ثورة في العلاج المناعي للسرطان: تخصيص العلاجات لتحسين فرص الشفاء
في قفزة نوعية للعلاج المناعي، يسعى علماء في معهد فرانسيس كريك البريطاني إلى تطوير علاجات مناعية للسرطان تناسب كل مريض على حدة، مما يمكّن من تحسين فرص التشخيص المبكر ورفع فعالية العلاج. قد يمثل مشروع “مانيفست” بداية جديدة في علاج السرطان، باستخدام مؤشرات حيوية فريدة تتيح للعلماء تحديد المرضى الأكثر استفادة من العلاج المناعي.
كيف يعمل العلاج المناعي؟
العلاج المناعي هو أسلوب حديث يستخدم جهاز المناعة الطبيعي للمريض لمكافحة الخلايا السرطانية، بدلًا من الاعتماد على الجراحة أو العلاج الكيميائي. وعلى الرغم من أن العلاج المناعي قد شهد طفرة في السنوات الأخيرة، إلا أن الدراسات كانت محدودة فيما يتعلق بتحديد المرضى المؤهلين للعلاج الأمثل، وهو ما يسعى العلماء إلى حله من خلال استخدام مؤشرات حيوية مخصصة لكل حالة.
مشروع مانيفست: خطوة نحو الطب الدقيق
يستهدف مشروع مانيفست أربعة أنواع من السرطان: الورم الميلانيني، وسرطان الكلى، وسرطان المثانة، وسرطان الثدي الثلاثي السلبي. ويعمل الفريق على تحليل عينات دم من 3000 مريض لمعرفة المؤشرات الحيوية التي قد تكشف عن استعداد المريض للاستفادة من العلاج المناعي أو احتمالية عودة المرض. توضح الدكتورة سامرا توراغليك أن التحدي يكمن في تحديد المؤشرات الحيوية التي يمكن من خلالها التنبؤ بفعالية العلاج لكل مريض على حدة.
أهمية المؤشرات الحيوية
تقول الدكتورة توراغليك: “لا يوجد مؤشر حيوي واحد يمكن الاعتماد عليه كليًا”، ولكن من خلال دراسة واسعة النطاق، يأمل العلماء في تجميع معلومات حول عدة مؤشرات حيوية، مما يساعد في تقديم علاج مخصص لكل مريض حسب استجابته المحتملة.
دعم حكومي للابتكار
أعرب وزير العلوم والتكنولوجيا البريطاني، بيتر كايل، عن دعمه الكامل لهذا الابتكار، مؤكدًا أنه يمكن أن يغير الطريقة التي يُعالج بها السرطان. كما أكد وزير الصحة البريطاني، ويس ستريتنغ، الذي نجا من مرض السرطان، على أهمية التشخيص المبكر وتقديم العلاجات المتقدمة، مشددًا على قيمة هذه الأبحاث في دعم المرضى.
يُمثل مشروع مانيفست خطوة كبيرة نحو تحويل العلاج المناعي إلى وسيلة علاجية شخصية لكل مريض، مما يفتح الأبواب لتحسين فعالية العلاجات وزيادة فرص الشفاء. ومع التقدم المستمر في فهم المؤشرات الحيوية، قد يصبح المستقبل أكثر إشراقًا لمرضى السرطان.