الرعاية الصحيةالصحة المستدامة

نهج جديد لعلاج السمنة: منع امتصاص الدهون باستخدام الجسيمات النانوية

كشف فريق بحثي صيني عن نهج مبتكر لمكافحة السمنة يعتمد على منع امتصاص الدهون في الأمعاء الدقيقة، باستخدام تقنية الجسيمات النانوية. الدراسة، التي عُرضت ضمن فعاليات مؤتمر “الجمعية الأوروبية المتحدة لأمراض الجهاز الهضمي” (UEG Week 2024) ونُشرت في دورية “أدفانسد ساينس”، تُسلط الضوء على إمكانات علاجية جديدة للتعامل مع السمنة الناتجة عن الأنظمة الغذائية عالية الدهون.

كيف يعمل العلاج الجديد؟

1. استهداف إنزيم SOAT2

يشكل إنزيم SOAT2 هدفاً رئيسياً في العلاج، حيث يلعب دوراً حاسماً في امتصاص الدهون داخل الأمعاء الدقيقة. باستخدام الجسيمات النانوية، تمكن الباحثون من تقليل التعبير عن هذا الإنزيم، مما يثبط عملية امتصاص الدهون.

2. نظام توصيل مبتكر

العلاج يعتمد على كبسولات نانوية مصنوعة من البوليمر ومغلفة بطبقة واقية، تُستخدم لنقل جزيئات الحمض النووي الريبوزي المتداخلة الصغيرة (siRNAs) مباشرة إلى الأمعاء الدقيقة، مما يوفر علاجاً موضعياً فعالاً للسمنة.

3. نتائج واعدة

في تجارب أُجريت على الفئران، نجح العلاج في تقليل امتصاص الدهون بشكل كبير، حيث لم تُظهر الفئران المعالجة أي علامات للسمنة، حتى مع اتباع نظام غذائي عالي الدهون.

مزايا العلاج الجديد

  • غير جراحي: يُعطى عن طريق الفم، مما يجعله خياراً مريحاً للمرضى.
  • سلامة عالية: العلاج مستهدف للأمعاء، ما يقلل خطر التأثيرات الجانبية، مثل تراكم الدهون في الكبد.
  • فعالية مستمرة: مقارنة بالعلاجات الحالية التي تتطلب جراحة أو إجراءات معقدة، يقدم النظام الجديد بديلاً مستداماً.

آفاق المستقبل

وفقاً للبروفسور تشاويان جيانغ، المشرف على الدراسة، يتميز النهج الجديد بقدرته على منع امتصاص الدهون دون التأثير على الكبد، مما يجعله علاجاً مركزاً وأكثر أماناً للسمنة. يخطط فريق البحث لاختبار العلاج في نماذج حيوانية أعلى تمهيداً للتجارب البشرية.

تعليق الباحثين

  • الدكتور وينتاو شاو: “نهجنا يمثل تحولاً في كيفية معالجة السمنة، حيث يستهدف امتصاص الدهون بدلاً من تقليل تناولها.”
  • البروفسور تشاويان جيانغ: “نعتقد أن هذه التقنية قد تُحدث ثورة في إدارة السمنة، مقدمة حلاً فعالاً وآمناً.”

يُمثل النهج الجديد باستخدام الجسيمات النانوية ثورة في عالم علاج السمنة، مقدماً حلاً يستهدف جذور المشكلة دون التأثير السلبي على أعضاء الجسم الأخرى. إذا أثبتت التجارب المستقبلية سلامة وفعالية العلاج على البشر، فقد نكون على أعتاب حقبة جديدة في مكافحة السمنة.

زر الذهاب إلى الأعلى