الدمج والإعاقة

قلائد من ابتكار رائدة الأعمال “جين جوتش” لإزالة وصمة المرض العقلي

لا تخلو المجتمعات البشرية من القيل والقال، ومن السخرية و/أو الوصم بأشكال مختلفة لمن ابتلوا بأمور لا حيلة لهم فيها، ومن بين تلك الوصمات وصمة المرض العقلي أو النفسي، والتي لا يشعر بغصة الوصم بها إلا من عايشها.

وفي المجتمعات التي تنشد الرقي السلوكي، يسعى الناس عبر الكثير من المبادرات المؤسسية و/ أو الفردية لإزالة آثار هذه الوصمات عمن ابتلوا بها.

من بين تلك المبادرات المبتكرة مبادرة رائدة الأعمال “جين جوتش” Jen Gotch مؤسسة متجر ban.do عبر الإنترنت، ابتكرت جين قلادتين بالتعاون مع شركة المجوهرات Iconery، تحمل إحداها اسم “القلق Anexiety” والأخرى اسم “الاكتئاب Depression” والاثنتان مصنوعتان بأسلوب قلائد الشارات.

ابتكرت جين القلائد لأنها، عندما أشارت على صفحتها في Instagram حول تجاربها الشخصية مع المرض العقلي، ورأت إمكانية إثارة المزيد من الحديث حول الصحة العقلية. ومن ثم رأت أنه يمكن لشراء القلائد وارتدائها والتحدث عنها أن يساهم في الحد من وصمة العار المرتبطة بالأمراض العقلية، وقد ساهمت القلائد بالفعل في جلب التمويل لمنظمة خيرية تعمل في القضايا المتعلقة بتعزيز الصحة العقلية وأزالة الوصمة عنها، حيث أن جميع العائدات الصافية من مبيعات القلائد تذهب إلى مبادرة “اجلب التغيير إلى العقل Bring Change to Mind“.

تقول جوتش على موقع ban.do: “لقد كنا نتوقع دائمًا أن نقوم بعمل سريع لمرة واحدة ثم ننتهي، ولكن بعد ساعات من إطلاق القلائد، ثم بيعها في وقت لاحق، أدركنا أننا قد صادفنا شيئًا يمكن أن ينمو ليكون أكثر أهمية لفريقنا، وعلامتنا التجارية، ومجتمعنا”.

وكما ينقل مقال على موقع سايكولوجي توداي عن المبادرة، تحكي جين قائلة:

لقد جاهدت مع قضايا الصحة العقلية معظم حياتي، وكلما اكتسبت بصيرة حول صحتِي العقلية، من خلال عقود من العلاج والبحث والمساعدة الطبية، أصبحت أكثر رغبة في مشاركة تجربتي. (..) لقد صممت عن قصد تلك القلائد التي يمكن أن يتسبب ارتداؤها في إثارة الحديث لأولئك الذين يرغبون في فعل ذلك، ولكي يقوم شخص آخر بقراءة ما هو مكتوب في القلائد يجب أن يكون قريبًا منك تمامًا، وأنا أحسب إذا كان ذلك الشخص قريبا منك مكانيا ليقرأ، فهو قريب منك معنويا بما فيه الكفاية، ومن ثم يمكنك أن تخبره أكثر قليلاً عن معنى القلادة.

لا زلنا بحاجة إلى الكثير من أمثال تلك المبادرات في بلادنا، بما يساعد في إزالة الكثير من أسباب الجفاء والتمزق الاجتماعي، بما يماثل تلك الفكرة بساطة وابتكارا.

د. مجدي سعيد

زر الذهاب إلى الأعلى