علاج ثوري للذئبة: هل يفتح CAR-T آفاقًا جديدة لعلاج أمراض المناعة الذاتية؟
مرض الذئبة هو واحد من الأمراض المناعية الذاتية الأكثر غموضًا وتعقيدًا، حيث يهاجم الجهاز المناعي الجسم بدلًا من حمايته. وعلى الرغم من عدم توفر علاج دائم للذئبة، إلا أن علاجًا جديدًا يسمى CAR-T قد يفتح الباب أمام أمل جديد، فقد تمكن من شفاء بعض المرضى من الذئبة دون الحاجة إلى أدوية طويلة الأمد.
كيف يعمل علاج CAR-T؟
تم تطوير تقنية CAR-T في البداية لعلاج سرطان الدم، إذ تعمل على تعديل الخلايا التائية المناعية لتستهدف خلايا معينة، مثل الخلايا السرطانية أو الخلايا البائية المتسببة في أمراض المناعة الذاتية. في علاج الذئبة، يقوم الأطباء بإعادة هندسة الخلايا التائية لتدمير الخلايا البائية التي تهاجم الجسم، مما يؤدي إلى “إعادة ضبط” الجهاز المناعي.
قصة نجاح ملهمة
أحد الأمثلة البارزة كان لامرأة ألمانية في العشرينات من عمرها، كانت تعاني من الذئبة الحادة لدرجة أنها لم تستطع المشي سوى لمسافات قصيرة. وبعد خضوعها لعلاج CAR-T، لم تعانِ من أي أعراض جانبية خطيرة، وهي الآن تمارس حياتها الطبيعية وتفكر في دراسة علم المناعة.
تطبيقات CAR-T في أمراض المناعة الذاتية
يبشر نجاح علاج الذئبة باستخدام CAR-T بآفاق واسعة لعلاج أمراض مناعية أخرى مثل التصلب المتعدد والتهاب العضل. وعلى الرغم من أن CAR-T يعد علاجًا مكلفًا، إلا أن شركات الأدوية تعمل على تطوير حلول أكثر فعالية وأقل تكلفة، مما قد يجعل علاج أمراض المناعة الذاتية متاحًا بشكل أكبر.
تحديات CAR-T في علاج الذئبة
تبلغ تكلفة العلاج بالخلايا CAR-T نحو 500 ألف دولار، ويحتاج المرضى أيضًا إلى العلاج الكيميائي للتحضير للعلاج، مما يزيد من المخاطر. لذلك، يعتبر هذا العلاج حاليًا ملاذًا للمرضى الذين استنفدوا جميع الخيارات الأخرى.
على الرغم من التحديات، يمثل علاج CAR-T أملًا جديدًا لمرضى الذئبة وأمراض المناعة الذاتية الأخرى، ومع استمرار الأبحاث وتطور التكنولوجيا، قد نشهد ثورة في علاج هذه الأمراض الصعبة في المستقبل القريب.