حفنة من المكسرات يومياً: سر الوقاية من الخرف ورفع صحة الدماغ
تشير دراسة حديثة أُجريت على أكثر من 50 ألف شخص في المملكة المتحدة إلى أن تناول حفنة من المكسرات يومياً يمكن أن يساعد في خفض خطر الإصابة بالخرف، مما يشكل إضافة قيمة لنمط الحياة الصحي. وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً ويتناولون نحو 30 غراماً من المكسرات يومياً، هم أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 16% مقارنة بأقرانهم الذين لا يتناولون المكسرات. وترتفع النسبة إلى 17% عند تناول المكسرات غير المملحة.
وتعد هذه النتائج خطوة هامة في مجال الأبحاث حول الخرف، خاصةً أن المرض يعتبر من الحالات التي يصعب علاجها بالأدوية. وتدعم الدراسة فوائد المكسرات في تعزيز صحة الدماغ بفضل ما تحتويه من عناصر غذائية ومركبات مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة التي تدعم الوظائف العقلية وتساعد في الحفاظ على الذاكرة والتركيز.
لكن يضع الباحثون بعض الشروط لفاعلية هذا التأثير؛ حيث إن الفائدة تم ملاحظتها لدى الأشخاص غير المدخنين، الذين يتمتعون بوزن طبيعي ويحصلون على نوم كافٍ. وبحسب الباحثين من جامعة كاستيا لا مانشا الإسبانية، فإن هناك حاجة لمزيد من الدراسات على المدى الطويل لفهم دور المكسرات كاستراتيجية وقائية للدماغ.
وتتسق هذه النتائج مع دراسات سابقة أثبتت أن النظام الغذائي يلعب دوراً حيوياً في الحد من خطر الإصابة بالخرف، إذ تربط المراجعات المنهجية بين الأنظمة الغذائية الصحية، مثل النظام المتوسطي الغني بالمكسرات والفواكه والخضروات، بانخفاض خطر الإصابة بالخرف بنسبة تصل إلى 23%. وفي المقابل، قد يعزز النظام الغذائي الغربي الغني بالدهون المشبعة والسكريات خطر الإصابة.
ومما يميز النمط المتوسطي أيضاً اعتماده على زيت الزيتون، الذي أظهرت الأبحاث دوره في تقليل خطر الوفاة المرتبطة بالخرف بنسبة 28%. وتوضح هذه النتائج أهمية الاهتمام بالنظام الغذائي واختيار الأطعمة ذات التأثير الإيجابي على صحة الدماغ، كالمكسرات، ضمن نمط حياة صحي يسهم في الوقاية من الخرف وتحسين جودة الحياة مع التقدم في العمر.