رغم اقتحام الشلل حياتها إلا أنها أصرت وتمكنت من الوصول إلى هدفها بنجاح.. تعرف على حكاية “هالة فقيها”
“هالة صالح فقيها” الملقبة بـ “قاهرة الإعاقة”, حققت الكثير من النجاحات, تهوى هالة الفن التشكيلي وقد أثبتت جدارة فى هذا المضمار. أكدت أنها تمارس طموحها في الإبداع في مجال الفن التشكيلي والرسم على الخشب والزجاج والفخار والتشكيل بالعجائن الفنية، وفن المونوتيب والجرافيك، رغم اقتحام إعاقتها حياتها الذي اعترض مشوارها الفني إلا أنها أصرت واستطاعت الوصول إلى هدفها بنجاح.
بدأت هالة رحلة التفوق والإبداع حين قالت لها معلمتها في المرحلة الابتدائية “رسمك حلو كملي” ومنذ هذه اللحظة بدأ ما بداخلها يظهر فكانت ترسم الشخصيات الكرتونية وهى لم تتجاوز حينئذ التاسعة من عمرها, بدأت بقلم الرصاص مع سنوات الدراسة ظلت فرشاتها تعبر عما بداخلها من مشاعر متباينة, من فرح وحزن واختلاف المواقف حيث كانت مشاركتها داخل المدرسة وخارجها حيث يعود الفضل بعد الله سبحانه وتعالي لوالدها لما توصلت إليه الآن بدعمه لها معنوياً ومادياً في صغرها.
تم رفض دخولها “قسم الفنون” على الرغم مما تمتلكه من موهبة، الأمر الذي دعاها إلى الدخول في قسم النسيج بكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة الملك عبد العزيز حتى تخرجها. ومع ذلك لم يأفل عشقها لفنها وبعدها عن التخصص حتى التحقت بالدورات المتخصصة كدورة فن الديكوباج، ودورة الرسم على الرمال ودورتي تصوير زيتي، ودورة رسم الباستيل على دخان الشمعة.
خاضت “هالة” مرحلة الدخول والمنافسة للساحة الفنية مدة ثماني سنوات حيث شاركت بمعرض “فرشاة فنانة”، كما شاركت في صالون الشرق الأوسط الثاني للقطع الصغيرة بالقاهرة التي تنظمه “بصمات الفنانين التشكيليين العرب” وحصلت على جائزة الفنان المصري نور الشريف، ومعرض كتاب القاهرة، وأيضاً معرض “إطلالة” مبدع حيث نالت درع التكريم، وشاركت بمعرض الفنون التشكيلية الأول بمنطقه تبوك لرعاية الشباب، بالإضافة الى مشاركتها في مهرجان الجنادرية 2014، ومعرض اليوم الوطني فيما كانت ضيف الشرف في ملتقى الفن والإبداع أخيراً، قبل أن تشارك هذا العام في معرض “عمون” بالأردن 2015.
اكتشف هالة مع كثرة الممارسة أنها بدأت مرحلة الإبداع الحقيقي بأكثر من عمل فني, حيث كانت مشلولة تماماً، وبعدها بدأت تقاوم بالألوان وبدأت ترسم بشكل بسيط يناسب حركة أعضائها البسيطة وتحدت المرض بالرسم. تقول هالة “عندما ابتعد عن الرسم يزيد ذلك من مرضي، فقد أصبح الرسم هاجسي وخاصة وقت اشتداد المرض، ومع الوقت بدأت الحركة باليد اليسرى وبعد ذلك اليمنى حتى تحريك أطرافي أخيراً، وكان أكبر دافع لي في تحدي المرض هو الإصرار وأن أصل إلى هدفي”.