مصفاة ينبع السعودية: ريادة عالمية بتقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات

تعتبر مصفاة ينبع السعودية من أبرز المنشآت النفطية في المملكة، حيث تطبق تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والروبوتات، لتحقق العديد من الألقاب والجوائز العالمية.

قطاع التكرير في السعودية

قطاع التكرير في السعودية هو أحد أكبر القطاعات على مستوى العالم، حيث ارتفعت طاقته العام الماضي إلى 7.9 مليون برميل يوميًا بفضل شبكة من المصافي التي تمتلكها شركة أرامكو داخل البلاد وخارجها. وفي عام 2023، استخدمت أرامكو نسبة 26% من إنتاج النفط الخام في المصافي التابعة لها داخل المملكة، حيث تمتلك خمس مصافٍ بصورة كاملة وأربع أخرى بحصص.

مصفاة ينبع: تاريخ وعطاء

يمتد العمر التشغيلي لمصفاة ينبع، الواقعة على ساحل البحر الأحمر، إلى أكثر من 40 عامًا منذ انطلاقها في عام 1983. تعالج المصفاة 230 ألف برميل من النفط الخام يوميًا، وتلبي احتياجات السوق المحلية من الوقود الحيوي والأساسي. ومنذ عام 2020، تنتج المصفاة منتجات الوقود النظيف، مما يعزز جهود المملكة في تحسين جودة الهواء وتلبية الطلب العالمي على الوقود المتوافق مع البيئة، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.

التحول الإستراتيجي نحو الذكاء الاصطناعي

أجرت أرامكو تحولًا إستراتيجيًا في تشغيل مصفاة ينبع باستخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة والروبوتات. بدأت الشركة في تنفيذ خطة التحول الرقمي لمدة خمس سنوات منذ عام 2018، مما أسهم في تحسين الطاقة الإنتاجية بنسبة 18% وزيادة الأرباح بنسبة 35%.

تقنيات متقدمة ونتائج مبهرة

تضمنت التحسينات الدمج الرقمي للتقنيات الجديدة في الأنظمة القديمة، مما استلزم تعديلات شاملة على أنظمة إنترنت الأشياء الصناعي. كما تستخدم المصفاة أجهزة الاستشعار لجمع البيانات الآنية ودمجها مع أدوات التحليل الرقمي وأدوات تشخيص الأعطال لمراقبة وتحسين أداء الأصول آليًا.

تنتج مصفاة ينبع كميات هائلة من البيانات يوميًا، والتي تُجمع وتحلل بواسطة تطبيقات الذكاء الاصطناعي لزيادة كفاءة الإنتاج. كما تعتمد المصفاة على برنامج متقدم لتقليل استهلاك غاز الوقود في وحدات المعالجة، مما أسهم في تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 14%.

دور الروبوتات والطائرات المسيّرة

عززت مصفاة ينبع استخدام الروبوتات والطائرات المسيّرة لفحص الأماكن الضيقة مثل خزانات النفط، مما قلل من الحاجة إلى تدخل الفنيين وأدى إلى تقليص مدة الأعطال. هذه الابتكارات جعلت المصفاة نموذجًا في الابتكار والتطوير في قطاع النفط والغاز.

الجوائز والألقاب

حصلت مصفاة ينبع على العديد من الجوائز العالمية، من أبرزها لقب “المنارة الصناعية العالمية”، لتكون أول منشأة تابعة لأرامكو في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق تحصل على هذا اللقب. كما أدرجها المنتدى الاقتصادي العالمي ضمن شبكة “المنارات الصناعية” بفضل التطبيق الناجح لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة.

تعتبر مصفاة ينبع السعودية مثالًا رائعًا على كيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة لتحسين كفاءة الإنتاج وتقليل التأثير البيئي. إن تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات لم يعزز فقط من إنتاجية المصفاة وأرباحها، بل ساهم أيضًا في تحقيق رؤية المملكة 2030 في التنمية المستدامة.