دور النوم في التخلص من الذكريات المزعجة: دراسة تكشف أسرار مرحلة حركة العين السريعة
النوم العميق: الحل السحري لتقليل تأثير الذكريات السلبية
توصلت دراسة حديثة أجرتها جامعة “إيست أنجليا” البريطانية إلى أن النوم الجيد، وخصوصاً مرحلة “نوم حركة العين السريعة”، يلعب دوراً أساسياً في تقليل استرجاع الذكريات المزعجة. هذه النتائج قد تُحدث نقلة نوعية في فهم العلاقة بين النوم والصحة النفسية، وتفتح آفاقاً جديدة لعلاج اضطرابات مثل القلق والاكتئاب.
ما هي الذكريات المزعجة؟
الذكريات المزعجة هي استرجاع مفاجئ وغير إرادي للتجارب المؤلمة أو المحزنة التي قد تكون مرتبطة بصدمة نفسية أو مواقف تسبب القلق.
- بالنسبة لبعض الأشخاص، خاصة من يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، يمكن أن تصبح هذه الذكريات متكررة ومؤلمة، مما يؤثر سلباً على الحياة اليومية والصحة النفسية.
تفاصيل الدراسة:
شملت الدراسة 85 مشاركاً بالغاً، وتم استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لمراقبة نشاط الدماغ أثناء محاولة قمع الذكريات السلبية.
- تم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين:
- مجموعة النوم: حصلت على ليلة مريحة في مختبر النوم.
- مجموعة الحرمان من النوم: بقيت مستيقظة طوال الليل.
النتائج:
- أظهرت المجموعة التي نامت جيداً نشاطاً أكبر في منطقة الدماغ المسؤولة عن التحكم في الأفكار والعواطف.
- هذا النشاط كان أكثر وضوحاً لدى المشاركين الذين قضوا وقتاً أطول في مرحلة نوم حركة العين السريعة.
- على العكس، عانى المحرومون من النوم من زيادة تداعي الأفكار السلبية بسبب ضعف نشاط هذه المنطقة الدماغية.
ما هي مرحلة نوم حركة العين السريعة؟
نوم حركة العين السريعة (REM) هو مرحلة من مراحل النوم تتميز بنشاط دماغي مكثف وحركات سريعة للعينين.
- تحدث بعد 90 دقيقة من النوم، وتزداد مدتها مع تقدم الليل.
- تُعد ضرورية لـ:
- ترسيخ الذكريات.
- تجديد الخلايا العصبية.
- معالجة المشاعر وتنظيم الأحاسيس العاطفية.
كيف تساعد REM في تقليل الذكريات المزعجة؟
- تعمل على تنظيم الذكريات ومنع الذكريات السلبية من الظهور في الوعي.
- تعيد تفعيل آليات التحكم في الدماغ التي تقلل من تأثير الذكريات المزعجة.
النوم والصحة النفسية: رؤى جديدة
تُظهر نتائج الدراسة أن النوم الجيد قد يكون أكثر من مجرد راحة جسدية، بل هو عنصر أساسي للحفاظ على الصحة النفسية.
- يمكن أن يساعد تحسين جودة النوم، خصوصاً نوم حركة العين السريعة، في علاج اضطرابات مثل:
- القلق.
- الاكتئاب.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
التطبيقات المستقبلية:
- تطوير علاجات جديدة:
- استراتيجيات لتحفيز نوم حركة العين السريعة قد تكون فعالة في تقليل الذكريات السلبية.
- تعزيز الوقاية:
- التركيز على تحسين جودة النوم كجزء من استراتيجيات الوقاية من المشاكل النفسية.
- برامج تدريبية:
- تعليم الأفراد تقنيات تحسين النوم لتعزيز الصحة النفسية.
النوم ليس مجرد وسيلة للراحة، بل هو أداة فعّالة لتحسين الصحة النفسية والتعامل مع الذكريات المزعجة. تُظهر هذه الدراسة أن مرحلة نوم حركة العين السريعة قد تكون المفتاح لفهم كيفية معالجة الدماغ للأفكار السلبية، مما يفتح الباب أمام علاجات مبتكرة لمساعدة الملايين حول العالم.