قلق غروب الشمس: اضطراب نفسي يرافق نهاية النهار
غروب الشمس مشهد طبيعي يُذهل الأبصار بلوحاته الملونة، لكنه يحمل معاني مختلفة للبعض. فبينما يستمتع كثيرون بجمال هذه اللحظة، يثير خفوت ضوء النهار واختفاؤه شعورًا بالقلق لدى آخرين، وهي حالة تُعرف باسم “قلق غروب الشمس”. يجمع هذا القلق بين مشاعر الاكتئاب والخوف من انتهاء اليوم، مما يولّد إحساسًا بفقدان الوقت والسيطرة.
ما هو قلق غروب الشمس؟
يشعر الأشخاص المصابون بقلق غروب الشمس بمزيج من الندم على ما لم يحققوه خلال النهار، والخوف من المهام المقبلة في اليوم التالي. هذا القلق يرتبط بانتهاء فترة النشاط والإضاءة، وقد يُعزَى إلى عوامل بيولوجية ونفسية واجتماعية.
الدراسات تدعم الفهم العلمي
- أظهرت دراسة نشرتها “ريسرتش غايت” أن القلق يميل إلى الذروة في الصباح لدى الأشخاص العاديين، لكنه يستمر طوال اليوم لدى الأفراد الذين يعانون من اضطرابات القلق.
- دراسة أخرى ربطت القلق بساعة الجسم البيولوجية، حيث يعاني الأشخاص “الليليون” من قلق متزايد خلال فترة ما بعد الظهر والمساء.
- بالنسبة للأفراد المصابين باضطرابات القلق، تميل الأعراض إلى الاحتدام في فترات المساء.
لماذا يحدث قلق غروب الشمس؟
وفقًا للدكتور ماريو عبود، معالج نفسي ومستشار، يمكن تفسير هذه الحالة من خلال الأسباب التالية:
- القلق التوقعي: التفكير في المهام المستقبلية والندم على ما لم يُنجز.
- الشعور بالذنب: إحساس بعدم الإنتاجية خلال النهار.
- السعي للكمال: الضغط الداخلي لتحقيق نتائج مثالية.
- العوامل البيولوجية: نقص هرمون الميلاتونين لدى المصابين بالأرق.
- الوحدة: الأشخاص الذين يعيشون وحدهم قد يكونون أكثر عرضة لهذه المشاعر.
- غياب ضوء الشمس: يؤثر اختفاء أشعة الشمس على إفراز هرمونات السعادة، مما يزيد من القلق.
كيف يمكنك التعامل مع قلق غروب الشمس؟
- مارس اليقظة الذهنية:
حاول التخلص من أفكار مثل “لم أفعل ما يكفي”، وركز على الحاضر. - ابقَ مشغولاً:
خطّط لنشاطات ممتعة بعد العمل، مثل الرياضة أو اللقاءات الاجتماعية. - مارس التمارين الرياضية:
التمارين الهوائية تُعد علاجًا فعالًا للقلق على المدى القصير. - ضع أهدافًا مسائية:
اعمل على أهداف صغيرة تمنحك إحساسًا بالإنجاز. - اعترف بمشاعرك:
تعرف على القلق وتعلّم كيف تديره. - روتين يومي:
طوّر عادة ليلية، مثل التأمل أو تدوين المذكرات، لإشارة انتهاء يوم العمل. - مارس تمارين التنفس:
جرّب تمارين الاسترخاء أو التأمل للانتقال بسلاسة من النهار إلى الليل. - تخفيف التوتر:
شغل الموسيقى، اخرج للتنزه، أو استرخِ للتخلص من ضغوط النهار.
أهمية التوازن
التعامل مع قلق غروب الشمس يتطلب إيجاد توازن بين النهار والليل. بإنشاء روتين صحي وإدخال نشاطات ممتعة في حياتك اليومية، يمكنك تقليل حدة هذا القلق والتمتع بفترة المساء كفرصة للراحة وإعادة الشحن.