طوّره الدكتور فريديريك بانتينج.. مائة عام على اكتشاف الأنسولين
استطاع الدكتور فردريك غرانت بانتنغ الذي ولد في عام 1891م عزل الأنسولين في عام 1922 في جامعة تورونتو في كندا ومنح جائزة نوبل في العام 1923 عن هذا الاكتشاف.
ينقذ الأنسولين حياة الكثيرين منذ 100 عام، وأراد الأشخاص الذين اكتشفوه أن يحصل كل شخص مصاب بالسكري على هذا العلاج، لذلك باعوا براءة اختراعه مقابل دولار واحد فقط. لكن منذ ذلك الحين، اتخذت الأمور منعطفًا خاطئًا، إذ يصل عدد المصابين بالسكري اليوم إلى 463 مليون شخص، ورغم توفر العلاج والأدوات اللازمة لمساعدتهم جميعًا على إدارة مرضهم، إلا أنّ نصف أولئك الذين يحتاجون إلى الأنسولين لا يمكنهم الوصول إليه، مما يعرّضهم لمضاعفات صحية خطيرة وحتى للموت.
يُفرز الإنسولين من خلايا بيتا في جزر لانغرهانس الموجودة في البانكرياس ويمر مباشرة إلى مجرى الدم ليؤثر على خلايا الهدف الكبد والعضلة والخلايا والودكية وخلايا أخرى حيث ينظم عملية بناء المواد الكربوهيدراتية من سكر ونشا.
الأشخاص المصابون بالبول السكري ليس لديهم القدر الكافي من الأنسولين أو يعانون من انعدامه كليا، لذا يجب عليهم أن يتعاطوا جرعات محسوبة من الأنسولين كل يوم.
يكون حقن الإنسولين تحت الجلد ولا يمكن أخذه عن طريق الفم لأن عصارات المعدة تتلفه.
تقوم شركة فايزر Pfizer لإنتاج الأدوية بإنتاج إنسولين جديد يؤخذ عن طريق الاستنشاق بواسطة الأنف عبر بخاخ inhaler بدلا من الزرق عن طريق الحقن (الإبر), واستخدام الإنسولين بهذا الأسلوب لا زال موضوع دراسة للتأكد من خلوه من الآثار الجانبية على الرئتين نتيجه للاستخدام الكثير.
في خريف عام 1920 طوّر الدكتور فريديريك بانتينج فكرة كان من شأنها كشف غموض السكري. تشخيص مرض السكري كان يعني موتًا محققًا للمريض. وفي صيف عام 1921 تمكن بانتيج وتلميذه تشارلز بست في مختبر في جامعة التكنكوم من إنتاج خلاصة من البنكرياس لها خصائص مضاده للسكري. وأجروا تجارب ناجحة على الكلاب وبعض التلاميذ.
في خلال أشهر من نجاح تلك التجارب قام البروفيسور جون مكليود، المشرف على عمل كل من بانتيغ وبيست والممول ومالك المختبرات، بتحويل كافة طلابه للعمل ضمن مشروع بانتيغ وذلك بهدف استخلاص وتنقية الإنسولين. انضم لاحقا إلى هذا الفريق جيمز كوليب (JB collip) صاحب الخبرة التقنية. بتضافر جهود الأربعة معا أمكن تطوير تقنية من أجل تنقية وإنتاج الإنسولين لمرضى السكري. أجريت الاختبارات الأولى على ليونارد تومسون في وقت مبكر من عام 1922.
التجارب حظيت بنجاحات باهرة انتشرت أخبارها بسرعة في جميع أنحاء العالم، معطية الأمل لمرضى السكري.
مكونات الإنسولين
يتألف الإنسولين من سلسلتي ببتيد يطلق عليهما اسمي سلسلة ألف ووسلسلة باء. ترتبط السلسلتين ألف وباء معا بواسطة رابطين ثنائيّي السلفيد. كما يوجد مركب ثُنائِيُّ السَّلْفيد آخر متضمن ضمن السلسلة ألف. في معظم الكائنات الحية، تتكون سلسلة ألف من 21 حمض اميني بينما تتكون سلسلة باء من 30 حمض اميني.
وظيفته
للأنسولين وظيفة مهمه جدا ففي حالة ارتفاع نسبة السكر في الدم بعد تناول طعام أو شرب الشاي بالسكر أو الكوكاكولا (غنية بالسكر) يقوم البنكرياس بافراز الإنسولين، وهذا الاخير يرتبط على مستقبلاته النوعية على جدران الخلايا مما يؤدي إلى فتح قنوات دخول الجلكوز إلى خلايا الكبد. فيقوم الكبد بتحويل الجلكوز إلى جليكوجين وتخزينه في خلاياها، ويعود مستوى الجلوكوز في الدم إلى المستوى الطبيعي.
أي أن وظيفة هرمون الإنسولين هو خفض مستوي السكر في الدم بعد الأكل، ويخفضه إلى المستوى الطبيعي الصحي (نحو 80 – 100 مليغرام لكل ديسيلتر من الدم (1 ديسيلتر = 100 سنتيمتر مكعب).
الأنسولين وعلاج مرض السكريستخدم الأنسولين طبيا لعلاج بعض أشكال البول السكري. المرضى الذين يعانون من مرض السكر نوع 1 يعتمدون على الأنسولين الخارجي للبقاء على قيد الحياة بسبب عدم إنتاج أجسامهم لهرمون الإنسولين. ومرضى السكري من النوع 2 يحقنون أنفسهم أيضا بالإنسولين لكي ينسحب الجلوكوز من الدم