علاقة الهاتف المحمول وسرطان المخ: اكتشافات حديثة
أثار استخدام الهاتف المحمول مخاوف كثيرة على مدار السنوات الماضية حول تأثيراته المحتملة على صحة الإنسان، وخاصة فيما يتعلق بخطر الإصابة بسرطان المخ. في ظل الانتشار الواسع لاستخدام الأجهزة المحمولة في حياتنا اليومية، ازداد الاهتمام بالبحث عن العلاقة بين الإشعاعات الكهرومغناطيسية التي تصدرها الهواتف المحمولة وتأثيرها على الخلايا الدماغية. ولقد ظهرت دراسات متعددة على مر العقود، بعضها يشير إلى وجود علاقة محتملة، بينما ينفي البعض الآخر ذلك.
مؤخراً، أصدرت دراسة علمية جديدة نتائج متقدمة تفيد بأن الإشعاعات المنبعثة من الهواتف المحمولة لا ترتبط بزيادة ملحوظة في خطر الإصابة بسرطان المخ، مما يضع حداً للكثير من المخاوف المتداولة. وفقًا لهذه الدراسة التي شملت أعدادًا كبيرة من المشاركين ومتابعة طويلة الأمد، تبين أن مستويات الإشعاع الصادرة عن الهواتف المحمولة لا تسبب أضراراً خطيرة على خلايا الدماغ كما كان يُعتقد سابقًا.
ومع ذلك، أشارت الدراسة أيضًا إلى ضرورة توخي الحذر في بعض الحالات الخاصة، مثل الاستخدام المفرط أو لدى الأشخاص الذين يستخدمون الهواتف المحمولة لفترات طويلة على مدار اليوم. إذ لا تزال هناك توصيات عامة بتقليل مدة المكالمات الطويلة أو استخدام سماعات الأذن لتقليل تعرض الرأس المباشر للإشعاعات.
تأتي هذه النتائج بمثابة تطمين لكثير من المستخدمين الذين يشعرون بالقلق من تأثير الأجهزة المحمولة على صحتهم، لكنها في الوقت نفسه تحث على توخي الحذر واتباع الإرشادات الصحية المتعارف عليها. يبقى المستقبل مفتوحًا لمزيد من الأبحاث العلمية التي قد تعيد النظر في بعض التفاصيل، خصوصًا مع التطور السريع في تكنولوجيا الهواتف المحمولة واستخدام تقنيات الاتصال الجديدة مثل 5G.