حملة توعية بمخاطر “زواج الأقارب” في المملكة
شهدت المملكة حملة توعية واسعة النطاق للتنبيه بمخاطر “زواج الأقارب” على الأطفال، والتي تؤدي إلى إصابة الأطفال بأمراض الدم الوراثية، مثل فقر الدم المنجلي، و”الثلاسيميا”، والتي تصل في بعض المناطق في المملكة إلى نحو 40% من الأطفال.
وقاد حملة التوعية عدد من الأطباء والمتخصصين بجانب المرضى المتطوعين من المصابين بـ”الثلاسيميا” وأمراض الدم الوراثية في المملكة، بهدف توعية المجتمع بأخطار المرض، وكيفية الوقاية منه عن طريق الالتزام بفحوص ما قبل الزواج.
ويعد مرض “الثلاسيميا” من الأمراض الوراثية التي يصاب بها الأطفال في الصغر بسبب “زواج الأقارب”، وعدم الالتزام بفحوصات قبل الزواج ، ونادى المشاركون في الحملة خلال اليوم التثقيفي حول أمراض الدم بضرورة الالتزام بنتائج الفحص قبل الزواج، ودعوا المصابين إلى عدم الاستسلام للمرض.
ويشير الخبراء إلى أن “زواج الأقارب” يلعب دورا كبيرا في الإصابة بأمراض الدم الوراثية في المملكة، التي تعاني ارتفاع المصابين من بين المواليد لنحو 40% في بعض المناطق، فالوالدان المصاب أحدهما تصل احتمالية إنجابهما طفلا مصابا إلى 50%، ما يشكل خطرا عند عدم الالتزام بنتائج الفحص قبل الزواج.
وشهدت المملكة العام الماضي إطلاق حملات توعية مكثفة حول مرض “الثلاسيميا” وماهيته، وأحدث طرق علاجه في أغلب مستشفيات المملكة، وذلك إبان إقامة فعاليات “اليوم العالمي لمرض الثلاسيميا”، الذي عقد في مايو الماضي في مستشفى القوات المسلحة بالرياض، وفي “مدينة الملك فهد الطبية”.
ورافق حملات التوعية تعزيز الجهود الرامية إلى توفير أحدث عقار يستخدم لمنع مضاعفات المرض في أغلب مستشفيات المملكة، وهو العقار المعروف باسم “اكسجيد”.
ووفق الدراسات الميدانية فإن عدد المصابين بمرض “الثلاسيميا” في المملكة يقدر بين 2 إلى 3 في الألف من تعداد السكان؛ إلا أن عدم وجود إحصاءات رسمية حديثة توضح النسبة الحقيقية للمصابين وأماكن تواجدهم، يمثل أحد أبرز التحديات التي يواجهها المهتمون بأمراض الدم الوراثية في المملكة.
وكان الدكتور خالد مرغلاني – المتحدث الرسمي لوزارة الصحة – قد أشار في وقت سابق إلى أن نتائج برنامج “فحص قبل الزواج” الذي تم على أكثر من 980 ألف شخص منذ تطبيقه قبل أربع سنوات، أظهرت أن نسبة 4.27% من السعوديين هم من حاملي أمراض الدم المنجلية، كما أن 028. 0 % مصابون بأمراض الدم المنجلية، و2.37 % حاملون لفقر الدم لحوض البحر الأبيض المتوسط.
وتسعى جميع المستشفيات في المملكة إلى تأسيس وتطوير مراكز أمراض الدم الوراثية، لتلبية احتياجات مرضى الدم في مختلف مناطق المملكة، حيث أنشأت “إدارة الطب العلاجي لعلاج أمراض الدم الوراثية”، وشكلت لجنة بالتعاون مع مختصين في هذا المجال من مختلف القطاعات الصحية للنظر في إنشاء وتطوير مثل هذه المراكز، فضلا عن دعمها لكافة أنشطة خدمة المرضى والمجتمع من برامج التثقيف الصحي والدراسات الميدانية والوقائية، وغيرها من المهام اللازمة لمكافحة أمراض الدم الوراثية.