصاب بالإحتيال
وهي تحكي قضية اغتصابها في سن 16 حسبتها غير مبالية، أو أنها كانت متواطئة مع مغتصبها، وأن زواجها منه قد مسح الجريمة والوصم معا وخفف من تعبها النفسي. كل ذلك لأنها تحكي وهي تضحك، لا جملة واحدة تكتمل حتى تخفي ملامح وجهها بين كفيها ضاحكة. لذلك حسبتها في البداية مستهترة وغير جادة. وأن الاغتصاب صار أهون من قضيتها التي جاءت تطرق باب المركز بخصوصها وهي الطلاق من المغتصب. سميحة 18 سنة، هكذا اسميتها اتفاقا، حكت لي حكايتها مع الاغتصاب بنفس كوميدي عال جعلني أتسائل داخليا: هل عندما نضحك ونحن نحكي حكاية مؤلمة نضمر سعادة أم مأساة ومعاناة؟ معها تذكرت لازمة كل المغاربة: “كثرة لهم كضحك”. هي أيضا كانت تضحك من الهم لأن ضحكها كان يخرج من داخلها بإحساس بعيد عن الارتياح. كلما حكت قليلا ضحت كثيرا، ثم غطت وجهها الأسمر كقطعة شوكلاتة دايت بأصابع نحيفة تشبه نحافة عداءات المسافات الطويلة. لا شيء يدل على أنها بلهاء، بل ذكيةـ تغرس نظراتها في ملامح وجهك لتضبط درجة تفاعلك من حادث أليم تحكي عنه بطريقة لا تظهر أثره عليها. كل مرة أرسم علامة استغراب على ملامحي، وأعلق بصوت خفيض في أذن المساعدة الاجتماعية : إنها تضحك؟ ترد هدى مسؤولة المرافقة القانونية : من الألم. تعمدت أن أظهر ما يدل على أن “الكادر” الذي نحن فيه لا يستدعي الهزل، ولا إحساسا بعيدا عن أنها في موقف يستدعي المساعدة. كنت مخطئة وأنا أحكم على أن خللا ما يبعدنا عن الجدية في جلسة استماع الغرض منها المساعدة. فهمت أن الصدمة كبيرة وتدبير الحادث بالزواج من المغتصب، وهو مازال في السجن، لعنة أكبر، وأن أدائها لدور الزوجة فيما بعد وهي قاصر ودون عش زوجية مستقل عبث في قلب محرقة مميتة..
الحادث
قالت : “كان صديقا بعيدا وليس قريبا. كان يسكن في نفس الحي، يعمل نجارا، معرفتي به تصل إلى سبع سنوات، هو صديق أيضا لمجموعة من أصدقائي كان يساعدهم ماديا عند الحاجة. وعندما احتجت بدوري لمساعدة مالية لشراء كتب الباكلوريا لم أفكر في غيره. اتصلت به وأنا ألح على أنها سلفة إلى حين حصول أمي على راتبها الشهري. وافق دون تردد محددا مساء نفس اليوم موعدا لذلك”. قالت سميحة بنفس نبرة البداية وكأنها تمثل دورا لا يعنيها، توقفت عند لحظة اتصاله هاتفيا ليخبرها أن تذهب إلى بيت شقيقتها بحي المسيرة القريب من حيها، وأن تنتظره هناك إلى أن يأتي لأنه قريب من بيت أخته. ” كان يعرف جيدا علاقتي بالدراسة ورهاني الكبير عليها مستقبلا، لم أفكر في سوء، فكرت في كتبي فقط، عندما اقتربت من العنوان أعاد الاتصال ليخبرني بأن أخته بالبيت وأن الباب مفتوح ويمكنني الدخول إذا لم يرد أحد. ذلك ما فعلته عندما طرقت الباب ولا مجيب. البيت لا يشعرك بالخوف، كل شيئ مرتب ومجهز لبيت أسرة كبيرة لا بيت عازب، خان الشك مشاعري ولا منبها منه لي عن وجود خطر ما٬ انتبهت لخروجه من إحدى الغرف وبارتباك سئلت عن تفسير لهذه الخدعة٬ فهمت٬ وهو يتقدم مني ويغلق الباب الخارجي أن لا وقت للشرح. شل خطواتي٬ ضربني ثم اغتصبني عندما تعبت عن مواجهته”. تغيرت حركات ونبرة صوت سميحة عندما استرجعت لحظة اغتصابها وهي مكبلة اليدين بشال للشعر كما قالت. فهمت أن الحديث عن الألم كعيشه أول مرة٬ وأن حكيها وهي تضحك وتغطي ملامح وجهها بيدها هو نوع من التصدي للحادث في ذهنها. والتصدي ليس فقط للحادث، بل لتبعاته: الصمت على ما حدث خوفا على صحة الوالد مريض بالقلب والأم التي تعاني من عصبية زائدة، الزواج من المغتصب بعد سنة مما وقع عندما كانت بقسم الأمن للحصول على بطاقة تعريف خاصة، وكانت اللحظة لحظة تأنيب ضمير لم يكن ميتا، كان تحت تأثير الخوف، تحررت من الأخير واستشارت أمنية في سر لا يعرفه إلا صديقة حكت حكايتها لها مباشرة بعد خروجها من البيت الفخ، جاء الحل من داخل مخفر الشرطة بناء على إرشادات أسقطت المتهم، والغلطة الكبيرة هي توريط العائلة لها في زواج خطأ، زواج بين ضحية ومتهم، والحياة الزوجية كانت مجرد عقد، لا بيت ولا مسؤولية، أكثر من ذلك، بدأ الزوج المتهم يطالب بحقه الشرعي الجنسي..
