قادة وعلماء قهروا الإعاقة البصرية
يثبت لنا التاريخ القديم والمعاصر أن المعاق ليس شخصًا فاقدًا للقدرة والإرادة، فهناك الكثير من الأشخاص المعاقين بصريًا أناروا الدنيا بقدرتهم على التغيير وصنع العجائب، بعد أن تسلحوا بالإرادة، ليصبحوا من الأوائل في مجالات مختلفة منها؛ العلوم والتاريخ والرياضيات والموسيقى والطب والصيدلة، ويؤكدوا أن الإعاقة لم تكن حجر عثرة في طريقهم، بل طريقًا لإثبات الذات والتميز والإبداع.
ومن أبرز العلماء والقادة ثلة من المعوقين بصريًا، وصلوا إلى مراتب ومنازل فاقوا بها بعض الأسوياء فى عصرهم، بل غيروا مجرى التاريخ، وقدموا لأمتهم إنجازات ماتزال حتى اليوم، تؤثر في حياتهم، ومنهم:
عبدالله بن عباس (رضي الله عنه)، “ترجمان القرآن الكريم”؛ حيث عانى من فقدان البصر، ولكنه نهل من علم الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وانكب على العلم والحكمة والمعرفة، ليلقبه عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) بـ”فتى الكهول”، وأبدع في العلم والفقه والرواية، وكان ينشد قائلًا:
إنْ يأخُـذِ اللهُ مِن عَيْنَيَّ نورَهمـــا ففي لسـاني وسَمْعي منهما نورُ
قَلْبي ذكيٌّ وعَقْلي غيرُ ذي عِوَج وفي فمي صارمٌ كالسيفِ مأثورُ
وهناك أيضًا عبد الله بن أم مكتوم وهو أحد أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) وكان فاقدًا لبصره، إلا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يستخلفه على المدينة فى العديد من الغزوات ليصلى بالناس ويرعى النساء وأصحاب الأعذار الذين بقوا فى المدينة بعد خروج الجيش للجهاد، وقال أنس بن مالك: “لقد رأيت عبد الله بن أم مكتوم يحمل لواء من ألوية المسلمين يوم القادسية”.
أما الإمام الترمذي – وهو من أصحاب السنن وعلم الحديث ومن تلامذة الإمام البخاري – فكان كفيفًا، لكن هذا لم يمنعه من التنقل بين الأمة الإسلامية طلبًا للعلم، وقد ألف عددًا من الكتب المتميزة في علم الحديث والتاريخ والأدب، ومنها؛ “أسماء الصحابة”، “التاريخ”، “الجامع”، “الشمائل النبوية”، “الزهد”، “الأسماء والكنى”.
عطاء ابن أبي رباح (رحمه الله) وهو تلميذ الصحابي الجليل عبدالله بن عباس (رضي الله عنه) كان أسود أعور أشل أعرج، ثم عمي في آخر عمره، وكان من سادات التابعين فقهًا وعلمًا وورعًا وفضلاً لم يكن له فراش إلا المسجد الحرام إلى أن مات، حتى إن الخليفة جعل مناديًا ينادي: لا يفتى فى مكة إلا عطاء بن أبى رباح.
أبو العلاء المعري الذي فقد بصره وهو في الرابعة من العمر نتيجة إصابته بمرض الجدري، كان معروفاً بغزارة تأليفه؛ فألّف في الشعر، وعلوم القرآن، والزهد، والوعظ، واللغة، والفلسفة، والنحو، والقواقي، والعروض، والألغاز، إلا أنّ الأكثريّة كانت في نظم الشعر، وكان إنتاجه الشعري والأدبي ما يقارب مئتي كتاب ورسالة، ما بين نقدٍ وإبداع.
والدكتور طه حسين هو أحد أشهر الكتاب والمفكرين المصريين في القرن العشرين، ومن أبرز رموز حركة النهضة والحداثة المصرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واشتهر بعميد الأدب العربي، حيث فقد بصره في سن الثالثة؛ نتيجة لتلقيه علاجًا خاطئًا، ألف ما يزيد على خمسين كتابًا في القصة والأدب والتاريخ وفلسفة التربية وترجم كثيرًا من مؤلفاته إلى اللغات الأجنبية.
عبد العزيز بن باز (رحمه الله) وهو عالم سعودي، فقد بصره عام 1350 هـ، وكان رئيسًا لهيئة كبار العلماء في المملكة، وله العديد من المؤلفات منها: مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، والفوائد الجلية في المباحث الفرضية، ورسالتان موجزتان في الزكاة والصيام، والعقيدة الصحيحة وما يضادها، وغيرها الكثير.
وهناك العشرات غيرهم من العلماء والمفكرين والشعراء والأدباء وقادة الرأي والفكر في العالم، مثل:
“هوميروس” الملقب بـ “أبو الشعر” كان ضريرًا.
“جون ملتون” الشاعر كان كفيفًا.
أندريا بوتشيلي مغني وكاتب.
سيد مكاوي موسيقي مصري.
عمار الشريعي مؤلف وملحن موسيقي مصري.
بشار بن برد شاعر عربي.
هيلين كيلر أديبة أمريكية.
دريد بن الصمة شاعر وفارس.
عمير بن عدي الخطمي صحابي أنصاري.
قتادة بن النعمان صحابي أنصاري.
البراء بن عازب صحابي.
مخرمة بن نوفل الزهري القرشي صحابي.
سعد بن أبي وقاص صحابي.