علاج إشعاعي ثوري يقلص ورم دماغي قاتل إلى النصف: أمل جديد لمرضى السرطان
في خطوة قد تغير مستقبل علاج السرطان، تمكن علاج إشعاعي جديد من تقليص حجم ورم دماغي قاتل إلى النصف لدى مريض بريطاني يدعى بول ريد. تم تطوير هذا العلاج التجريبي كجزء من دراسة سريرية تديرها مؤسسة مستشفيات جامعة لندن كوليدج، ويُعد هذا الإنجاز بمثابة بصيص أمل للمرضى الذين يعانون من أورام المخ العدوانية.
تفاصيل العلاج التجريبي
في إطار التجربة التي تسمى «CITADEL-123»، يتم زرع جهاز صغير يسمى “خزان أومايا” تحت فروة الرأس، ليتصل بالورم عبر أنبوب دقيق. يُستخدم الجهاز لإيصال عقار إشعاعي يعرف بـ «- ATT001» مباشرة إلى الورم، مما يتيح توجيه الجرعات الإشعاعية بشكل مستهدف دون التأثير على الأنسجة السليمة.
كيف يعمل العلاج؟
يُعطى العقار مرة واحدة أسبوعيًا لمدة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع، ويعمل على إتلاف الحمض النووي لخلايا الورم بشكل مميت، مما يؤدي إلى تقلصه. منذ بدء العلاج، شهد بول ريد انكماشًا في ورمه إلى النصف في غضون أسابيع قليلة، ولم يعانِ من أي آثار جانبية.
فعالية العلاج وأهمية الاستهداف المباشر
يؤكد الدكتور بول مولولاند، استشاري الأورام الطبية في مستشفى جامعة لندن وأحد المشاركين في التجربة، على أهمية هذا العلاج، مشيرًا إلى أن أورام المخ الأولية عادة ما تبقى في مكانها ولا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. لذلك، يعد النهج القائم على استهداف الورم مباشرة أسلوبًا منطقيًا وفعالًا في مكافحة هذا النوع من الأورام.
المستقبل الواعد للتجربة
يشارك في التجربة ما يصل إلى 40 مريضًا، حيث يخضع مريض واحد للعلاج كل شهر تحت إشراف الفريق الطبي. ويأمل الخبراء أن يمثل هذا العلاج الإشعاعي خطوة كبيرة نحو تقديم حل فعال لمرضى أورام الدماغ العدوانية، مما يعزز فرص بقائهم على قيد الحياة.
بفضل التقدم الطبي، يفتح العلاج الإشعاعي التجريبي آفاقًا جديدة لمرضى سرطان المخ. ومع استمرار الأبحاث والدراسات، قد تصبح هذه التقنية علاجًا فعالًا وشائعًا يساعد في مكافحة السرطان وتمديد حياة المرضى.