علوم وتكنولوجيا

من أصل فلسطيني “منير حسن نايفة”.. أبرز علماء الفيزياء في القرن العشرين

البروفسير “منير حسن نايفة” فلسطيني الأصل ويحمل الجنسية الأميركية، من مواليد 1945. حاصل على درجة الدكتوراه في حقل الفيزياء الذرية وعلوم الليزر من جامعة ستانفورد الأميركية، وعمل من عام 1977 وحتى 1979 باحثا فيزيائيا بمعامل أوج رج.

يتبوأ نايفة حالياً منصب بروفيسور الفيزياء في جامعة إلينوي في أوربانا شامباين، وهو مؤسس ورئيس شركة “نانويسي أدفانسد تكنولوجي”، وحاصل على أكبر عدد من براءات الاختراع في صنع جزيئات النانو سيليكون بعدد 23 براءة، كما أنه يحمل عددا من براءات الاختراع المشتركة مع علماء في المملكة العربية السعودية والأردن.

التحق نايفة عام 1979 “بجامعة آلينوى” في أربانا ـ شامبين، وهو نفس العام الذي شهد حصوله على “جائزة البحث التصنيعي” في الولايات المتحدة

مسيرة حافلة بالإنجازات

عمل نايفة في الفترة من عام 1977 وحتى عام 1979 باحثا فيزيائيا مختبر أوك ريدج القومي الأميركي Oak Ridge National Laboratory، وفيه قام وزملاؤه عام 1976 بالكشف عن الذرات المنفردة ومعالجتها في الحالة الذرية مقارنة بالسطوح، وبمعنى أدق قاموا بترجمة خيال فاينمان إلى واقع ملموس من خلال رصد ذرة منفردة من بين عشرة بلايين مليار ذرة والتعرف على هويتها، وكان ذلك يحدث لأول مرة في تاريخ العلم.

التحق نايفة عام 1979 “بجامعة آلينوى” في أربانا ـ شامبين، وهو نفس العام الذي شهد حصوله على “جائزة البحث التصنيعي” في الولايات المتحدة، أمدت الجامعة نايفة بالمال والإدارة والتخطيط ليؤسس شركة (النانوسليكون) NanoSi Technologies من أجل إيصال هذه التقنيات إلى القطاع الصناعي والتجاري في التطبيقات الالكترونية والضوئية والطبية وغيرها.

لم تمنع هجرة نايفة عن الاهتمام بالبحث العلمي في الوطن العربي، فقدم زبدة أفكاره بين يدي المراكز البحثية العربية ليساهم في دفعها إلى التقدم وملاحقة التطورات العلمية في العالم

في التسعينيات تحدثت كبريات المجلات العلمية المتخصصة ووكالات الأنباء العالمية عن العالِم الذي رسم صورة لقلب داخله حرف «P» باستخدام الذرات المفردة في الإشارة إلى فلسطين، كأصغر حرف في تاريخ الخط وبعرض خمسة بالمليون من المليمتر، اختيرت لوحة نايفة العاطفية كصورة لغلاف لمجلة «نيوساينتست»New Scientist وهي أشهر مجلة علمية في بريطانيا، في عددها الصادر بتاريخ 7 مارس (آذار) 1992.

لم تمنع هجرة نايفة عن الاهتمام بالبحث العلمي في الوطن العربي، فقدم زبدة أفكاره بين يدي المراكز البحثية العربية ليساهم في دفعها إلى التقدم وملاحقة التطورات العلمية في العالم، ويظهر ذلك من خلال نشاطاته وزيارته المتكررة ومساهمته في فتح مجالات التعاون بين “جامعة آلينوي” ومختلف مراكز البحث العلمي العربية، وفى هذا الإطار يسهم نايفة مع “زين حسن يماني” المبتعث من “جامعة الملك فهد” السعودية إلى “جامعة آلينوي”، ومعهما الدكتورة “ليلى أبو حسان”، والدكتور “عبد الجواد أبو الهيجاء” من “الجامعة الأردنية”، والدكتور “سامي محمود”، والدكتور “نهاد يوسف” من “جامعة اليرموك” الأردنية في بحث علمي على خام “الزيوليت” الطبيعي الذي يوجد بوفرة في البيئة العربية، لإنتاج وتطوير أسلاك ومفاتيح ذرية تستخدم في تشغيل آلات القرن الحادي والعشرين.