مع نهاية جلسة الاستماع سئلت الوافدة على العيادة القانونية عن ما ترغب فيه؟ : الطلاق، رد سريع . والطلاق هو من مغتصب جاء الزواج به في إطار التدبير الاجتماعي الشائع للاغتصاب، وخوفا من الوصم وصونا لشرف العائلة. هكذا يعتقد المجتمع أن تزويج المغتصبة من المغتصب هو مسح للعار، بينما العار والتدمير يلحقان بالضحية بتزويج تسقط معه حقوقها في المتابعة القضائية، ويبقى حق ا لنيابة العامة فقط..
شحنة نجاح بديل الأزمة
سميحة التي مرت بهذا الحادث لم تشأ أن تختم بمأساة، بل أكدت أنها حصلت على شهادة الباكالوريا في نفس سنة اغتصابها وتتابع، الآن، دراستها الجامعية بكلية العلوم، وأنها حصلت مؤخرا على منحة دراسية أجنبية وعينها على مستقبل مهني بتركيز على محققة شرطة، دون أن تغفل دخول عالم الكتابة والتأليف، والعودة إلى مدرجات الدراسة تخصص قانون من أجل ممارسة المحماة للدفاع مجانا عن المغتصبات. هكذا قالت بابتسامة عريضة مغلفة بأحاسيس ضائعة. بوصلة واحدة تشد سميحة إلى الشخصية المتزنة إنه الحلم.
الأرقام صادمة
سبق لمركز “عيون نسائية” أن خلص في تقرير سنوي عن العنف، أن معظم النساء الوافدات على مراكز الاستماع متزوجات بنسبة 55٪ ، وأن الشابات اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 15 و38 سنة يشكلن 73٪من مجموع النساء ضحايا العنف.
المعطيات بالأرقام لا تعكس الواقع كاملا، فخلف الأرقام يوجد جبل جليد ظاهرة سلوكية لم تفك قوانين مناهضة العنف ولا مشروع قانون 130-_ 13-تجذرها.
الإذلال
من قاعة الانتظار التي تحضن بعضا من أرشيف الجمعية إلى قاعة الاستماع. قاعة تقابل أخرى، في الأولى يسود الصمت، وربما حوارا داخليا بين الضحية ونفسها. في الثانية تظهر وسيطة هي مستمعة مساعدة تسل الوافدة من شرودها الذهني لتجرها إلى حلبة القرار. الأمل يظهر مع الأخذ والرد في الكلام، ونصف الحل يبدأ حين لا تسجن الضحية قضيتها خلف أسوار وأسرار الزوجية.
