الدمج والإعاقة

هدى الجريسي… تجربة فريدة وملهمة استحقت بسببها وسام الفارس

لم تكن الإصابة بالشلل عائقًا أمام سيدة الأعمال السعودية “هدى الجريسي”, بل على العكس تماماً، كانت محفزًا ودافعًا لها لإتقان ما يتقنه الآخرون، ولم تعتمد “هدى” على اسم عائلتها أو ميراثها في مزاولة نشاطاتها.

“هدى الجريسي”, سيدة أعمال سعودية ورئيس اللجنة النسائية بمجلس الغرف التجارية السعودي، ورئيس فريق مبادرة تأنيث قطاع الفنادق والمطاعم. حصدت “هدى” أعمالها وأقوالها وسام “الفارسة” الذي جرت تقاليد قصر الإليزيه، أن يقدمه رؤساء فرنسا لكبار الشخصيات في دول العالم، منحها إياه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

تعتبر تجربة “هدى الجريسي” من التجارب الفريدة والملهمة، حيث أصيبت بشلل الأطفال، وعمرها أربعة أشهر، ما اضطر والدها إلى أخذها إلى لبنان للعلاج الذي لم يقتصر على العمليات الجراحية فقط، بل تبعتها جلسات طويلة من العلاج الطبيعي المكثف، امتدت أكثر من عقد من الزمن.

درست الجريسي المرحلة الابتدائية في لبنان، وفي عام 1975 سافرت إلى سويسرا ودرست مرحلتي المتوسط والثانوية، حيث تمكنت من الحصول على درجة البكالوريوس في الترجمة (فرنسي، إنجليزي، عربي) من جامعة جنيف بسويسرا عام 1988.

شغلت منصب رئيس المجلس التنفيذي لفرع السيدات بـ”غرفة الرياض” لدورتين، فضلاً عن كونها مديرة ومالكة “عصر الأريبة للتدريب والتوظيف النسائي”، وهي ناشطة في مختلف حقول العمل النسوي الاجتماعي والخيري، وصاحبة عضوية نشطة في العديد من الجمعيات واللجان الاقتصادية والخيرية على مستوى المملكة.

عملت كمستشارة في معهد ريادة الأعمال. وشاركت في معارض نسائية كثيرة من أجل شرح فوائد الحاسب الألي للسيدات، وقامت بإدارة مركز أبل للسيدات إلى عام 1999.

عملت كمحللة للأخبار العام لمدة عام و نصف لدى مركز الأبحاث الوطني وعملت بوظيفة مترجمة لمدة تزيد عن عام لدى ديوان الخدمة المدنية بمكتب التوظيف النسوي.

وحصلت على وسام فارسة في جوقة الاستحقاق الوطني من الرئيس الفرنسي نيكولا سركوزي 18 مايو 2011م.

المسيرة العملية

المسيرة العملية لهدى الجريسي طويلة، وفيها كثير من الخبرات والتجارب وتعتمد في السنوات الأخيرة على العطاء التطوعي في مجالات مختلفة، ويمكن تلخيصها بالآتي:

عملت مستشارة معهد ريادة الأعمال، وعضو مجلس أمناء منتدى الرياض الاقتصادي بالغرفة التجارية الصناعية في الرياض، ورئيسة المجلس التنفيذي لفرع السيدات بالغرفة التجارية الصناعية في الرياض.

كذلك شاركت في معارض نسائية لتعريف السيدات بالحاسب الآلي وفوائده، باسم مركز أبل، ثم مركز الأريبة للمهارات النسائية. ودورات تهدف إلى توطين الوظائف النسائية باسم مجموعة الجريسي، ومركز الأريبة للمهارات النسائية من عام 1992م.

وفي نهاية عام 1992م، قدمت استقالتها من مركز الأبحاث الوطني، وتوليت إدارة مركز أبل للسيدات حتى عام 1999م.

في بداية عام 1991م، عملت في القطاع الخاص (مركز أبل للسيدات) في مجالات متتالية، مثل السكرتارية والتسويق والمحاسبة في الفترة المسائية لمدة ستة أشهر، ثم كإعارة بدوام كامل لمدة سنة. في نهاية عام 1989م.

