خيار أكثر أمناً في زمن كورونا.. “التدريس الإلكتروني” تجربة عمرها 15 عاماً في المدارس السعودية
لن يحتاج المعلم إلى كراسة التحضير ودفاتر الواجبات، وغيرها من الكتب التي تساعده في شرح مادته امام الطلاب، لأنه سوف يتعامل مباشرة مع جهاز الحاسب الآلي، ومع لوحة الكترونية بدلا من اللوحة التقليدية.
هكذا، بدأت تجربة تجهيز الفصول الالكترونية في العديد من المدارس السعودية تمهيداً للدراسة الالكترونية بالكامل، بهدف تقديم تعليم عصري فعال، وتزامن هذا الحدث العلمي مع بدء العام الدراسي في السعودية بتطبيق مشروع آخر لتطوير استراتيجيات التدريس. وهي خيار أكثر أمناً في ظل تفشي وباء كورونا.
وفي إطار الخطة العامة لتطبيق التعليم الالكتروني والتعليم العصري بالمملكة، بدأت المدارس السعودية بتطبيق الفصل الالكتروني الكامل والمجهز لعمل المعلم والطالب، مضيفاً أن الفصل مجهز بجهاز يتم من خلاله عرض مادة المعلم أو عمل الطلاب ويستفاد منه في الشرح والمناقشة، إلى جانب وجود جهاز حاسب آلي للمعلم وجهاز حاسب آلي لكل طالب، وجميع هذه الأجهزة مرتبطة بشبكة حديثة لتبادل ونقل وتخزين المواد الالكترونية.
بدأت تجربة تجهيز الفصول الالكترونية في العديد من المدارس السعودية تمهيداً للدراسة الالكترونية بالكامل، بهدف تقديم تعليم عصري فعال
وبذلك أصبح المعلم سيعد دروسه ويجهز وسائله وتطبيقاته بطريقة الكترونية ويتم عرض الدروس عبر شاشة جهاز العرض الموجودة في كل حجرة صفية، كما يقوم الطلاب بإجراء تطبيقاتهم على كتبهم ودفاترهم وأنشطتهم وأجهزتهم، كما أن مختلف طرق التدريب الأخرى متاحة مثل عمل المجموعات وحلقات البحث وأفراد التعليم والتعليم الجماعي. لافتا الى انه سيتم تطبيق التعليم الالكتروني في المرحلة الأولى لطلاب الصفين السادس الابتدائي والأول المتوسط لكونها أوسط العقد في مراحل التعليم العام ليتم تعميم ذلك على الصفوف الأخرى بالتدريج تمهيداً لإعلان المدرسة الالكترونية بالكامل.
فلسفة التعليم الإلكتروني
خطة تطبيق التعليم الالكتروني في المدارس السعودية تضمنت تصورا لفلسفة هذا النوع من التعليم ومقوماته وتخطيطه ومجالات تطبيقه مع وضع جدول زمني لذلك وتم تجهيز ورشة عمل تمثلت في تخصيص 20 ساعة للتهيئة للمشروع موزعة على مناشط متعددة من تدريب على مهارات الحاسب، ومهارات اعداد الدروس واستعمال النماذج والبرامج المناسبة ومحاضرات نظرية وورش عمل حول فلسفة ومجالات التعليم الالكتروني، واعمال انتاجية متمثلة في اعداد وتصميم الدروس والخطط الفصلية والاسبوعية حسب المواد والصفوف من خلال محاضرات حول موضوعات مدارس المستقبل وسيناريوهات التعليم الالكتروني والعلاقة بين المهندس المبرمج والمعلم في التعليم الالكتروني ومصادر مشروع المدرسة الالكترونية في المدارس والمجالات الحاسبية لتطبيق التعليم الالكتروني ومقومات المدرسة الالكترونية والتخطيط لها والتدريب والتعليم المستمر وعناصر الدرس الجيد وبعض الضوابط والتعريفات اضافة الى ورش عمل تتناول: فلسفة التعليم الالكتروني، ايجابيات وسلبيات التعليم الالكتروني، مجالات تطبيق التعليم الالكتروني في المراحل والمواد، تصميم الفصول الالكترونية، واعمال تطبيقية وانتاجية من خلال اعداد دروس وخطط فصلية واسبوعية وعرض بعض الدروس النموذجية. وأكد الدكتور الخطيب أنه سيتم هذا العام تطبيق التعليم الالكتروني بشكل نظامي وثابت وذلك حسب التفصيل التالي من خلال أن يعد المعلم دروسه ووسائله وتطبيقاته كاملة بالطريقة الالكترونية ويعرض الدروس من جهازه عبر شاشة «جهاز العرض الموجود في كل حجرة صفية».
مختبر مجهز للطلاب
ويقوم الطلاب بتطبيقاتهم على كتبهم ودفاترهم وانشطتهم، والتطبيقات الالكترونية تتم في مختبر مجهز لجميع الطلاب. وذلك في جميع الفصول والمواد باستثناء الدروس العملية «التجارب والدروس الخارجية» ويتم ذلك بطريقة الكترونية.
واشار الدكتور الخطيب الى أن المدارس عملت منذ ثلاث سنوات على تقديم العناصر والمقومات اللازمة للتعليم الالكتروني ويتم تجهيز الفصول الالكترونية بأجهزة للعرض من جهاز المعلم في جميع الفصول على ان تكون تطبيقات الطلاب الالكترونية في سبع مختبرات للحاسب موزعة على المراحل جميعا، وجهازا حاسب لكل معلم جهاز في مكتبه مرتبط بالشبكة وجهاز محمول يستعمله في الشروح والعروض. أما في صفي السادس الابتدائي والاول المتوسط فإن الفصول مجهزة بأحدث الاجهزة التي تسمح باكتمال التعليم الالكتروني من جهة عمل المعلم في الاعداد والعرض والتقويم ومن جهة الطالب في المتابعة والمشاركة والبحث والتطبيق.
يقوم الطلاب بتطبيقاتهم على كتبهم ودفاترهم وانشطتهم، والتطبيقات الالكترونية تتم في مختبر مجهز لجميع الطلاب
وأشار مدير عام مدارس الملك فيصل التي تنفرد بتطبيق هذا النوع من التعليم ان المعلمين في ظل هذا الاسلوب الجديد من التعليم خضعوا لتدريبات عن مهارات الحاسب الآلي المتمثلة بالتشغيل، والكتابة، والتصميم، والتصفح، والبحث، ومهارات تعليمية متمثلة في اعداد الدروس والانشطة، والعرض، والتطبيق، وادارة الفصل الالكتروني، ومتابعة اعمال الطلاب للمزيد من الانتاجية والابداع. فقد تم توحيد نماذج خطط المعلمين في قاعدة بيانات تمكن المشرفين ورواد الفصول من تنظيم الخطط الاسبوعية والفصلية كما تم توحيد انماط اعداد الدروس بحيث يصمم المعلمون موادهم كاملة معروضة على الشبكة الداخلية وبمتناول الزملاء ورؤساء الاقسام والطلاب بشكل ميسر وحسب الحاجة، مع المتابعة محليا ومركزيا، ويتم التقويم على مختلف المستويات لتحسين الاداء.