الامراضالصحة المستدامة

دراسة تكشف: عدوى معوية شائعة قد ترتبط بتطور مرض ألزهايمر

علاقة جديدة بين عدوى الأمعاء المزمنة ومرض ألزهايمر

اكتشف باحثون من جامعة ولاية أريزونا صلة محتملة بين عدوى الأمعاء المزمنة الناجمة عن فيروس تضخم الخلايا (HCMV) وتطور مرض ألزهايمر لدى بعض الأشخاص. الدراسة المنشورة على موقع “ساينس ألرت” أثارت تساؤلات حول دور الفيروس النشط في تفاقم تطور هذا المرض العصبي المدمر، وفتحت آفاقاً جديدة للبحث في طرق الوقاية والعلاج.

ما هو فيروس تضخم الخلايا؟

  • فيروس تضخم الخلايا (HCMV):
    • هو نوع من فيروس الهربس يصيب معظم الناس أثناء الطفولة.
    • يبقى في الجسم مدى الحياة بحالة كامنة.
    • بحلول سن الثمانين، يكون لدى 9 من كل 10 أشخاص أجسام مضادة لهذا الفيروس.
    • ينشط فقط في حالات معينة وينتقل عبر سوائل الجسم.

كيف يمكن أن يسهم الفيروس في تطور مرض ألزهايمر؟

أظهرت الدراسة أن الفيروس يمكن أن يبقى نشطاً لفترة كافية ليستغل محور الأمعاء-الدماغ، المعروف علمياً باسم “العصب المبهم”، كطريق سريع للوصول إلى الدماغ.

  • التأثير على الدماغ:
    • يفاقم الفيروس الجهاز المناعي داخل الدماغ.
    • يسهم في زيادة إنتاج بروتين الأميلويد وتشابكات “تاو”، وهما علامتان مميزتان لمرض ألزهايمر.
    • يؤدي إلى تنكس الخلايا العصبية وموتها.

نتائج الدراسة:

قام الباحثون بتحليل بيانات من 101 متبرع بالجسم، بينهم 66 مصاباً بمرض ألزهايمر.

  • النتائج الرئيسية:
    • اكتشاف أجسام مضادة لفيروس تضخم الخلايا في القولون، السائل الشوكي، والدماغ.
    • وجود الفيروس داخل الأعصاب المبهمة.
    • زيادة إنتاج بروتين الأميلويد وبروتين تاو الفوسفوري في أدمغة المصابين.

نوع فرعي جديد من ألزهايمر:

حدد الباحثون نوعاً فرعياً جديداً من مرض ألزهايمر يؤثر على 25 إلى 45% من المصابين. يتميز هذا النوع بعلامات تشخيصية مميزة مثل:

  • لويحات الأميلويد وتشابكات تاو.
  • استجابة مناعية فريدة تشمل الفيروس والأجسام المضادة.

أهمية هذه النتائج:

  1. تعميق فهم ألزهايمر:
    • تفتح النتائج نافذة جديدة لفهم كيفية تفاعل الجسم مع مرض ألزهايمر، الذي غالباً ما يُنظر إليه كمرض عصبي بحت.
  2. فرصة للتدخل المبكر:
    • يمكن استخدام الأدوية المضادة للفيروسات لعلاج عدوى فيروس تضخم الخلايا النشطة في الأمعاء، مما قد يقلل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.
  3. اختبار دم جديد:
    • يعمل الباحثون على تطوير اختبار دم للكشف عن عدوى الفيروس النشطة في الأمعاء.

ما الذي يميز هذه العدوى؟

على الرغم من أن الجميع تقريباً يتعرضون لفيروس تضخم الخلايا خلال حياتهم، فإن الصلة بين العدوى المزمنة وتطور ألزهايمر قد تكون محدودة بمجموعة فرعية صغيرة جداً من الأفراد.

  • العوامل المؤثرة:
    • قد تكون هناك ثغرات بيولوجية تجعل بعض الأفراد أكثر عرضة لتأثيرات الفيروس النشط.

ماذا يعني ذلك للمستقبل؟

وفقاً للدكتور بن ريدهيد، المؤلف الرئيسي للدراسة، فإن هذه النتائج تفتح باباً جديداً للوقاية والعلاج:

  • أدوية مضادة للفيروسات:
    قد تساعد في منع الفيروس النشط من الوصول إلى الدماغ.
  • اختبارات وقائية:
    الكشف المبكر عن الفيروس النشط قد يوفر فرصة للتدخل قبل تفاقم الحالة.

رسالة أمل:

تسلط هذه الدراسة الضوء على العلاقة المعقدة بين الجهاز المناعي، العدوى، والدماغ، مما قد يساعد في تطوير علاجات جديدة لمكافحة مرض ألزهايمر. مع التقدم في الأبحاث والتكنولوجيا، قد يكون المستقبل أقرب إلى توفير أدوات أكثر فعالية للتشخيص والوقاية من هذا المرض العصبي المدمر.

زر الذهاب إلى الأعلى