كما عملت لدى مركز الأبحاث الوطني محللة لأخبار العالم لمدة سنة ونصف. في نهاية عام 1988م، عملت لدى ديوان الخدمة المدنية / مكتب التوظيف النسوي مترجمة لمدة سنة وشهر على بند الأجور.

أما الآن فهى عضو المجلس البلدي في الرياض للولاية الثالثة. وعضو المجلس التنسيقي لعمل المرأة في مجلس الغرف السعودية.

وعضو اللجنة الوطنية للتدريب الأهلي، وعضو لجنة السعودية لسوق العملفي المجلس.

وعضو مجلس أمناء مركز الرياض لتنمية الأعمال الصغيرة والمتوسطة في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض.

ورئيسة لجنة الاستثمار من المنزل في الغرفة. وعضو المجلس الاستشاري لكلية الآداب في جامعة الملك سعود.

ونائبة رئيس لجنة التدريب الأهلي بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض. وعضو المجلس التوجيهي في وزارة العمل.

الطموح وسر النجاح

عندما سئلت الجريسي عن سر نجاحها قالت “توفيق الله قبل كل شيء، ثمّ حبّي لكل عمل أقوم به، وحرصي على إتقانه، ودراسة مشاريعي بشكل متأنٍ ومحاولة وضع الخطط الواضحة، سواء من حيث مراحل التنفيذ أو وضع البرنامج الزمني وإدارة الوقت بشكل مثمر، كذلك الاستفادة من كل تجاربي واستشارة من أثق بهم وبتجربتهم، والعمل بروح الفريق الواحد مع كل طاقم العمل الذي يشاركني التنفيذ، ورصد السلبيات وتحويلها إلى إيجابيات ودروس مستفادة من خلال المعالجة الواقعية”.

وحول طموحاتها قالت ” الطموح لا حدود له، والعمل في خدمة وطني يختزل جزءاً ليس قليلاً من مساحة الطموح التي تتوزع على أكثر من جانب، ففي المجلس البلدي أتمنّى أن يتحقق طموحنا في تعزيز الخدمات البلدية للمواطن، وأن تكون جهودنا في مستوى ثقة من صوتوا لنا، وعلى مستوى قطاع الأعمال فأنا طموحة إلى مواصلة جهودي في خدمة قطاع الأعمال النسائي، وتذليل ما يعترضه من معوّقات، وعلى المستوى الشخصي والعائلي، طموحي أن يكون النجاح والتوفيق رفيق كل فرد من عائلتي”.

نصائح

تشدد الجريسي على أهمية الصبر في العمل وتحدي العقبات، مؤكدة أن إعاقة شلل الأطفال لم تثنيها عن إكمال دراستها في سويسرا وتحمل ظروف الغربة لتقضى على كلمات ومعاني الفشل، منوهة إلى أن وضعها الخاص كونها ابنة رجل الأعمال المعروف “عبد الرحمن الجريسي” فرض عليها مواجهة تحدي إثبات الذات وإبراز قدراتها الحقيقية، وقالت إن ذلك التحدي برز أكثر في مسيرة حياتها العملية حينما التحقت بالعمل في اللجان المختلفة بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض وكان ذلك عن طريق الإنتاجية وإتقان العمل والدقة فيه.

كما تنصح الجريسي الشابات ممن يخضن غمار الأعمال حالياً بضرورة الجد والمثابرة مشيرة إلى أن النجاح وتولي مناصب عليا ليس بالسهل الوصول إليها ولكن في الوقت نفسه يجب عليهن الاعتقاد واليقين أن لا مستحيل للوصول للأهداف كبيرة مع الإرادة.

كما تؤكد الجريسي على ضرورة التركيز على الإيجابيات للتحفيز وأهمية الصبر والاجتهاد والمثابرة والتفاؤل وعدم التوقف عن الفشل رغم تكراره والاستعانة بالله وإدارة الوقت وإعطاء كل ذي حق حقه لتوفيق الله وحب الوطن والعمل من أجله بالعمل التطوعي وعدم البحث عن الشماعات لتبرير الإخفاقات بل إيجاد السلبيات وتحويلها لإيجابيات.

زر الذهاب إلى الأعلى