نضال”، أسميتها بهذا الاسم لأن سيرتها نضال ومجابهة ضد جبروت من كان شريكا في حياة زوجية وسحل ركنها الأساس وهو العيش بسلام. هو طليقها وهي طليقته الآن بعد 12 سنة من الزواج. وهو أيضا متخل عن واجباته ومسؤولياته على أبنائهما الثلاث رغم أنه إطار وزاري. في إطلالتها الأولى وهي تلج باب قاعة الاستماع ،غطى جمال عينيها الواسعتين على كل التفاصيل الأخرى، لكن الحزن مستحوذ على بريقهما. بادرت بما يرفع معنويات امرأة تحمل قضيتها بحثا عن دعم : أنت جميلة، فهل قدر كل الجميلات معاناة وألم؟! نظرت إلي وهي تسحب شالا لتغطي به مقدمة شعر رأسها ثم ردت بثقة كاملة في تمكنها من الحديث بالفرنسية : أشعر بأني مكتئبة، مكتئبة كليا، مللت قضيتي، الحديث عن الحادث يؤلمني، أنا منهارة “أنا غرقت وبقاو فيا ولادي.” في لحظة أحسست بضرورة أن تكون الجلسة مرفقة بأخصائية نفسية. خبراء التنمية الذاتية يشددون على أهمية التخلص من عبارات العجز من أجل الإنطلاق: “ما يمكنش، ما نقدرش، أنا مريض”ة”، عييييت..”، ومن “عييت” بدأنا.
ظلمني في حياتي كلها. بدا طيبا فمشيت خلف إحساس البداية الذي جعلني ألتحق به بعد سنيتن من الزواج. اكتشفت أن ما ادعاه عن سكنه المستقل مجرد كذبة، فوالدته تعيش في نفس الفيلا، وشقيقته الكبرى كأنها “لاجئة” دائمة، مع أن لكل واحدة منهن بيت خاص، أكثر من ذلك أخته متزوجة ولها أبناء وفي حال جيد ماديا. تفهمت الأمر على أنه ارتباط عائلي لا يمكن تحويله إلى مشكل. خاب ظني لأن الإزعاج في بيتي صار هو الجو العام. بعد سنة من زواجي أنجبت ابنتي، وفي الحمل الثاني بدأ النكد في أقصى حالاته. اضطررنا لاستئجار بيت والاستقرار لوحدنا رغم أنه بعيد جدا عن مقر عملي، عندما جاء ابني للحياة صارت الضغوطات مركزة علي وعلى زوجي معا. الأخير مع الوقت صار بوقا لآراء الوالدة وأخته، اقترح أن نرجع إلى المجمع السكني التابع لعائلته وهو من نوع السكن المعروف بالأحباس، وأن سكننا سيكون منفصلا، بتدخل أخي وافقت عن مضض. بعد مدة من العودة، وأنا في هذا الوقت بثلاثة أبناء، ولدين وبنت، بدأت حرب أخرى. صرت كامرأة متشبثة بقافلة مقطوعة الأوصال، أتقلب بين مزاجية زوج انقلبت سلوكاته، ومستقبل غامض لمصير استقرارنا. بدأ يقيني يكبر بأن المشكل الذي يهدد أسرته هو إنجابي لولدين، وأن عقار الأحباس الموقوف على الذكور بدأ يفلت من طمع العائلة، فقد صار لها مزاحمون وهم أبنائي.
أهمل الأسرة،غادر البيت، وتقدم بشكاية لدى الأمن بأني مريضة نفسيا ومن المستعجل إيداعي مستشفى الأمراض النفسية. سوء النية هو تجريدي من أبنائي، حدث الطلاق الشقاقي في 2015، حكمت المحكمة بالنفقة المخجلة بعد استئنافه للحكم والذي لم أخذ منه سنتيما للآن أي منذ ثماني سنوات تقريبا. خلال هذه الفترة عمد إلى فصل عدادي الماء والكهرباء من البيت، وبقينا ثمانية شهور معتمدين على مساعدة شقيقه وجارة فرنسية إلى حين قيامي بدعوى استعدالية لإعادة العداد. كانت ردة فعله جراء قرار المحكمة لصالحي بأن تقدم بشكوى إسقاط الأبناء من الحالة المدنية والتشكيك في أبوته لهم، توقف عن مسؤوليته الدراسية تجاههم، بل حتى أنه عندما يزور بيت والدته يتجنب الالتقاء بهم، والمؤلم أنهم يرونه من بعيد. لم أعد أرغب إلا في نفقة الأبناء، هو تزوج وانتقل للعمل في مدينة شمال المغرب. لا مسؤولية له على أبنائه، و”لحمل تقال”، لأن أجرتي لا تتعدى 3000 درهم شهريا”.