ويرأس الدكتور نايفة شبكة العلماء والتكنولوجيين العرب في الخارج، وهو أحد التجمعات الشهيرة للعلماء المهاجرين، التي أنشئت عام 1992 عقب أول اجتماع لها في العاصمة الأردنية عمان، وتقوم الشبكة بدور هام في حصر الكفاءات العربية في المجالات العلمية المختلفة، وفتح المجال أمام حدوث تعاون وتنفيذ برامج ومشاريع علمية، من شأنها أن ترتقي ببلداننا العربية، كما أنه عضو بمجلس إدارة المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا بالشارقة التي أسست عام 2000، وهي مؤسسة تهتم بوضع المشاريع العلمية المشتركة التي تسهم في حل المشكلات التي تعاني منها منطقتنا العربية، بالإضافة إلى التنسيق بين علماء الداخل والخارج، وتعد محاولة لتشكيل قوة ضغط علمية تحث الحكومة العربية على ضرورة دعم البحث العلمي تجري في الوقت الحاضر أبحاث تعاونية مشتركة في حقل نانوتكنولوجيا السليكون بين “جامعة الينوي” و”جامعة الملك سعود” في الرياض، وهناك بعض الأبحاث الميدانية في المملكة على الفلترات النانونية المستخدمة في تحلية المياه.

يرأس الدكتور نايفة شبكة العلماء والتكنولوجيين العرب في الخارج، وهو أحد التجمعات الشهيرة للعلماء المهاجرين

المؤلفات

كتب منير نايفة أكثر من 180 مقالاً وبحثاً علمياً، وشارك مع علماء آخرين في إعداد وتأليف كتب علمية هامة في مجال الليزر والكهرومغناطيسية بالإضافة لتكنولوجيا النانو وفروعها، ولعل أبرز إنجازاته هو بحثه حول الذرات المنفردة في مختبر أوك ريدج الأمريكي والذي نشرت نتائجه عام 1976، كان هذا البحث هو الذي مهَّد له الطريق للحصول على جائزة البحث الصناعي في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1979، وهو نفس العام الذي التحق فيه بجامعة إلينوي حيث تابع أبحاثه تحت دعم ورعاية الجامعة، وهناك أسس شركة نانوسليكون والتي هدفت لإيصال تقنيات النانو إلى القطاع الصناعي والتجاري.

بالإضافة لدعمه غير المحدود للأبحاث التي تجري في الوطن العربي وتواصله مع أبرز الجامعات العربية يرأس البروفيسور نايفة شبكة العلماء والتكنولوجيين العرب في المهجر وهو أحد التجمعات الشهيرة للعلماء العرب المهاجرين، كما أنه عضو بمجلس إدارة المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا بالشارقة.

نايفة هو الأخ الثالث بين أربعة أبناء لتاجر زيت الزيتون حسن نايفة وزوجته خضرة، جميعهم تفوقوا في مجالات العلوم المختلفة

بطاقة شخصية

ولد “نايفة” في ديسمبر عام 1945 بقرية الشويكة بطولكرم في فلسطين، وأكمل دراسته الابتدائية ثم غادر بلاده متجها إلى الأردن لاستكمال دراسته الثانوية، وبعدها إلى لبنان للحصول على درجة البكالوريوس من الجامعة الأمريكية ببيروت عام 1968، حصل على درجة الماجستير في الفيزياء عام 1970، ثم نال بعدها منحة مقدمة من جامعة ستانفورد الأمريكية للحصول على الدكتوراه.

ونايفة هو الأخ الثالث بين أربعة أبناء لتاجر زيت الزيتون حسن نايفة وزوجته خضرة، جميعهم تفوقوا في مجالات العلوم المختلفة، “علي” الابن الأكبر أستاذ للهندسة الميكانيكية بجامعة فرجينيا، و”عدنان” أيضا يعمل أستاذا للهندسة الميكانيكية والطيران في جامعة سينسيناتي بأوهاويو، أما “تيسير” فيعمل أستاذا للهندسة الصناعية في جامعة كليفلاند.

https://www.youtube.com/watch?v=xB3tOoqh87o

زر الذهاب إلى الأعلى