كن مرناً
مع زيادة ضغوطات الحياة في مختلف الأصعدة أصبح من الضرورة ان يتمتع الفرد بالمرونة النفسية؛ أي قدرته على تحمل الضغط النفسي، دون أن يتأثر وأن يعود مرة أخرى لحالته الطبيعية، وللسعي نحو النجاح في مختلف جوانب الحياة مع تجنب الأخطاء مرة أخرى، و متمثلاً بالقدرة على التوافق الفعال، والتكيف مع الصعوبات او الازمات والمواقف والأخذ بأفضل الحلول للمشكلات التي تواجهه.
ومن صفات الأشخاص الذين يمتلكون مرونة نفسية القدرة على تحمل المسؤولية والقيام بها ـ القدرة على تقبل النقد والتعلم من الأخطاء السابقة ـ تكوين العلاقات الإيجابية مع الاخرين ـ المبادأة أي الابتداء بالتصدي للظروف ومقاوتها ـ القيم الموجهة (الأخلاق) والمتمثله بالعلاقة الجيدة للفرد مع الاخرين ومع خالقه ـ الأستقلال ـ القدرة على أتخاذ القرار ـ الأبداع ـ الصبر ـ الاستبصار أي القدرة على قراءة وترجمة والتكيف مع المواقف ـ التسامح ـ روح الدعابة ، ومن فوائد المرونة النفسية على الفرد ، الصحة النفسية ، النظرة الايجابية للحياة ، الأستمرار في العطاء سواء في عمله او حياته الخاصة بالاخرين ـ التصالح مع الذات والاخرين ـ علاقات الإيجابية مع الأشخاص المحيطين بالفرد وعدم الدخول في مشاحنات ومنازعات او مشكلات معهم.
ومن مراحل المرونة النفسية هي التدهور التي تبدأ عادة بالفشل وحالة الحزن والغضب والقاء اللوم على الاخرين ـ التكيف والتأقلم مع الحالة والوضع الذي يمر به الفرد ـ التعافي والتشافي من الازمات والمشكلات والصعوبات ـ النمو والازدهار ، ومن معوقات المرونة النفسية ضيق الأفق أي النظرة الى الأمور من زاوية واحدة وبصورة سطحية ـ التعصب والتمسك بالرأي الشخصي ـ رفض النقاش ووجهة نظر الاخرين المخالفة لرأيه ، ومن أساليب بناء المرونة النفسية لدى الفرد التواصل الاجتماعي الايجابي مع الأشخاص الاخرين ـ عدم الافتراض بأن الصعوبات والأزمات أو المشكلات لا نستطيع التخلص منها او إيجاد حلول لها ـ الرضى والتعايش مع المواقف أو الظروف التي لا نستطيع تبديلها أو تغييرها ـ قيام الفرد بوضع أهداف واقعية والإستمرار أو المضي بأيجابية للوصول نحوها ـ قيام الفرد بتصرفات صارمة وصحيحة في الظروف الحرجة ـ الرغبة والاصرار لمعرفة الذات واكتشافها بعد صراع مع الفشل ـ تعزيز الثقة بالنفس ـ إمتلاك تصور لمدى طويل وادراك الموقف الصعب ضمن السياق الواسع القائم لأجلهِ ـ الحفاظ على الراحة والاسترخاء النفسي ـ التطلع نحو الأفضل سواء حاضراً او مستقبلاً ـ المحافظة وحماية الفرد لعقله وجسده ـ مزاولة تدريبات وتمارين جسدية مستمرة ـ انتباه الفرد لحاجاتهِ وأحاسيسهِ ـ الانضمام للأنشطة الترفيهية والراحة وشعورهِ بالمتعة ـ التعلم من التجارب والمواقف السابقة والشعور بالراحة والمتعة والرضى عن النفس والاخرين والحياة بصورة عامة.
الصحة النفسية والجسدية اغلى ما يملك الانسان هذا ومن اللازم المحافظة عليهما وامتلاكه مستوى من المرونة نفسية يحقق ذلك ونلاحظ أيضا في ديننا الحنيف دعوة حول هذه المسالة
بقوله تعال ( اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ) هذا وقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام أرفق الناس وأرغبهم في الرفق بقوله ( مَن يُحرَم الرفق يُحرَم الخير كله ) وهذا تأكيد على الرفق واللين في القول والفعل ، فالمرونة النفسية تجلب للفرد سعادة وراحة ورضى لا متناهية.
وفاء ال سعدون
ماجستير علم النفس التربوي
أستاذة جامعية ـ جامعة جيهان دهوك
عضو ومستشارة نفسية لدى مجلس العالم الإسلامي للاعاقة والتأهيل
( العراق ـ دهوك )