في التفاصيل الطويلة لمعاناة “نضال”، والتي يصعب نقلها كاملة، نفسية مكسورة، وثقة ضعيفة في مرونة القوانين الخاصة بحماية الأسرة كاملة. وضعية جعلت من خدمات مراكز الاستماع والمساعدة القانونية مطلبا ملحا من قبل نساء في أوضاع صعبة، وفي كثير من الأحيان في حاجة إلى مراكز للإيواء. في هذا الإطار فقد تم استقبال 4989 امرأة وفتاة ضحية للعنف من طرف 18 جمعية نسائية موزعة جغرافيا على مجموع تراب جهة طنجة تطوان الحسيمة حسب أول تقرير جهوي عن ظاهرة العنف ضد النساء المبني على النوع الاجتماعي، وهو التقرير الذي قامت به جمعية السيدة الحرة التي أضافت في تقريرها أن “أزيد من 78% منهن عازبات وأن 84.34% من النساء المعنفات لهن أطفال تحت مسؤوليتهن.
أصل المشكل فقر قانوني
لا يختلفن كثيرا في الدافع إلى طرق أبواب مراكز الاستماع والتوجيه والمساعدة القانونية. المساعدة على الإنصاف هي الهدف، وإجاد مخرج من دوامة المساطير القانونية، ومن تحايل المشتكى به هو مبتغى كل واحدة منهن. سميرة واحدة من هؤلاء ، ثلاثينية لم تكن تعرف، وهي في بداية العشرينات، أن الزواج من رجل من الشرق يفترض تذييل عقد الزوجية بالمغرب، وأن البحث عن زوج للحصول على الإقامة في بلد جاءته سائحة لا يكون حلا دائما. تردد سميرة، في كل مرة، أنها ضحية فقر في تجارب الحياة، وأن هذا الفقر أشد من فقر المادة، كانت ضحية احتيال من صار زوجها: احتال في الهوية وفي الجنسية، فقد كان يتحدث بالإماراتية حتى ضننته إماراتيا، يلبس مثلهم ولا مجال للتشكيك في كونه من بلد تسكنه الحرب، تلك التي بسببها انهار مشروعه في تجارة المجوهرات. كل التفاصيل حكاها لي بعدما صرنا زوجين بما في ذلك أني زوجته الثالثة بعد طلاقه لمرتين. في دبي خانته منافسة السوق. كنت أضن أني بزواجي بمقيم سأحصل على أوراق الإقامة، لكن عشت أسوأ أنواع الفقر معه حيث لم تكن لدي إمكانات ولادة توأمي. أحسست بأني أضيع وأضيع مستقبل بناتي بعد بلوغهن سن التمدرس، توجهت إلى السفارة طلبا للمساعدة في العودة لبلدي، حصلت على إذن بالدخول بعدما دفعت سيدة إماراتية ثمن تذكرتي وتذكرة بناتي. عدت إلى بلدي بعد سبع سنوات زواج، لأجدني منذ 13 سنة “معلقة لا أنا مزوجة ولا أنا مطلقة.” تقول سميرة التي لا عقد زواج لديها، كما لم تذييل العقد الإماراتي بالمغرب، فيما زوجها انقطع اتصالها به ولا تعرف بأي أرض صار.
تقول المسؤولة عن المرافعة القانونية بالعيادة القانونية أن لا إجراء يمكن القيام به دون عقد زواج مسجل بالمغرب. لذلك يمكن طلب مساعدة السفارة أو توكيل المشتكية لشخص مقيم بالإمارات، يتولى بدلا عنها إخراج نسخة من العقد٬ وعلى أساسه سيتم الدفع بالقضية نحو ما ترغب المعنية فيه من إجراء وحل.
في استشارة للأخصائية النفسية “فاطمة الزهراء الدوهاني” حول تفاعل الأطفال مع أزمة زواج الوالدين٬ أكدت على أن الأطفال هم الضحايا الحقيقيين للإيقاع العنيف بالبيت٬ والذي يفرض عليهم ولا يختارونه٬ وأن من تأثير هذا الوضع غير الآمن التماهي مع السلوك العنيف وظهور اضطرابات سلوكية عليهم. النتيجة طبيعية لأن علاقة أم أب ابن تعاني اهتزازا ولا استقرارا.
يوم للاستماع لثلاث حالات من واقع العنف المسجل في أرقام أخلفت مواعيدها مع كل الاستراتيجيات المناهضة له. التجربة تحتاج إلى نفس نضالي وطاقة تتجد تعبئتها بدورات تدريبية لمساعدة من يساعد . ومن يستمع يحتاج٬أيضا٬ إلى أن يسمع له حين يمتلئ بأزمات ومعاناة يصعب إقامة مسافة معها.